- أن تكون لاعب كرة قدم متميز لا يعني بالضرورة أن تكون إدارياً ناجحاً أو حتى مدرباً متميزاً .. بعض لاعبينا القدامى يصرون على إهانة تاريخهم وإنجازاتهم بتولي مناصب قيادية هم أبعد مايكونون عنها. - أقول هذا الكلام وأنا أرى حال الأندية العدنية التي مازالت تتخبط في غياهب المشاكل الإدارية بسبب ثلة من النجوم الكبار ممن يتمسكون بكراسيهم على رأس أندية عريقة لها تاريخها الكبير، ورغم أن هؤلاء النفر من اللاعبين القدامى كانوا ممن صنع ذلك التاريخ لأندية عدن، إلا أننا نراهم اليوم ينسفون كل ما بنوه وبناه غيرهم بسبب سوء إدارتهم. - لن أخوض في الحديث عن التلال أو حتى وحدة عدن، فصحفنا سالت حبراً وهي تتناول مشاكل الناديين العريقين، قطبي الكرة العدينة، سأتطرق إلى ما يعانيه نادٍ عده البعض ضلعاً أساسياً من أضلاع المثلث العدني، بالإضافة إلى التلال والوحدة، من ويلات الإدارة المتخبطة، وأهملته الصحف والمنابر الإعلامية ولم تعطه حقه من النقاش أو حتى الإشارة. - إنه الشعلة.. هذا النادي الأصفر أطفئت جذوة نيرانه إدارة لاتعي أنها يجب أن تكون متواجدة باستمرار في أروقة النادي وملاعبه، إدارة غائبة بمعنى الكلمة.. الإدارة التي استبشر بها الكثيرون، كونها جاءت بتوافق الجمعية العمومية للنادي، ربما تأثراً بالحالة السياسية التوافقية في البلاد، واحتوائها على قامات تاريخية (كروية)، وكانت أحسن حالاً من إدارات أندية عدن الأخرى، (على مستوى التوافق على الأقل)، لم تستطع أن تعكس حالة التفاؤل التي رافقت عملها، لأنها كانت بعيدة جداً عن الواقع. - وكما ذكرت آنفاً، ليس شرطاً أن تكون نجماً فذاً حتى تكون إدارياً ناجحاً، ففي الملعب قد يتطلب منك اللعب أن تكون جماعياً مع زملائك من اللاعبين حتى تحقق الفوز، غير أن إدارة الشعلة الحالية لم تكن بالجماعية الكافية التي تقي النادي الكروي الأول من السقوط إلى هاوية الدرجة الأولى، والتخبط في تسيير شئون الفريق بدءاً من المدربين المتعاقبين ومروراً في التعامل مع اللاعبين. - كانت اجتماعات الإدارة يطغى عليها الطابع الدكتاتوري، حتى مجرد محاولة الحديث والمشاركة في الرأي كانت تواجهها انتقادات أو رفض (أبوي) مبطن، أو إهمال ولا مبالاة لآراء الأعضاء الباقيين. - النجاح في تسيير الأمور الإدارية لا يتم من على الأبراج العاجية، بل يحتاج إلى نزول ميداني وتفقد وإشعار اللاعبين وبقية فرق النادي أن الإدارة تهتم بهم وبنتائجهم وبمجهودهم، غير أن ذلك لم يكن في حسبان الإدارة الكبيرة تاريخاً، والصغيرة أداءً ونتائج. - سقوط الشعلة وهبوط الفريق الأول قد يكون أولى نتائج إدارة تعمل بالشكل الذي أشرنا إليه، ونسأل الله أن يجنب النادي تبعات استمرار مثل هكذا حال، لأن شباب البريقة في عدن بدأ يتململ ويدعو إلى تصحيح الوضع وتقديم الإدارة لاستقلالها، وهو أمر أصبح لزاماً قبل أن تتفاقم الأمور وتتحول مشاكل الشعلة إلى معضلات شبيهة بتلك (الكبائر) التي تعيشها أندية عدن الأخرى. - مشاكل عدن ليست مقتصرة على التلال والوحدة، وإن كان للناديين ثقلهما ومكانتهما، عدن تعيش أكثر من معاناة، وهنا أقف مع دعوات الزملاء في سرعة التدخل الرسمي للجهات المعنية وتلافي الوضع الرياضي المتدهو (عموماً) في ثغر اليمن الباسم، الذي لن تعود ابتسامته إلا بعودة الفرحة على محيا جماهير أنديتها وفرقها. [email protected]