ينطلق الدوري الإماراتي لكرة القدم بعد غد السبت وسط منافسة مفتوحة لإحراز لقب النسخة التاسعة والثلاثين، ومن دون ضجيج صفقات "الملايين" التي طبعت البطولة في أعوامها الأخيرة. واستعدت الأندية الأربعة عشر المشاركة في البطولة التي ستحمل مسمىً جديداً هو "دوري الخليج العربي" بشكل جيد لموسم 2013-2014 الذي يرى المراقبون أنه سيكون مثيراً وجذاباً، نظراً إلى وجود أربعة فرق مرشحة لنيل اللقب. وكان العين أحرز اللقب في السنتين الأخيرتين بسهولة متناهية، لكنه سيجد هذا الموسم صعوبة كبيرة في الصعود إلى منصة التتويج للمرة الثالثة على التوالي والثانية عشر في تاريخه، وهو ما أثبتته مباراة السوبر في 30 آب/أغسطس الماضي حين أحرز الأهلي اللقب على حسابه بركلات الترجيح. ويعدُّ الأهلي أقوى المنافسين للعين من واقع ما حصل في الموسم الثاني حين حل وصيفاً له في الدوري وفوزه لاحقاً بلقب مسابقة الكأس، هذا إضافة إلى إبرامه عدة صفقات مميزة كان أبرزها التعاقد مع المدرب الروماني أولاريو كوزمين القادم من العين نفسه. الأهلي يكسب صراع التعاقدات أمام العين وشكّل تعاقد الأهلي مع كوزمين تأجيجاً للصراع بينه وبين العين والذي بلغ أوجه في فترة الإنتقالات الصيفية بعدما تنازع الفريقان على معظم الصفقات التي أبرمها كل منهما وأن كانت الغلبة بقيت لبطل الدوري الذي كسب توقيع لاعبي الجزيرة إبراهيما دياكيه وحارس المرمى الدولي خالد عيسى ولاعب وسط بني ياس سلطان الغافري والبرازيلي ميشال باستوس لاعب ليون الفرنسي وشالكه الألماني السابق. وحافظ العين الذي سيقوده المدرب الأوروغوياني جورج فوساتي بديلاً لكوزمين نوعاً ما على إستقراره الفني من خلال الإبقاء على معظم العناصر التي قادته لنيل اللقب في آخر موسمين، حيث يخوض الغاني أسامواه جيان هداف الدوري مرتين متتاليتين والروماني ميريل رادوي موسمهما الثالث على التوالي مع الفريق، وتم تجديد الثقة بالأسترالي اليكس بروسكي، ليكون التغير الوحيد على صعيد الأجانب ضم باستوس بديلا للفرنسي جيريس كيمبو ايكوكو الذي تمت إعارته للجيش القطري لمدة موسم واحد. ويملك العين تشكيلة مميزة من اللاعبين المحليين وفي مقدمتهم الموهوب عمر عبد الرحمن أفضل لاعب في كأس الخليج الأخيرة التي أقيمت في البحرين وأحرزت الإمارات لقبها، فضلاً عن ثلاثي الدفاع الدولي إسماعيل أحمد ومهند العنزي ومحمد أحمد. كوزمين يطمح لدخول التاريخ ويراهن الأهلي الذي كان أكثر الفرق نشاطاً في سوق الإنتقالات خلال السنوات الثلاث الأخيرة على خبرة مدربه الجديد كوزمين ومعرفته بالدوري الإماراتي لنيل اللقب الغائب عن خزائنه منذ عام 2009. وجعل الأهلي الروماني كوزمين أغلى مدرب في تاريخ الدوري الإماراتي على الإطلاق عندما تعاقد معه لمدة ثلاث سنوات مقابل خمسة ملايين يورو بديلاً للإسباني كيكي فلوريس الذي فضل عدم تجديد عقده مع الفريق بعدما قاده إلى لقب مسابقة الكأس الموسم الماضي. وسيكون لقب الدوري هدف الأهلي الأول هذا الموسم، وهو ما عبر عنه كوزمين في أول مؤتمر صحافي عقده بعد تعاقده مع النادي عندما قال "أعشق التحدي وطموحي تحقيق أهدافي مع الأهلي، وهدفي الأول وهدف النادي هو الفوز بلقب الدوري". ويملك كوزمين الساعي لدخول تاريخ الدوري من الباب الواسع بأن يصبح أول مدرب يحرز اللقب للمرة الثالثة على التوالي مع فريقين مختلفين، تشكيلة مميزة بوجود البرازيلي ادينالدو غرافيتي ثاني هدافي البطولة الموسم الماضي برصيد 25 هدفاً ومواطنه جوزيل سياو القادم من الشباب والتشيلي لويس خيمنيز الذي سيلعب كلاعب آسيوي بعد نيله الجنسية الفلسطينية والبرتغالي هوغو فيانا الذي سيحل بديلاً لمواطنه ريكاردو كواريسما. كما يضم الأهلي، الذي كانت أبرز صفقاته المحلية التعاقد مع المدافع وليد عباس من الشباب، سبعة لاعبين دوليين شاركوا مؤخراً في تشكيلة الإمارات التي أحرزت لقب بطولة الرياض الدولية وهم الحارس ماجد ناصر وعبد العزيز هيكل وعبد العزيز صنقور وإسماعيل الحمادي وماجد حسن وأحمد خليل وسعد سرور. الجزيرة.. الرَّقم الصَّعب ويعد الجزيرة منافساً دائماً على اللقب الذي أحرزه لآخر مرة عام 2011، وهو جدد الثقة بمدربه الإسباني لويس ميا للسنة الثانية على التوالي ومهاجمه البرازيلي ريكاردو أوليفيرا والكوري الجنوبي شين هيونغ مين، وأبرم صفقتين مهمتين بالتعاقد مع المغربي عبد العزيز برادة والبارغوياني نيسلون فالديز القادمين من خيتافي وفالنسيا الإسبانيين على التوالي. الفريق الرابع المرشح لإحراز اللقب هو بني ياس بطل كأس الأندية الخليجية الثامنة والعشرين ورابع الدوري الموسم الماضي والذي يمتلك تشكيلة مميزة من اللاعبين المحليين والأجانب. وأجرى بني ياس الذي سيقوده المدرب الأوروغوياني جورج داسيلفا تغييراً جذرياً على أجانبه بالتعاقد مع التشيلي كارلوس مونيوز والأرجنتيني لويس فارينا والعماني عبد السلام عامر، ويبحث التعاقد مع لاعب رابع بعدما استغنى مؤخراً عن خدمات السنغالي أندريه سانغور لصالح الوصل. حظوظ متساوية لبقية الأندية وتملك أندية أخرى فرصة المنافسة على اللقب ولكن بترجيحات أقل مثل الوحدة الذي غيّر جلده الفني بالكامل من خلال التعاقد مع المدرب التشيكي كارل ياروليم والثنائي الأرجنتيني داميان دياز وسيباستيان تيغولي لاعب الشباب السعودي السابق والتشيلي ماركو استردا قادماً من مونبلييه الفرنسي والمدافع الدولي الكويتي حسين فاضل . ويبحث النصر مجدداً مصالحة جماهيره وإحراز اللقب الغائب عن خزائنه منذ عام 1986، وهو تعاقده مع المدرب الصربي ايفان يوفانوفيتش ليحل بديلا للإيطالي والتر زينغا، كما ضم الأسترالي بريت هولمان والسنغالي ابراهيما توريه من موناكو الفرنسي والبرازيلي ايدير لويس وأبقى على مواطن الأخير ليوناردو ليما. وفقد الشباب الكثير من قوته بعدما استغنى عن أبرز لاعبيه سياو ووليد عباس لصالح الأهلي، وهو جدد الثقة بمدربه البرازيلي ماركوس باكيتا ومواطنه إدغار برونو والأوزبكستاني عزيز بيك حيدروف واستعاد لاعبه التشيلي كارلوس فيلانوفا بعدما لعب الموسم الماضي في دوري بلاده معاراً إلى نادي يونيفرسداد، وكان البرازيلي اديلسون بيريرا القادم الوحيد. ووضع المراقبون الظفرة في مقدمة الفرق التي ستكون المفاجأة السارة للدوري بعد نتائجه الأخيرة في كأس الرابطة وتصدره المجموعة الثانية إثر فوزه على الأهلي والوصل. يقود الظفرة المدرب الإماراتي عبدالله مسفر، وهو ضم الغاني ايمانويل كلوتي واللبناني بلال نجارين والمغربي كمال شافني وأبقى على هدافه السنغالي ماكيت ديوب. وعانى الوصل الذي يقوده مدرب الظفرة السابق الفرنسي لوران بانيد قبل انطلاق الموسم بعدما تعرض لضربة قوية بإصابة مهاجمه البرازيلي كايو فيليبي وايقاف لاعب وسطه ماريانو دوندا سبع مباريات بسبب سوء سلوكه في المباراة أمام الشباب في كأس الرابطة. وتعاقد الوصل مع المدافع المغربي عبد الحكيم بوخريص ليعوض غياب كايو ولينضم إلى المدافع الآخر الأسترالي ميلان سوساك، في حين كسب صفقة مهمة بإستعارة المهاجم سانغور من بني ياس. وأبقى الشعب على مدربه الروماني ماريوس سوموديكا ومهاجمه الفرنسي ميشال لارينت وتعاقد مع السيراليوني جوليوس ووباي والاسترالي بيلي سيلسكي والبرازيلي تايغو داسيلفا. ويحمل العراقي عبد الوهاب عبد القادر لواء المدربين العرب بعدما جدد عجمان بطل مسابقة كأس الرابطة الثقة به مع اللاعبين العاجي بوريس كابي والمغربي إدريس فتوحي، في حين تعاقد مع الغيني سيمون فيندونو قادماً من دبي، وخسر خدمات لاعبه الإيراني محمد رضا خلعتبري الذي فسخ عقده مؤخراً بعدما فضَّل اللعب في دوري بلاده. وتعاقد دبي مع المدرب السويسري مارتن رويدا والبرازيليين برونو سيزار القادم من النصر وأندريه ألفيش والعاجي بابو جيليس دونالد. ويمثل عيد باروت ثاني المدربين المحليين في الدوري بتعاقده مع الإمارات الصاعد حديثاً، والذي نجح في ضم الثلاثي البرازيلي جاير داسيلفا ولويز هنريكي ورودريغو وأبقى على الأرجنتيني هيريرا. أما الشارقة الصاعد الثاني ففضّل الإعتماد على المدرسة البرازيلية بالكامل بالتعاقد مع المدرب باولو بوناميغو الذي درب سابقاً الشباب والجزيرة ومواطنيه جوزيه كارلوس وغابريال فيليبي ومارسيو راموس والكوري الجنوبي كيم جونغ وو.