عندما دخل المنتخب الإسباني الاول أرضية ملعب "ارينا بيرنامبوكو" في ريسيفي الاحد لمواجهة نظيره الأوروغوياني في مستهل مشواره في كأس القارات 2013، كانت الآمال المعقودة عليه مرتفعة جدا وقد نجح "لا فوريا روخا" مرة اخرى في الاختبار وخرج فائزا (2-1). دخل بطل العالم وأوروبا إلى كأس القارات التي تحتضنها البرازيل حتى 30 الشهر الحالي، وهو ليس تحت ضغط الارتقاء إلى مستوى التوقعات وحسب، بل أن لاعبيه المخضرمين يواجهون مزاحمة من الشبان ما دفعهم إلى مواصلة مستواهم المميز بهدف المحافظة على مركزهم في تشكيلة المدرب فيسنتي دل بوسكي. قبل 24 ساعة من بداية مشوار "الكبار" في كأس القارات، كان المنتخب الإسباني لدون 21 عاما يقدم اداء مذهلا اخر في بطولة أوروبا المقامة في اسرائيل وذلك بتغلبه على النروج (3-صفر) وبلوغه النهائي الذي سيقام الثلاثاء حيث سيواجه نظيره الإيطالي في إعادة لنهائي كأس أوروبا للكبار الذي خرج منه "لا فوريا روخا" فائزا برباعية نظيفة. شكك الكثيرون بخيارات دل بوسكي الذي قرر عدم استدعاء لاعبين مثل الحارس دافيد دي خيا وتياغو الكانترا وايسكو إلى كأس القارات والابقاء عليهم مع منتخب دون 21 عاما رغم انهم فرضوا انفسهم من العناصر الأساسية في فرقهم وعلى أعلى المستويات. يرى البعض أن بامكان منتخب دل بوسكي الاستفادة من ضخ عنصر الشباب فيه بعد الموسم الشاق الذي خاضعه لاعبو "لا فوريا روخا" مع فرقهم والمنتخب على حد سواء (تصفيات مونديال 2014 والمباريات الودية) وبعد أن شارك معظمهم في تتويج بلادهم بثلاثية كأس أوروبا 2008-كأس العالم 2010-كأس أوروبا 2012. لكن مشاركة الشبان في بطولات رسمية من نفس الفئة العمرية التي ينتمون اليها تساعدهم على تحقيق النمو الكروي المطلوب وتحضرهم للانضمام إلى المنتخب الاول، وقد اثبت التاريخ الحديث نجاح السياسة المعتمدة من قبل الإسبان. فالنجاح الدولي للاعبين المخضرمين الموجودين حاليا في كأس القارات يعود إلى عام 1999 عندما توج الحارس ايكر كاسياس ولاعب الوسط تشافي هرنانديز بكأس العالم للشباب. في مباراة الاحد كان كاسياس وتشافي "عجوزي" تشكيلة دل بوسكي في المباراة التي خرج منها "لا فوريا روخا" فائزا على الاوروغواي بنتيجة لا تعكس حقا مجريات اللقاء والهيمنة الإسبانية خصوصا في الشوط الاول. لا يمكن القول بان منتخب دل بوسكي منتخب عجوز لانه، وحتى في ظل وجود كاسياس وتشافي في التشكيلة، كان معدل الاعمار في مباراة الاحد 27 عاما فقط،وذلك لان مدرب ريال مدريد السابق أعتمد ومنذ وصوله بعد كأس اوروبا 2008 خلفا للويس اراغونيس على الزج بالوجوه الشابة في التشكيلة، مستندا على النجاحات في البطولات العمرية مثل بطولة أوروبا لدون 19 عاما التي فاز الإسبان بنسختيها الاخيرتين، وبطولة أوروبا لدون 21 عاما التي فاز بها "لا روخيتا" قبل عامين في الدنمارك وهم يأملون الاحتفاظ بالكأس بعد نهائي الثلاثاء أمام إيطاليا. ما هو مؤكد أن الإسبان يعتمدون استراتيجية "عدم حرق المراحل" وأبرز دليل على ذلك أن خمسة من اللاعبين الذين ساهموا برفع كأس أوروبا لدون 21 عاما في 2011 موجودون في التشكيلة التي تخوض البطولة القارية عام 2013، وذلك خلافا للبلدان الاخرى التي سرعان ما تزج باللاعبين الذين يتألقون في البطولات العمرية في المنتخب الاول دون تحضيرهم نفسيا بالشكل المطلوب ما يؤدي في أغلب الآحيان إلى فشلهم تحت وطأة الضغط. "جئنا إلى هنا من أجل الفوز، نحن فريق مكون من فائزين"، هذا ما قاله حارس مانشستر يونايتد الإنكليزي دي خيا، مضيفا "ما اختبرناه في البطولات الأوروبية السابقة كان جميلا وهذا امر حاولنا نقله إلى المجموعة باكملها أنها بطولة فريدة من نوعها وقد تحظى بفرصة اللعب فيها مرة واحدة أو مرتين فقط إذا كنت محظوظا (بسبب تخطي العمر المسموح به)". وتابع "عليك ان تقدم كل شيء وان تعيشها بحماس كبير يجب أن تسعى إلى الفوز". وكان لاعبا وسط بايرن ميونيخ الألماني خافي مارتينيز وتشلسي الانكليزي خوان ماتا ايضا ضمن التشكيلة التي احرزت اللقب القاري عام 2011 في الدنمارك رغم انهما شاركا مع المنتخب الاول في نهائيات مونديال جنوب أفريقيا 2010، وهما متواجدان حاليا في البرازيل مع "لا روخا" وسرعان ما سينضم اليهما لاعبون مثل دي خيا وتياغو وايسكو بعد اكتسابهم مع منتخب الشباب الخبرة المطلوبة من أجل التعامل مع الضغط عندما يحين دورهم.