وزعت روسيا بين أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم أمس الثلاثاء مشروع قرار يقضي بمد مهمة للأمم المتحدة في سوريا ثلاثة أشهر حتى يمكنها تحويل التركيز من مراقبة الالتزام بهدنة لا وجود لها إلى العمل لإيجاد حل سياسي للصراع. ويجب على مجلس الأمن المنقسم علي نفسه ان يحدد مستقبل هذه المهمة قبل حلول 20 من يوليو تموز موعد انقضاء تفويضها الأولي الذي يمتد 90 يوما. ومن المقرر أن يقدم الوسيط الدولي كوفي عنان تقريرا إلى المجلس يوم الأربعاء بشأن سعيه لإحلال السلام في سوريا. وليس من المحتمل أن يرضي المشروع الروسي الولاياتالمتحدة والأعضاء الأوروبيين في مجلس الأمن الذين دعوا إلى إصدار قرار بموجب الفصل السابع لميثاق الأممالمتحدة الذي يسمح للمجلس بتفويض اتخاذ إجراءات تتراوح من العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية الى التدخل العسكري. وكان مسؤولون أمريكيون قالوا مرارا أنهم يتحدثون عن العقوبات على سوريا لا عن تدخل عسكري. وقال نائب السفير الروسي في الأممالمتحدة الكسندر بانكين ان قرارا بموجب الفصل السابع "سيكون ضارا" بما سماه "موقفا حرجا." وكانت روسيا والصين اعترضنا من قبل بحق النقض (الفيتو) على قرارات للأمم المتحدة مصممة للضغط على الرئيس السوري حافظ الأسد. وأضاف قوله "لا ذكر للفصل السابع (في مشروع القرار الروسي) وهذه مسألة مبدئية في نظرنا لأننا نعتقد ان المبعوث الخاص يقوم بجهد يستحق الثناء." وقال بانكين لرويترز "انه (مشروع القرار) استمرار للمهمة مع وضع توصيات الأمين العام في الاعتبار." وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون أوصى بتحويل تركيز مهمة الأممالمتحدة في سوريا من المراقبين العسكريين الذين أوقفوا معظم أنشطتهم لمراقبة الهدنة في 16 من يونيو حزيران بسبب تزايد المخاطر مع اشتداد العنف إلى موظفين مدنيين مئة بالمئة تقريبا ينصب اهتمامهم على العمل لإيجاد حل سياسي وقضايا مثل حقوق الإنسان. وفي إطار هذا الخيار ستبقي مهمة الأممالمتحدة على تفويضها الحالي لما يصل إلى 300 مراقب أعزل لكنها ستحتاج إلى عدد أقل كثيرا لمساندة محور التركيز الجديد. ولا يحدد مشروع القرار الروسي الذي اطلعت عليه رويترز عدد أفراد المهمة لكنه "يشدد على الحاجة إلى ان يكون لدى مهمة الأممالمتحدة في سوريا قدرات مراقبين عسكريين لإجراء عمليات فعالة للتحقق وتقصي الحقائق." ويدعو المشروع أيضا "الأطراف السورية جميعا إلى ضمان سلامة أفراد مهمة الأممالمتحدة دون مساس بحريتها في التحرك والوصول ويشدد على أن المسؤولية الرئيسية في هذا الشأن تقع على كاهل السلطات السورية." ويحث القرار ايضا بقوة كل الأطراف على الكف عن كل أعمال العنف ويشدد على "ان للشعب السوري إيجاد حل سياسي وانه يجب على الأطراف السورية ان تكون مستعدة لتقديم محاورين أكفاء يحظون بقبول متبادل" للعمل مع عنان من أجل الوصول إلى اتفاق. ووصف دبلوماسي في مجلس الأمن طلب الا ينشر اسمه مشروع القرار الروسي بأنه "في جوهره تمديد" للمهمة القائمة. وأضاف قوله "يجب على أقل تقدير أن يقترن ببعض الضغوط الحقيقية على الأطراف. ويجب ان يعالج المجلس المشكلة السورية بطريقة أكثر شمولا.