كشفت مصادر مطلعة عن خطة تتم دراستها في رئاسة قطاع التلفزيون لاقصاء المذيعين والمعدين والكوادر الاعلامية التي وقفت إلى جانب الشرعية الدستورية منذ بداية الأزمة الحالية، وإحلال المذيعين والموظفين المنقطعين عن العمل والذين كانوا في الساحات محلهم، وإلغاء جميع البرامج التلفزيونية التي تضمنتها الخارطة البرامجية للتلفزيون في الأزمة الحالية، واستبدالها ببرامج أخرى وتحويل الفضائية اليمنية إلى نسخة من قناة "سهيل" التابعة للتاجر الاخواني حميد الأحمر. وأكدت ذات المصادر قيام إعلاميين من الاخوان المسلمين بتقديم تصور إلى رئيس قطاع التلفزيون حسين باسليم – الذي قدم استقالته أكثر من مرة – حول عدد من البرامج المتوافقة مع ما وصفوه ب"العهد الجديد" الذي يشهده الإعلام اليمني، حد قولهم. وبحسب مصادر صحيفة "الجمهور" فإن الخطة البرامجية "المفروضة" على الأستاذ حسين باسليم تتضمن عدداً من البرامج الشبيهة بالبرامج التي تعرضها قناة "سهيل" الاخوانية، ومنها برامج حوارية مع شخصيات ذات ميول حزبية متشددة، عرفت بحقدها الدفين على النظام والحزب الحاكم وقياداته، وكانت هذه الشخصيات ولا زالت تحرض على أنصار النظام والشرعية الدستورية وتتهمهم بأبشع الاتهامات. كما تتضمن الخطة البرامجية للاخوان المسلمين تخصيص برنامج لما أسموه "ابداعات شباب الثورة في الساحات"، والتعرف على ما انتجوه من رسوم وشعارات وقصائد شعرية وزوامل، ومعظمها خارجة عن نطاق الأدب والأخلاق والدين، وتسيء بشكل مباشر لقيادات بارزة في الدولة. وهناك برنامج آخر يتناول بشكل يومي أبرز ما كتبته الصحف المحلية والخارجية والمواقع الالكترونية عن "ثورة اليمن" بعنوان "صحافة اليوم" وتحت شعار "لأول مرة تغادر الصحف الرسمية إلى الأهلية والحزبية والناقدة"، ومثل هذا البرنامج يعرض حالياً على قناة "سهيل" ويتم فيه استعراض الصحف والمواقع الالكترونية التابعة لأحزاب المشترك. بالإضافة إلى برنامج بعنوان "ربيع العرب" يستعرض في حلقاته تسجيل وثائقي لما وصفوه ب"الثورات العربية" وكيف خاضها "الثوار". ووفقاً لمصادر صحيفة"الجمهور" فإن الخطة البرامجية "المفروضة" على الأستاذ حسين باسليم تحتوي على برنامج بعنوان "حماة الثورة"، يخصص للحديث عن علي محسن والفرقة الأولى مدرع "المنشقة" ودورها في حماية "الثوار".. مشيرة إلى أن واضعي هذه الخطة قدموها إلى الأستاذ باسليم بهدف "اعادة الاعتبار للاعلام الرسمي" كما جاء في الخطة، وتعويض المذيعين والمعدين الذين تركوا أعمالهم خلال الأزمة الحالية واعتصموا في الساحات. وذكرت الخطة أسماء عدد من المعدين والمذيعين الذين سيقومون بإعداد وتقديم هذه البرامج، وجميعهم معروفون بانتمائهم لحزب الإخوان المسلمين، مثل القيادي الإصلاحي خالد عليان وياسر الحسني ورفيق عمر مدي وجميل عز الدين وياسر المعلمي. وأرفق مع الخطة كشف بأسماء المذيعين الموقوفين عن العمل والذين تمت إعادتهم لتعويضهم في هذه البرامج وغيرها. ومنذ تشكيل حكومة الوفاق الوطني قبل أيام وعودة الزميل الأستاذ حسين باسليم إلى عمله رئيساً لقطاع التلفزيون بتوجيهات من وزير الإعلام الجديد – كما قيل- بعد ان كان باسليم قد قدم استقالته لخلافات مع القطاع المالي في المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون، كان أول إجراء اتخذه باسليم إيقاف كل البرامج المباشرة وعلى رأسها برنامج "المشهد" الذي كان يبث مساء كل يوم مباشرة، ويناقش الأزمة الحالية في اليمن، وكسب ملايين المشاهدين في الداخل والخارج. وفي أول تصريح صحفي منذ عودته إلى العمل قال باسليم لصحيفة "أخبار اليوم" الممولة من المنشق علي محسن إن هناك سياسة جديدة سيتم العمل من خلالها على إعادة الاعتبار للإعلام الرسمي، الذي قال إنه تم استغلاله بشكل سيء منذ اندلاع الثورة الشبابية، حد قوله.