لا شكّ أنّ أغلب متابعي بطولة كأس العالم للأندية يتوقّعون رؤية بطل ليبرتادوريس أتلتيكو مينيرو البرازيلي، وبطل أوروبا بايرن ميونخ الألماني طرفين للمباراة النهائية للنسخة العاشرة التي ستُقام في المغرب من 11 ولغاية 21 من شهر كانون الأوّل/ ديسمبر الحالي. أتلتيكو مينيرو على خطى أسلافه يتطلّع أتلتيكو مينيرو البرازيلي إلى الظفر باللقب العالمي على خطى أسلافه البرازيليين الذين توّجوا باللقب 4 مرّات، وذلك بعد تتويجه على عرش القارة اللاتينية بطلاً لكأس ليبرتادوريس 2013، لأوّل مرّة في تاريخ النادي الأبيض والأسود الذي تأسّس عام 1908. ولم يكن من السهل خطف امتياز بهذا القدر، في بلد كلُ مَن فيه يمارس كرة القدم، فكيف إذا تربّعت على قارة تتنفس هذه اللعبة وتمثّل لها الخبز والماء، وتغدو بطلاً على أنديتها التي تمرّست اللعب في المناسبات الكبرى، أتلتيكو مينيرو حصل على أكليل الغار، بتفوّقه على أولمبيا الباراغوياني. هذا اللقب النفيس والمضني، جاء بفضل لاعبين يملكون التقنيات الكافية للتفوّق على أيّ خصم، لعل أشهرهم؛ نقطة ارتكاز الفريق، الساحر رونالدينيو، الذي عاد متحفّزاً من إصابته فسجّل ثنائية في الدوري البرازيلي لفريقه أمام فيتوريا أمس، إضافة للدولي جو، الذي نمت خبرته بشكل ممتاز في ملاعب أوروبا وخصوصاً الإنكليزية منها، وقد توّج هدّافاً لكوبا ليبرتادوريس برصيد 7 أهداف. روني وجو، هما جزء من منظومة يقودها المدرّب أليكس ستيفال المُلقّب بكوكا، الذي تنقّل كمدرّب بين أندية محلّية عديدة آخرها كروزيرو وفلومنينسي وفلامنغو وسانتوس وأوكلت إليه مهمّة الإشراف على أتلتيكو مينيرو منذ عام 2011. بايرن يتطلّع لمجد جديد لا ينقص بايرن ميونخ سوى الميدالية الذهبية العالمية ليكمل عقد اللؤلؤ الذي زيّن أعناق لاعبيه الموسم الماضي، حين حاز ثلاثية تاريخية مع مدرّبه يوب هاينكس، ثمّ فوزه مع مدرّبه الجديد جوسيب غوارديولا بكأس السوبر الأوروبية على حساب تشلسي الإنكليزي. وقد لا يحقّق بيب ما حقّقه سلفه، ولكن متابعي كرة القدم في العالم، أجمعوا أن فلسفة المدرّب الكاتالوني أضافت للفريق ال"بافاري" الكثير من المتعة والقوّة والجودة في الأداء، لتجعل كتيبته مهابة في جميع أصقاع الأرض ولتعبّد طرقاته إلى منصّات التتويج. ولأن بطل أوروبا لا يعتمد على نجم واحدٍ بعينه بل يُجدِف في مركبه أكثر من ربّان خبير وماهر في صناعة الفارق لا يبدو أن تأثير غياب الهولندي الطائر أرين روبن سيكون كبيراً على الفريق من الناحية الفنية، بقدر ما سيؤثّر على متتبّعي ميونيخ والبطولة عموماً الذين كانوا يمنّون النفس برؤية جناح هولندا على الأراضي المغربية. ويحزم مانويل نوير ورفاقه حقائبهم متوّجهين إلى مدينة أغادير، التي ستستضيف مباراتهم في نصف النهائي مع الفائز من مباراة الأهلي المصري وغونغجزوا إيفراغاند الصيني، وذلك بعد الاستعراض المبهر على بريمن (7-0) في ال"بوندسليغا"، وتأمين العبور إلى دور ال16 في كأس ألمانيا بانتظار تأمين صدارة مجموعته في دوري الأبطال، عندما يواجه مانشستر سيتي في آخر جولات الدور الأوّل غداً الثلاثاء. والخبر السار الآخر في صفوف العملاق البافاري هو عودة قائده فيليب لام ليشارك في التمارين بعد الإصابة التي لحقت به الشهر الماضي في انتظار عودته للعب في مباراة سيتي. لقطات: - أُقيمت البطولة 9 مرّات، فازت بها أندية أوروبا 5 وأميركا الجنوبية 4 مرّات. - تستضيف المغرب النسخة الحالية والقادمة من البطولة بعد أن استضافت البرازيل أوّل نسخة منها، ثمّ اليابان 2005 و2006 و2007 و2008، 2011 ، 2012، والإمارات 2009، 2010. - سيخوض 160 لاعباً منافسات النسخة العاشرة التي ستُقام في مدينتي أكادير ومراكش. - 31 جنسية ستكون حاضرة في البطولة الحالية، أكثرهم في بايرن ميونخ 11، وأقلّهم في الأهلي المصري (لاعب واحد) أما أتلتيكو مينيرو فسيشارك باللاعبين المحلّيين فقط. - لاعبا مونتيري المكسيكي، الأرجنتيني خوسيه ماريا باسانتا (الكابتن) ومواطنه سيزار ديلغادو سيشاركان مع فريقهم للمرّة الثالثة على التوالي في كأس العالم للأندية. - يشارك البرازيلي رونالدينيو في البطولة للمرّة الثانية بعد أن مثّل برشلونة في 2006، وكذلك مدرّب بايرن غوارديولا، الذي يعود للبطولة مع فريق مختلف بعد أن كان مدرّباً لبرشلونة عام 2009 و2011. علماً أن بيب هو الوحيد الذي توج بكأس البطولة مرتين. - نسختان فقط لم يكن فيها طرفا المباراة النهائية هما بطلي أوروبا أو أميركا؛ وذلك عام 2000 كان نهائياً برازيلياً خالصاً بين كورينثيانز وفاسكو دا غاما، وعام 2010 إنتر ميلان الإيطالي ومازيمبي الكونغولي. - البرازيل دنيلسون هو اللاعب الوحيد الذي سجّل 4 أهداف في بطولة واحدة غير أن الأرجنتيني ليونيل ميسي والمصري محمد أبو تريكة سجّل كلّ منهما 4 أهداف ولكن في بطولتين مختلفتين. - بويول، فالديس، تشافي وإنييستا هم اللاعبون الأكثر ظهوراً في البطولة، إذ خاضا ستّ مباريات وحقّقا الفوز في مباراتين نهائيتين. - الأهلي المصري أكثر الفرق لعباً في البطولة بخوضه 10 مباريات في أربع بطولات مختلفة. أما برشلونة فيحمل الرقم القياسي لتسجيل أكبر عدد من الأهداف ب 17 هدفاً، في ستّ مباريات خاضها في ثلاث نسخ.