استبق مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم توم سينتفيت اتحاد كرة القدم واستقال من تدريب المنتخب؛ لتحمل مسئولية إخفاقات المنتخب والهروب من الإقالة التي كان اتحاد كرة القدم ينوي إعلانها عقب عودة المنتخب من ماليزيا. وكما سمعنا أن الاتحاد أعطى المدرب تذاكر سفر ذهاب بدون عودة فهل يعقل أن يكون الحل بهذه الطريقة ويذهب المدرب دون حساب؟ أم أن من جلبه لتدريب المنتخب هو من يجب أن يُحاسب؟ الأمور متشابكة في اتحاد يفترض به أن يكون زعيم الاتحادات كون كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم!! المدرب بهذه الخطوة أراد أن يرمي بكل المسئولية على نفسه ويبرئ اتحاد الكرة من مسئولية الفشل والإخفاق المتكرر الملازم لكل مشاركات المنتخبات الوطنية وكل أنشطة وبرامج الاتحاد بل وربما من باب رد الجميل لمن تعاقد معه وهو يعرف إمكانياته المتواضعة حتى لا يتعرض للمساءلة التي هي بعيدة في بلادنا وبالذات في اتحاد كرة القدم. وانتهاء خدمات المدرب بهذه الطريقة يضع علامات استفهام كبيرة حول الموضوع لأن المدرب تخلص من الموضوع ورمى بالمسئولية الآن على الاتحاد للبحث عن مدرب بديل ليقود المنتخب في الاستحقاقات القادمة، وربما يكون البديل مدرباً محلياً مؤقتاً حتى يتم استقدام أجنبي وبالشروط والمواصفات التي تناسب بعض أعضاء الاتحاد كالعادة. كما أن اتحاد كرة القدم أغلق ملف الإخفاقات للمنتخب ولا يوجد من يحاسبه لأن الوزارة بكاملها لا تجرؤ على التدخل في شئون الاتحاد، وثانيا لأن الاتحاد لا يريد أن يعرف مكامن الخلل لإصلاحها وهذه طامة كبرى. كان الأحرى بالاتحاد أن يناقش الأمور بكل شفافية ووضوح ويضع النقاط على الحروف من خلال دراسة أسباب الفشل وتحديد المسئوليات وبالتالي وضع الحلول والمعالجات للارتقاء بكرة القدم اليمنية التي تمتلك من المواهب ما لا تمتلكه بلدان أخرى لكنها ضائعة وتائهة بسبب مسئولينا الرياضيين الموقرين. وهناك تساؤل من قبل الجميع مفاده هل الحل الآن في استقالة المدرب؟ بمعنى، هل سيؤدي ذلك إلى تطوركرة القدم ونجاح المنتخب؟ في اعتقادي أن الاتحاد والوزارة واللجنة الأولمبية مطالبون بمعرفة أسباب ومكامن الخلل في كرة القدم اليمنية، فيجب علينا أن نعرف أين تقف الكرة اليمنية؟ وأين موقعها على الخارطة العالمية؟ ولماذا تتراجع في التصنيف الذي يصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم شهرياً وتسبقنا دول لا يكاد أحد يعرفها؟ وهناك تساؤل يفرض نفسه من قبل الجميع: كيف نريد منتخباً قوياً والدوري العام عندنا ضعيف، أو بالأصح غير موجود، وإن وجد عاملناه على طريقة الساندويتش وكأننا نعيش خارج إطار الكرة الأرضية، فدول العالم كلها تعرف متى يبدأ الدوري ومتى ينتهي ومباريات الكأس ومباريات المنتخبات، ولديها أجندة ثابتة، أما نحن فأمورنا تسير بالبركة متى ما تكرمت وزارة الشباب والرياضة ومنحتنا الموازنة نعمل (دوري مضغوط) على طريقة (الأرز المضغوط). كما أن بلادنا لا تعرف أن في كل بلدان العالم يقام دوري للفئات العمرية، ومنتخباتنا لهذه الفئات يتم تجميعها من دوري كبار السن وبالتالي فلاعبونا يعتزلون بعد مشاركة واحدة أو اثنتين مع الناشئين أو الشباب، وبعضهم من أول مشاركة يختفي. ومن الأمور التي نتميز بها عن بقية بلدان خلق الله أن لدينا اتحاداً لكرة القدم واتحادات رياضية يتم انتخابها بطرق نعرفها جميعا وليست خافية على أحد ومعظم أعضائها لم يمارسوا الرياضة وربما أن بعضهم جاء إلى الرياضة عن طريق الصدفة فهو إما تاجر وإما شيخ وإما مسئول في وزارة أو…… أقول أيها العقلاء: تطور كرة القدم اليمنية والرياضة عموماً بحاجة إلى رؤية ومشروع كبير يبدأ من تغيير جذري لمفاهيم قياداتنا الرياضية عن الرياضة التي تعتبر في نظرهم مجرد تسلية فقط والاستفادة من تجارب من سبقونا في هذا المجال كي نرتقي برياضتنا وأن لا نظل نسير عكس الاتجاه لنضع بلادنا اليمن في المكانة التي تستحقها.