غلبت أحقاد الماضي الدفين جهود التصالح التي كادت أن تنجح اليوم في فك الحصار وانهاء العدوان الذي تتعرض له منطقة دماج بمحافظة صعدة من قبل مسلحي جماعة الحوثي على خلفية الصراع المذهبي مع الجماعات السلفية من سكان المنطقة المحاصرة التي أكدت مصادر محلية فيها، بأن لجنة الوساطة بين الحوثيين والسلفيين لا زالت عاجزة عن تنفيذ الاتفاق الموقع بين الطرفين أمس الأول، لإنهاء الحصار على دماج. مشيرة إلى ان السبب الرئيسي لتعثر تنفيذ الصلح هو رفض الجانب الحوثي مشاركة جنود شاركوا في الحروب السابقة ضدهم بعملية الإستلام المقررة لموقع البراقة المطل على دماج والذي يجب أن يسلم لجهة محايدة في الجيش، حيث يشترط السلفيون أن يسلم الموقع لجنود من أبناء منطقة وادعة، فيما يشترط الحوثيون أن يكون جميع الجنود ممن لم يشاركوا في الحروب السابقة ضدهم. وأوضحت المصادر بأن خلافات ، لا زالت تقف عائقا أمام دخول الاتفاق حيز التنفيذ، بالرغم من محاولات عدة من قبل لجنة الوساطة، لتنفيذ الاتفاق ووقف إطلاق النار، المتواصل بشكل متقطع في المنقطة. من جانب آخر تدخل محافظ صعدة، فارس مناع، لإطلاق الصحفي محمد الأحمدي، وأحد شباب ساحة التغيير بتعز (أدهم الصامت)، اللذين أوقفا من قبل نقطة تابعة للحوثيين أثناء مغادرتهما لدماج، عقب دخولهما مع لجنة الوساطة إلى دماج لحضور مراسيم التوقيع على الاتفاق الموقع بين السلفيين والحوثيين. وقال الأحمد ل«مأرب برس» بأنه دخل دماج كممثل لمنظمة الكرامة الدولية، وكصحفي لتغطية الأوضاع الإنسانية في المنطقة جراء الحصار، مشيرا إلى أنه دخل المدينة مع لجنة الوساطة والمحافظ، غير أنه تأخر عقب التوقيع على الاتفاق، وحاول مغادرة دماج عقب مغادرة لجنة الوساطة والمحافظ، لكن نقطة تابعة للحوثيين أوقفته وطلبت منه تسليم ذواكر الكاميرا التي صور بها الأوضاع في دماج. وأضاف الأحمدي بأنه أخبر أفراد النقطة التابعة للحوثيين بأن الذواكر ليست بحوزته وإنما بحوزة زميله الصحفي مختار الرحبي، قام الحوثيون بإيقافه وإيصاله إلى منزل المحافظ، وأكد الأحمدي بأن المحافظ تدخل وأنهى القضية، بعد أن تم أخذ الذواكر من الرحبي. وأشار الأحمدي إلى أن الحوثيين كانوا متخوفين من الذواكر التي بحوزته، حرصا على عدم إيصال صورة إلى العالم عن الأوضاع الإنسانية في دماج، وقال بأن الذواكر كانت تحتوى على صور للمحلات التجارية المغلقة، جراء الحصار والأوضاع الإنسانية بشكل عام في دماج.