،، علقنا آمالاً كبيرة على مؤتمر الرياضة الوطني الذي عقد في محافظة تعز في أبريل الماضي لاعتقادنا أن هذا المؤتمر يمثل فرصة كبير لإيجاد حل يفضي إلى إعادة الحياة في كيان إتحاد الإعلام الرياضي, وسعدنا كثيرا عندما وجدنا نخبة من أساطير الإعلام الرياضي الذين أطلقت عليهم يومها لقب "الحكماء" وهم بين ظهرانينا وقد نبذوا خلافاتهم السابقة التي كانت سببا في حل مجلس إدارة الاتحاد عام 2002م من قبل وزير الشباب الأسبق عبد الرحمن الأكوع, وكنا نعتقد أن التقارب الكبير الذي لمسناه بين الأستاذين القديرين حسين العواضي ومطهر الاشموري بعد زوال التنافس القديم بأفول قطبي الكرة العاصمية, سيساعد إلى حد ما في إيجاد الحل الذي كنا نبغي فجاءت رياحهم بما لا تشتهي سفننا. كان لي خلال هذا المؤتمر أحاديث كثيرة مع مختلف الزملاء من مختلف الاتجاهات ولعل على رأس كل هؤلاء زميلنا العزيز منصور الجرادي, وكان لي شرف اللقاء بالعواضي قبل الدخول في مشروع اللجنة المؤقتة الميتة التي أسفر عنها اجتماع مجموعة الإعلاميين الحاضرين في المؤتمر ووضعت له تصورا بسيطا كنت اقترحته في ورقة عمل خاصة مقدمة للمؤتمر حول واقع الإعلام الرياضي لإيجاد حل يفضي إلى إعادة كيان المرحوم, غير أن حماس العواضي في حديثه إلينا واتفاقه مع الاشموري وبقية "الحكماء" الذين شرفونا بالحضور, سد المنافذ أمام تنفيذ ما كنا قد اتفقنا عليه مع مجموعة كبيرة من الزملاء, وجعلنا نشعر أن الأمور ستسير على ما يرام نظرا للحماس والصدق الذي لمسناه في أحاديثهم إلينا. سرى إلينا اقتناع أن وجود هذه الأسماء الكبيرة في واجهة الحل الذي خرجنا به كفيل بحل كل الاشكاليات على الرغم من أن عدد من الزملاء المحترمين قد ناقشونا في هذا الأمر وأبدوا استغرابهم الشديد من وضع ثقتنا في هذه الكوكبة التي أطلقت عليها اسم حكماء الإعلام الرياضي يومها, وهم الذين كانوا سببا في كل ما وصلنا إليه من ضياع وتمزق, وكنت أرد عليهم بثقة أن تواجدهم معنا وحماسهم كان بمثابة الاعتراف بالذنب القديم والرغبة في تصحيح الأخطاء بعد الاعتراف بها, واليوم أعترف أن زملاءنا الكرام من محافظة عدن الذين ابدوا تحفظهم على نتيجة اللقاء الموسع وتشكيل اللجنة المؤقتة الميتة كانوا على حق, وخصوصا وان العديد من حكماء اللجنة سرعان ما أعلنوا انسحابهم الأمر الذي يلغي أي شرعية لها الآن. ربما انجررنا كثيرا بالعاطفة وراء الحلول الوهمية التي اعتقدنا أن حكماءنا قادرين على تنفيذها وتركنا ما كنا نرمي الخروج به من هذا المؤتمر بالاعتماد على لجنة من أسماء لها وزنها وثقلها في الساحة وقد عانت وشعرت بالمرارة وطفح بها الكيل مما حدث ويحدث, فاستسلمنا تماما لحكمائنا الكرام الذين عادوا بنا على بوتقة الفشل من حيث لم نتوقع, بل وزاد الأمر طيننا المبلول بلة بعد أن ساد الاعتقاد لدى الجميع باستحالة إيجاد حل, ولهذا أقول للعزيزين حسين العواضي ومطهر الاشموري "سامحكما الله" فقد وثقنا بكما كثيرا عندما استمعنا إلى آراؤكم وأفكاركم وتنازلنا عن مشروعنا ومنحناكم الفرصة مجددا فخذلتمونا. ربما لم ينته الوقت بعد ما دام الأمر مرتبط بصاحب القرار التنفيذي الأول في وزارة الشباب والرياضة معالي الأستاذ معمر الارياني والذي كنت وما زلت مصرا على أنه هو صاحب القرار في حل مشكلة الإعلام الرياضي والذي أعرف شجاعته وإقدامه وحكمته التي بعد أن تعاملت معه سنوات طويلة وكلها عوامل إيجابية يمكن أن تدفعه إلى اتخاذ القرار المناسب بتشكيل لجنة مؤقتة تضم أعضاء من مختلف الاتجاهات ممن يثق في قدرتهم وعطاءهم ويشترط عدم ترشحهم للانتخابات القادمة, ويمكن أن تسلك هذه اللجنة الطريق الذي كان متفقا عليه أن تسلكه لجنة الحكماء على أن تحدد فترتها من 3 إلى 5 أشهر لا تزيد تحضيرا لعقد الجمعية العمومية بأي صورة كانت ووفق معايير إتحاد الإعلام الرياضي السابق وبعدها سيتمكن المجلس المنتخب من تنظيم كل الأمور كما يجب أن تكون عليه.