في نفس التوقيت وفي نفس المكان إجتمعت مع الأستاذ والأخ الأكبر نعمان شاهر في زيارة لمبدع الصورة أيمن محمد تلها المبتلى بمرض السرطان شفاه الله .. حينها فقط أحسست ببخل دقات قلبي في مشهد صامت أستعرضت فيه كل ذكريات الصداقة مع أيمن الذي ما إن أجتمع به حتى تدمع عيناي من كثرة الضحك والقهقهات التي كان يبدع في خلقها على وجهي المتكدر .. اليوم لرؤية عزيز يعاني إستطاعت لوحاته الهزلية ومواقفه الكوميدية أن تسخر من دنيا رفضته لنتسابق جميعاً نبحث عنه ليس من أجل رفع معاناته بل من أجل أن ننسى همومنا نحن لا همومه هو مع جليس يتفنن في جلب السعادة إلى من هم حوله. .. يا “عزيزي” لا تسألني عن ما بداخلي فأنت لوحدك من يثقل في الميزان والكفة له تميل .. يا عزيزي أنا المكنون أبكي آهاتك الحبيسة صدرك المتعب من جهد السنون ومرضك الذي قهرته بإبتساماتك ورفضك التخلي عن دور البطولة في مسرحك المفتوح لكل الناس .. يا عزيزي أنت المميز إلى قلبي ولا زالت صورتك نحت في فؤادي وخفقانه هي اسمك يا”أيمن” البسمة والضحكة الصادقة. .. منذ أن زرتك أستيقظ والمطر يبلل مخدتي بقطرات دمع ستغسل الأرض من أجلك وستفيض تضرعاً لله عز وجل أن يرفع ألمك ويشفي جسدك العليل. .. ذكرياتنا سوية لا تفارق أفكاري، احلامي الكثيرة تبخرت لتصير أنت الحلم الوحيد فنعيد الكرة ونمشي على إمتداد البحر الفسيح وساحله الطويل كما فعلنا يوماً في حضرموت..هل تذكرتها؟..أنا لا أنسى لحظة كنت فيها معي لأني لا اضحك إلا وأنت عن يميني وأنت فقط من تمكن من ذلك وها أنت اليوم أيضاً فقط من أبكاني. .. غريبة هي أيامك وحياتك!! .. عجيبة هي الدنيا معك .. أبغضك يا حياة من دون ضحكات “أيمن” .. أكرهك يا دنيا قسوتي ولا زلتي تفعلينها بحق “أيمن” ، لن أركع مستسلماً لأن صديقي جبل عال يرفض الخنوع ودروس الحياة والصبر عليها تعلمتها من هذا الجسد النحيل والعين المتسعة المشعة حيوية وتفاؤل. .. أفتقد مجلسك وأحس البسمة هجرتني يوم بعدت عني .. أشتاق لتلكم الأيام التي جمعتني بك .. أحتاج الى وجودك بقربي تحدثني وأوتار صوتك هاجسي ويزيد من ضعف قوتي .. نقشت حروف إسمك بقلبي ومعزتك المسجونة بداخلي صارت اليوم طليقة حرة وحبراً مقروءً وسيلاً مشهوداً يغذي بحور وانهار المعمورة. .. آآه ثم آآه من غدر الأيام وكثر الأحزان ورغم كل ذلك أنا على يقين تام أن الشمس ستشرق من جديد ونورها سيشع يبدد ظلمة الليل الكحيل فاصبر وصابر واصتبر يا نبراساً يضيء الدرب للرفيق وخير خليل بلا حدود .. أنت البسمة والهواء العليل..خفيف الظل..جميل القلب .. نقي السريرة. .. أيه الصديق الصدوق ثق بالله وتأكد أن ذكرياتنا ستتجدد وستعود كما كنت وأكمل وبإذنه تعالى القادم أجمل ، وفي الغد سوف تعود لمزاولة العمل،ترسم صورك لنا الحياة تبتسم. يا «أيمن» بك ومعك ومن خلالك الصورة أحلى والمشهد يكتمل. [email protected]