مورينيو يحطم كل الأرقام الإيجابية والسلبية ويدفع ريال مدريد نحو هاوية مشروع وهمي مستغلا الدعاية والترويج للفراغ! للتاريخ أبواب واسعة يدخل منها العظماء وتُفتح لهم بأكملها لتستقبلهم وتدخلهم لصفحاتها، وهناك أبواب ضيقة ينفذ منها البعض بأعجوبة، ولكن هناك دائما في كتاب التاريخ غرفة الفئران، أو الباب الخلفي للتاريخ، يدخل منه الحمقى أو مسيئي التصرف أو أصحاب الإخفاقات الكارثية.. أو المشاريع الوهمية! طالما دخل جوزيه مورينيو التاريخ من أوسع أبوابه، طالما كانت صفحات التاريخ تستقبله مهللة وفرحة بإنجازاته التاريخية، صنع اسمه ال"سبيشال وان" أو المميز بإنجاز دوري الأبطال مع بورتو، وحصده للقب الدوري الإنكليزي مع تشيلسي ووصوله لنهائي دوري أبطال أوروبا معه، ثم تكراره للإنجاز مع إنتر ميلان الإيطالي بالتتويج بطلا لأبطال أوروبا، دخل التاريخ من أوسع أبوابه كمدرب قادر على صناعة المعجزات في كرة القدم.. حتى الموسم الماضي أعاد الفريق الملكي لمنصة التتويج بالدوري الإسباني بعد غياب، أعاد للميرينغي هيبته في ظل وجود المارد الأكبر في كرة القدم حول العالم برشلونة.. ولكنه هذا الموسم يتجه بريال مدريد لكسر رقم قياسي في الإخفاق! بالخسارة من ريال بيتيس أصبح الفارق بين ريال مدريد وبرشلونة "نظريا" 11 نقطة بعد 13 جولة من بداية الليغا (بافتراض فوز برشلونة على ليفانتي)، وعلى مر تاريخ الدوري الإسباني لم يتسع الفارق بين الأول والثالث في الجولة 13 لأكثر من 9 نقاط ولكن "نظريا" ها هو ريال مدريد يكسر الرقم أو هو على حافة كسره لو تعادل أو فاز البلوغرانا. ليس هذا فقط ولكن مورينيو كسر كل أرقامه، محققا أسوأ بداية في تاريخه التدريبي، وأوسع فارق مع الصدارة في سجله منذ بدأ التدريب، وخلال المواسم الثلاثة التي قضاها مع الملكي، فالموسم الماضي في مثل هذا اليوم كان مورينيو متصدرا للدوري برصيد 34 نقطة، وفي موسمه الأول مع المدريديستا كان رصيده 32 نقطة متقاسما الصدارة مع برشلونة. ولعل فارق النقاط الحالي (8 نقاط) لم يتحقق حتى في 2008-2009 الموسم الذي حقق فيه ريال مدريد نفس رصيد النقاط في الجولة 13، وكان له من النقاط 26 نقطة ولكن الفارق أن برشلونة تخطى الجولة برصيد 32 نقطة أي بفارق 6 نقاط فقط في حين أن الفارق قد يصل ل9 نقاط أو 11 نقطة في حالة تعادل أو فوز برشلونة! ورغم قتامة الصورة فهناك دائما بقعة ضوء يراها عشاق الميرينغي، فهم يعولون على أن تيتو فيلانوفا المدير الفني لبرشلونة لن يستمر في حصد النقاط باستمرار، وقد يتعثر والدليل على ذلك رغم أنه في صالح المنافس لا ضده أن الموسم الماضي كان برشلونة على بعد 10 نقاط من الصدارة ولكن تعثر الميرينغي كاد أن يفقده القمة واللقب باقتراب فريق غوارديولا وتقليص الفارق حتى 3 نقاط، حتى تماسك المدريديستا وسيطروا على اللقب! ** الإخوان المسلمون في مصر يعتمدون مشروع النهضة للارتقاء بمصر.. هو مشروع قد يظن البعض أنه لا يعلمه غيرهم، ولكنه ظن في غير محله فحتى هم أنفسهم لا يعرفون ملامح ولا مضمون ولا هوية مشروع النهضة، هو مشروع وهمي يعتمد على الدعاية له والترويج له حتى يقتنع الناس بوجوده وتأثيره رغم أنه أصلا ليس موجودا وغير مطبق.. كذلك يفعل مورينيو في ريال مدريد، هو يتبع أساليب دعاية الإخوان لمشروع النهضة، الذي منذ سارت مصر في كنفه كلما نهضت تنكب على وجهها ويخرجون يلقون المسؤولية على جهل الشعب وعدم تعاونه.. وريال مدريد أيضا ينكفئ على وجهه بسبب مشروع مورينيو للنهضة وكلما سقط يلقيها المدرب البرتغالي على اللاعبين! ** على رأي المثل.. يا نهضة لا تقرصيني ولا عاوز منك عسل! مقال- يكتبه زياد فؤاد