بدأت اليوم الاربعاء المرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب المصري التي تعد الخطوة الاولى لنقل السلطة للمدنيين من المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ الاطاحة بالرئيس حسني مبارك في انتفاضة شعبية في فبراير شباط. وقال مندوبون من رويترز وشهود عيان ان لجان انتخاب فتحت أبوابها في المحافظات التي تجرى فيها الانتخابات وهي الجيزة وبني سويف والمنوفية والشرقية والاسماعيلية والسويس والبحيرة وسوهاج وأسوان في الساعة الثامنة صباحا (0600 بتوقيت جرينتش) لكن بعض اللجان فتحت أبوابها متأخرة. وأضافوا أن الاقتراع تأخر في لجان ما بين 15 و30 دقيقة بسبب وصول قضاة يشرفون على الاقتراع أو مندوبي مرشحين متأخرين. وفي المرحلة الاولى من الانتخابات التي بدأت يوم 28 نوفمبر تشرين الثاني الماضي تقدم حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخون المسلمين وحزب النور وهو حزب سلفي والكتلة المصرية التي تضم ليبراليين ويساريين على عشرات الاحزاب. ويسعى الاسلاميون لتعزيز المكاسب التي حققوها في المرحلة الاولى. وقالت صحف محلية ان نحو 18.7 مليون ناخب يحق لهم الاقتراع في المرحلة الحالية. وقالت صحيفة الاهرام ان المنافسة دائرة في هذه المرحلة على 180 مقعدا في مجلس الشعب الذي يتكون من 508 أعضاء بينهم عشرة معينين. وأضافت أن نحو 33 حزبا تخوض الانتخابات. كما يخوضها مئات المرشحين المستقلين. وتجرى انتخابات مجلس الشعب على ثلاث مراحل تنتهي في الحادي عشر من يناير كانون الثاني. ويدلي الناخبون بأصواتهم لقائمة حزبية واثنين من المرشحين الفرديين في كل دائرة. ويجري انتخاب ثلث أعضاء المجلس بالمنافسة الفردية والثلثين بنظام القوائم. وهذه هي أول انتخابات حرة تشهدها مصر منذ نحو 60 عاما. وقال مندوب من رويترز في مدينة السويس شرقي القاهرة ان ضابط جيش أزال لافتات دعاية أمام لجان انتخاب في المدينة. وأضاف أن الضابط قال انه يزيلها "لانها تخالف القانون." وقال مندوب من رويترز في مدينة شبين الكوم شمالي القاهرة ان الاقبال يبدو أقل مما كان عليه في المرحلة الاولى التي شملت القاهرة وثماني محافظات أخرى. وأضاف أن ضابط جيش أبعد رجلا عن لجنة المدرسة الثانوية بنات في المدينة لمنعه فيما يبدو من توجيه ناخبين بعد شكاوى من مخالفات لقواعد الدعاية الانتخابية شابت المرحلة الاولى. لكن شاهدة عيان قالت ان مؤيدي مرشح استعملوا مكبرات صوت للدعاية له في مدينة الابراهيمية بمحافظة الشرقية شمال شرقي القاهرة. وأمام لجنة انتخاب في ضاحية بولاق الدكرور بمدينة الجيزة المجاورة للقاهرة قال حلمي محمود الذي يبلغ من العمر 76 عاما "أنا هنا من الساعة السابعة صباحا. أدليت بصوتي لاتجنب الغرامة. لولا الغرامة ما كنت خرجت من البيت لاني لا أعرف المرشحين وانتخبت أي مرشحين." وهناك غرامة مقررة قانونا على من يتخلف عن الادلاء بصوته قيمتها 500 جنيه (83.1 دولار). لكن اسماعيل داودي (70 عاما) قال أمام نفس اللجنة "هذا حقنا الذي كان ضائعا بسبب النظام الفاسد. الان هناك أمل أن تتحسن الاوضاع." وتعترف الحكومة بأن اقتصاد البلاد يترنح بعد نحو عام من الاضرابات والاعتصامات وانخفاض عدد السائحين وقيام مستثمرين بالانسحاب من السوق. وبعد انتخابات مجلس الشعب ستجرى انتخابات مجلس الشورى لتنتهي في مارس اذار. وخلال حملة الدعاية للمرحلة الاولى وقعت اشتباكات بين الشرطة ومحتجين على استمرار الادارة العسكرية لشؤون البلاد في القاهرة ومدن أخرى أسفرت عن سقوط 42 قتيلا على الاقل. لكن انتخابات المرحلة الاولى جرت في أجواء في الاغلب هادئة.