مرة أخرى يؤكد الكابتن أمين السنيني، أنه يمتلك الأخلاق والسلوكيات التي تليق بمشوار طويل مع كرة القدم، التي برع فيها كحارس مرمى ذي قيمة بألوان الزهرة والمنتخبات. فمع إعلان تسلمه للقيادة الفنية في المنتخب الأولمبي، خلفاً لامبراتو "اللغز" في مجلس الشيخ وأدراج الشيباني.. كان الرجل يحترم نفسه ويضعها حيث يجب، بموقف لن تجده في كثير من المدربين الوطنيين، من خلال الالتزام بعقد ارتبط به مع الوحدة الصنعاني، قبل أيام فقط من إعادة ربطه مع المنتخبات من سكة الأولمبي، مع أنه لم يستلم بعد مهمته على واقع الملعب والحصص التدريبية. موقف محترم من شخصية محترمة لديها اليوم من الخبرات ما يكفي ومن التراكمات الكثير، فوضعاها بين هذا وذاك، وتركت الأمر حيث يجب، على طاولة قيادة وحدة صنعاء، التي اعتبرها هي صاحبة الشأن في الحديث عن ذهابه للمهمة الوطنية مع المنتخب، من سكة حرص فيها على ألَّا يخدش شيئاً في ما يجمعه بالجميع من علاقات رياضية وإنسانية. السنيني الذي عرفناه لاعباً كبيراً واسماً مميزاً في ملاعب كرة القدم وواجهته يوماً كلاعب بألوان الميناء، اختار طريق السلامة بتأنٍّ وقراءة محسوبة له في اتخاذ القرار الذي يسيل لعاب الكثيرين أمامه، فنال مساحة أخرى من الإعجاب من كل متابعي الشأن الكروي، مع أنه يدرك أن تلك الخطوة قد يكون لها ردة فعل من أصحاب القرار الاتحادي في قادم السنوات "بإذن الله"، فكان منتصراً بشيم الكبار وأخلاق النبلاء، دون النظر إلى بعض الصغائر التي قد تتعلق برسم علامات الرضا عند هذا وذاك، والاستفادة من عائد مالي هو الأفضل بدون شك، ليبقى السنيني مثلما عرف عنه شخصية متزنة تعتز بما لديها ولا تكترث لشيء ما دامت على قناعة بتصرفها السوي الذي يرتبط بالحدث الذي انساب إليه. ليس لي أية علاقة حميمة بالكابتن أمين السنيني، فقد التقيته مرات قليلة جداً، من سكة عملي الصحفي، لكني أحمل له مساحة من الإعجاب كشخصية وكرياضي وكإنسان، بعيداً عن مقومات عمله التدريبي، لهذا حرصت على وضع هذه السطور في هذه المساحة، تقديراً للموقف الذي ظهر به في زمن لم يعد لمثله حضور في أروقة كرة القدم اليمنية التي أصبحت تدار بالولاءات والطاعات والسقوط تحت الأقدام. وحرصت أن يكون هذا العمود رسالة للجميع لاحترام المواثيق التي تفرضها أخلاق الإنسان قبل أي شيء.. لأنها ترفع من الشأن والقيمة مع الأطراف الأخرى. تحية حب للسنيني مني لموقفه الرائع.. حتى وإن جاءت الأيام القادمة بالشيء المختلف وتدخلت السلاحف لتفك شفرة تلك المعضلة مع قيادة وحدة صنعاء، لنراه في صلب مهمة المنتخب الوطني الأولمبي.