أوضح المواطن اليمني أحمد عبدالفتاح السادة أنه ينتظر ومعه كافة أفراد أسرته على أحر من الجمر عودة ابنته أمل التي تحتجزها السلطات الباكستانية في إحدى المستشفيات العسكرية بعد تعرضها لإصابة في الهجوم الذي قضى على حياة زوجها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وقال في مقابلة مع وكالة رويتر نشرت اليوم : "إنني أتوجه في كل صلاة بالدعاء إلى الله خاشعاً ومتضرعاً كي يعجل بعودتها سالمة إلينا لتبدأ حياة جديدة آمنة بعيداًعن المعاناة التي قدر لها العيش بدائرتها المرعبة طوال السنوات الماضية." ومن منزله المتواضع وسط مدينة صنعاء بحسب وصف الوكالة أضاف: "إنني على ثقة عالية ببرآءة إبنتي التي لم تكن سوى زوجة لأسامة ولا علاقة لها بتنظيم القاعدة " مؤكداً أنها وجميع أفراد أسرته ينكرون العنف الذي جسدته القاعدة في منهجها المتطرف بعيداً عن قيم العقيدة الإسلامية السمحاء . وفي هذا السياق أوضح والد أمل أن وتيرة القلق بشأن مصير ابنته لاترتبط بما حدث ويحدث لها منذ مطلع هذا الشهر من إصابتها وحجزها ومتابعة الاستجواب لها من قبل السلطات الباكستانية أوحتى من قبل الأمريكيين هناك ولكننها ترتبط بحقيقة انه حتى تاريخ إجراء المقابلة لم يهتدي الى سبيل للإتصال بها ولا يملك من المعلومات عنها إلا ماتذكره وسائل الإعلام فقط التي ركزت مؤخراً على أن الإدارة الأمريكية تمارس ضغوط قد تؤدي الى حدوث مايخشاه ويرفضه بشدة من تسليم ابنته أونقلها إلى غير موطنها مشيرا إلى أن الدكتور ابوبكر القربي وزير الخارجية وعد ببذل جهود دبلوماسية لمنع تسليم ابنته وكذلك حفيدته (ابنتها صفية ) لطرف ثالث غير أسرتها وبواسطة السلطات اليمنية وهو مايتفق مع موقف رسمي تكرر الإعلان عنه من قبل السلطات الباكستانية وتحتجز امل التي تطالب عائلتها بعودتها في مستشفى عسكري باكستاني ولا يسمح لها بالاتصال باهلها. وامل هي البنت الخامسة لعائلة عبدالفتاح السادة المكونة من اربع بنات وثلاثة اولاد، وتعيش عائلتها في مدين اب، جنوب اليمن، وكانت قد تزوجت ببن لادن عام 1999 حيث رتب زواجها صديق للعائلة واحد مساعدي بن لادن السابقين، رشاد محمد سعيد وتهدف التحركات التي بدأتها اسرة أمل للمطالبة بالاطمئنان على حالة ابنتهم وإعادتها وأبنائها إلى اليمن، باعتبارها إحدى المواطنات اليمنيات. و هو ما أفصح كذلك زكريا أحمد السادة، شقيق أمل في حديثه مع صحيفة «الشرق الأوسط» الذي كشف عن مخاطبة السفارة الباكستانية لدى اليمن، والالتقاء بالسفير الباكستاني هناك، إضافة إلى لقاء مسؤولين في الخارجية اليمنية، للمطالبة بتوفير معلومات، ربما ترمي إلى اطمئنانهم على حالة شقيقته ووضعها الصحي، ومن ثم إعادتها إلى بلادها اليمن. وأوضح زكريا أن الجهات الرسمية في اليمن بعثت برسائل إلى الحكومة الباكستانية، لإجابة مطالبهم، إلا أنه وحتى اللحظة لم يستقبلوا أي رد من قبل السفارة الباكستانية لدى اليمن حول وضع شقيقتهم، مشيرا الى أن الحكومة لم تتلق من السفارة حتى الآن ردا على استفساراتهم. ونفى زكريا علمهم بعدد أبناء شقيقتهم من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، حيث كان آخر تواصل لهم معها حين كانت فقط قد أنجبت ابنتها صفية، ومن ثم انقطع تواصلهم معها، بمجرد بداية القصف الأميركي على أفغانستان، في أعقاب أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001. مؤكدا أن لأبناء شقيقته الحق أيضا في العودة مع والدتهم إلى اليمن، وذلك بحسب القانون اليمني، حيث إن للأبناء الحق؛ إما باتباع هوية الأب، أو الأم، نافيا أي معلومة لديه حول هوية جوازات أبناء شقيقته، أو ما إن كانوا أصلا قد استخرجوا جوازات سفر في وقت سابق من أي دولة. ونفى زكريا السادة، من ناحية أخرى، عزم عائلته فتح واجب العزاء في وفاة أسامة بن لادن، وقال: «لن نقيم أي (عزاء)، وإنما سنقيم (فرحا) في حال عودة شقيقتنا سالمة مع أبنائها للبلاد». وقال 'يجب ان تعود امل الينا، زوجها مات، وليس هناك سبب يدعو لاستمرار احتجازها'. وفي السياق ذاته، أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية اليمنية على تحركات دبلوماسية ومن خلال السفير اليمني لدى باكستان، في سبيل إعادة زوجة زعيم «القاعدة» أمل الصداح إلى اليمن برفقة أبنائها، وتوفير معلومات بشأن حالتها ووضعها الصحي وأبنائها. و أوضح السفير اليمني في إسلام أباد عبده علي عبد الرحمن أنه لم يبلغ رسميا من قبل السلطات الباكستانية باحتجاز أمل السادة، التي أشارت المعلومات إلى أنها أصيبت أثناء اقتحام القوات الأمريكية لمنزل زعيم القاعدة في ابوت آباد، وإنما علم بذلك عن طريق وسائل الإعلام فتواصلت السفارة مع السلطات الباكستانية وطالبتهم بتسليم المواطنة اليمنية لإعادتها إلى بلادها لكنها لم تتلق ردا. وقال السادة ان والده وافق على زواج ابنته لان زعيم القاعدة كان 'في عام 1999 مقاتلا محترما، وقاتل ضد الاحتلال السوفييتي' لافغانستان، واضاف ' كان هذا قبل هجمات 11 سبتمبر، ولهذا السبب وافق والدي على الزواج، لم يكن رجلا مطلوبا ولم يكن احد يعتقد انه ارهابي'.