خطف الأضواء خلال اللقاء بإنقاذ وتسجيل انتزع المدافع الفرنسي الشاب رافائيل فاران بجدارة، نجومية مباراة ريال مدريد وبرشلونة مساء الأربعاء في ذهاب الدور نصف النهائي لبطولة كأس ملك إسبانيا، وتألق بشكل لافت في أول ظهور له في "الكلاسيكو"، ليدشن بدايته الفعلية مع الفريق الملكي. وأثبت فاران أنه عند حسن ظن مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي راهن عليه في ظل غياب العديد من العناصر المؤثرة في دفاع ريال مدريد، مثل البرتغالي بيبي والإسباني سيرخيو راموس، ولم يكتف ابن ال19 عاماً بلعب دور دفاعي بطولي، بل سجل هدف التعادل لفريقه حارماً برشلونة من فوز محقق. وتميز فاران طوال أحداث اللقاء بالذكاء والحنكة في التعامل مع كرات مهاجمي برشلونة، وأنقذ مرمى الريال من هدف محقق خلال الشوط الأول حينما أبعد الكرة من على خط المرمى، بعد هفوة قاتلة من المدافع البرتغالي ريكاردو كارفالهو، الذي ظهر بشكل متواضع وارتكب العديد من الأخطاء القاتلة. وفيما كان ريال مدريد يوشك على إنهاء المباراة متخلفاً بهدف سيسك فابريغاس، أبى فاران إلا أن يوقّع على بصمته حينما سجل برأسية محكمة هدف التعادل لفريقه قبل تسع دقائق فقط من نهاية اللقاء، ليحيي آمال "الميرينغي" بتجاوز عقبة نصف النهائي. وأجمعت وسائل الإعلام الإسبانية عقب المباراة على أن المدافع الفرنسي الواعد كان النجم الأول للقاء، وقالت إنه تفوق على الجميع، وحدّ من خطورة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي بدا تائهاً ولم يشكّل خطورة حقيقية على مرمى الريال، بخلاف العادة. وذكرت صحيفة "ماركا" المدريدية أن فاران كتب شهادة ميلاه الحقيقية في "الكلاسيكو" وأثبت أن رهان مورينيو عليه لم يكن خاطئاً، مشيرة إلى أنه تحمّل الضغط المهول من لاعبي برشلونة، وأظهر رباطة جأش منقطعة النظير، ليضمن لنفسه مكاناً ثابتاً في تشكيلة الريال في قادم المباريات. وعنونت صحيفة "آس" الصادرة في مدريد أيضاً "فاران يوقف البرشا"، وقالت إن اللاعب الفرنسي الشاب كان خارقاً للعادة في المباراة وتحلى بثقة كبيرة، ولم تبد عليه أي إشارات للقلق أو التوتر أمام سيل هجمات برشلونة والأسماء الرنانة التي يضمها الفريق الكاتلوني. وأشارت الصحيفة إلى أن هدف فاران الرأسي الرائع، منح الجماهير فرصة لمتابعة "كلاسيكو" جديد بطعم الإثارة في مباراة الإياب، بعدما كانت الأمور تتجه نحو الحسم المبكر لبرشلونة، باعتبار أنه كان متقدماً حتى الدقائق الأخيرة خارج ميدانه. ولم تخف بدورها الصحف الكاتلونية، المقربة من برشلونة إعجابها بمستوى فاران، ولفتت صحيفة "الموندو ديبورتيفو" إلى أن اللاعب الفرنسي كان أحد نجوم اللقاء، إلى جانب مدافعي برشلونة جيرارد بيكيه وداني ألفيش. أما جماهير ريال مدريد، فانهالت بالثناء والمديح على المدافع الشاب، واختارته غالبية الاستفتاءات الجماهيرية عبر المواقع والشبكات الإلكترونية أفضل لاعب في اللقاء، وتوقعت أن يواصل التألق في المباريات القادمة، بعد شحنة المعنويات الهائلة التي اكتسبها خلال كلاسيكو الأربعاء. ووصلت أصداء تألق فاران إلى الصحف الفرنسية التي كالت المديح للاعب، ودعت ديديه ديشان، المدير الفني لمنتخب "الديوك" لسرعة ضمه للفريق بعدما أصبح يملك من النضج ما يخوّله الدفاع عن ألوان أبطال العالم السابقين. وأكدت صحيفة "ليكيب" أن اللاعب أنقذ ريال مدريد من شبح هزيمة بدت محققة، مشيرة إلى أن النجم الأول للقاء لم يكن رونالدو أو ميسي أو حتى كريم بنزيمة، بل كان صبياً فرنسياً يافعاً دفع الجميع لرفع قبعات الاحترام له في أول ظهور له في مباراة من هذا الطراز. جدير بالذكر أن فاران المولود بتاريخ 25 أبريل/نيسان عام 1993، التحق بريال مدريد عام 2011 قادماً من نادي لانس الفرنسي، وقد خاض مع الفريق الملكي 16 مباراة فقط، بعدما بدأ مورينيو الاعتماد عليه في الآونة الأخيرة بسبب تزايد حالات الإصابة بين مدافعي الفريق.