صحيح أن ريال مدريد كسب 3 ملايين يورو من صفقة بيع التركي حميد ألتينتوب إلى غلطة سراي التركي، إلا أن التخلي عنه قدم برهانا جديدا على عدم تمتع النادي ب"بعد نظر" في ما يتعلق بسوق الانتقالات. وانتقل ألتينتوب قبل بداية الموسم الماضي إلى ريال مدريد من دون مقابل بعد انتهاء عقده مع بايرن ميونيخ الألماني بأمر من المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، لكن التركي الدولي وجد صعوبة بالغة في احتلال مركز أساسي لعدم اقتناع مورينيو بقدراته، فبقي ألفارو أربيلوا في موقع الظهير الأيمن مع استقرار سيرجيو راموس في عمق الدفاع بجانب بيبي. لكن ألتينتوب معروف بقدرته على القيام بأكثر من دور في الملعب، فأثناء الفترة الناجحة التي قضاها في صفوف العملاق البافاري، لعب "الجوكر" التركي في مركز الجناح الأيمن، وتنقل للجهة اليسرى، وبرز أيضا كلاعب وسط ارتكاز، لكن الإصابة التي ألمت به قبل بداية الموسم الماضي أثرت على حظوظه في التألق مع ريال مدريد، خصوصا بعدما غير مورينيو رأيه بشأن لاعبين أمثال أربيلوا ومارسيلو. ويعرف ريال مدريد عبر تاريخه بالقيام بصفقات مفاجئة ومجهولة الأهداف، ألتنيتوب لم يكن الأول الذي فشلت تجربته مع النادي الملكي، وقد ينسى جمهور الفريق أنه أخفق أساسا إذا تخلى النادي عن كاكا الذي انتقل إليه قادما ميلان الإيطالي 66 مليون يورو دون أن يساهم في إنجازات الفريق، والأمر نفسه ينطبق على التركي الآخر نوري شاهين القادم من بوروسيا دورتموند الألماني. وعلى الأقل، كسب ريال مدريد أموالا من صفقة ألتينتوب، على العكس تماما من صفقات أخرى، وفي الماضي عقد "الميرينغي" صفقات اعتبرها النقاد في بعض الأحيان غبية، وأدت لاستقدام أسماء كلفت الكثير من الأموال وخرجت من الباب الخلفي بمبالغ متواضعة، وفيما يلي قائمة بالصفقات الفاشلة التي أبرمها ريال مدريد في السنوات العشرين الأخيرة: 1- فيتور (من 1993 إلى 1994): انضم المدافع الأيمن البرازيلي إلى ريال مدريد تحت قيادة المدرب بينيتو فلورو في تشكيلة مليئة باللاعبين البرازيليين، كان فيتور يعاني أساسا في البرازيل مع سطوع نجم كافو بنفس المركز في ساو باولو، وتلخص المباريات الثلاث التي لعبها فيتور في القلعة البيضاة مسيرته المتواضعة علما بأنه عاد في الموسم التالي إلى بلاده حيث قضى معظم مسيرته. 2- فريدي رينكون (من 1995 إلى 1996): شكل رينكون مع فالديراما وهيغيتا واسبريا نواة المنتخب الكولومبي الذي قدم مستويات مميزة في النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي، وهو الذي اشتهر بهدفه الجميل بين قدمي الحارس الألماني بودو إيلبغنر في كأس العالم 1990، كان فالديراما وهيغيتا قدم قضيا فترة متوسطة المستوى مع بلد الوليد، لكن رينكون حصل على اهتمام النادي الملكي الذي تعاقد معه بأمر من المدرب الأرجنتيني حينها خورخي فالدانو، قدم أداء قويا في مباراته الاولى أمام المضيف ديبورتيفو لاكورونيا بكأس السوبر الاسباني وأصاب القائم، لكنه لم يظهر بعدها في أكثر من 18 مناسبة أحرز خلالها هدفين، ثم توجه إلى البرازيل في الموسم التالي وبقي هناك حتى اعتزل اللعبة. 3- زي روبرتو (من 1996 إلى 1998): تمتع الدولي البرازيلي السابق بمسيرة حافلة بالإنجازات مع الفرق الألمانية، لكنه فشل قبل ذلك في تثبيت قدميه مع ريال مدريد، حيث لعب موسمين أحدهما تحت قيادة المدرب الإيطالي فابيو كابيلو، وخلال موسمين لعب ما مجموعه 19 مباراة فقط. 4- كارلوس سكريتاريو (من 1996 إلى 1997): لعب البرتغالي سكريتاريو أيضا في عهد كابيلو، وظهر في 17 مباراة بمركز الظهير الأيمن، ثم عاد إلى البرتغال حيث برز مع بورتو، وكان بديلا لباولو فيريرا في تشكيلة جوزيه مورينيو الحائزة على لقب دوري أبطال أوروبا عام 2004، وما يجدر ذكره أن سكريتاريو مثل منتخب بلاده في بطولتين أوروبيتين. 5- ديان بتكوفيتش (من 1995 إلى 1997): حظي الصربي بتكوفيتش بمسيرة استثنائية في المسابقات البرازيلية قبل اعتزاله عام 2011، كما أنه حصل على لقب القنصل الفخري في البلاد العاشقة لكرة القدم، وقبلها كان بتكوفيش مسجلا في كشوفات ريال مدريد لمدة موسمين لعب خلالها 5 مباريات فقط، علما بأنه انتقل إلىه قادما من ريد ستار العريق. 6- جوليو سيزار (من 1999-2000): لم يستطع المدافع البرازيلي نقل تألقه من بلد اللويد إلى ريال مدريد خصوصا بوجود مدافعين أمثال فرناندو هييرو وإيفان هيليغيرا وايتور كارانكا وإيفان كامبو، وقدم أداء ضعيفا في 22 مباراة لعبها مع الفريق، وأعير إلى ميلان الإيطالي ثم ريال سوسيداد قبل أن يتخلص منه ريال مدريد نهائيا، حيث لعب بعدها مع بنفيكا وأوستريا فيينا وبولتون تيغريس وأولمبياكوس وغازيانتاب وماريتيمو قبل أن يستقر في الولاياتالمتحدة مع سبورتنغ كانساس سيتي. 7- بيرسا أوغنيينوفيتش (من 1999 إلى 2001): جاء المهاجم الدولي اليوغسلافي السابق إلى ريال مدريد في عهد المدرب الهولندي غوس هيدينك قادما من ريد ستار لكنه لعب مباراته الأولى تحت لواء الويلزي 8- جون توشاك (من 1999 إلى 2000): كان يشبه إلى حد كبير نجم الفريق بيا مياتوفيتش دون أن يحاكيه من حيث الأداء، لعب 22 مباراة مع الفريق دون أن يحرز هدفا واحدا، لينتقل بعدها إلى كايزرسلاورتن الألماني. 8- إيلفر باليتش (من 1999 إلى 2002): أثار الجناح الأيسر البوسني ضجة إعلامية كبيرة في اسبانيا عندما انتقل إلى ريال مدريد عام 1999 مقابل 26 مليون يورو بعد تألقه مع فناربغشه التركي، لكنه خيب الآمال بأداء ضعيف، فأعير في مناسبتين إلى فناربغشه ورايو فايكانو قبل أن يتم الاستغناء عن خدماته عام 2002 ليصنفه الإعلام الاسباني على أنه أسوأ صفقة في تاريخ النادي الملكي، ويقوم باليتش حاليا بدور المدرب المساعد في المنتخب البوسني. 9- جوناثان وودغيت (من 2004 إلى 2006): صفقة استفدام وودغيت فتحت باب النقاش لدى جمهور ريال مدريد لإصرار النادي على عدم استقطاب الأرجنتيني غابرييل ميليتو بسبب ركبته المتضررة، وودغيت جاء إلى ريال مدريد مصابا، وفي أولى مبارياته مع الفريق سجل هدفا في شباك فريقه ثم تلقى بطاقة حمراء، ظهر بحال أفضل عندما ترك الريال متوجها إلى ميدلزبره ثم توتنهام وستوك سيتي، علما بأنه كلف خزينة "الميرينغي" 17 مليون يورو. 10- بابلو غارسيا (من 2005 إلى 2006): انتقل غارسيا إلى صفوف ريال مدريد قادما من أوساسونا عندما كان يضم الفريق حينها لاعبين من طينة رونالدو وزيدان وبيكام، لعب 26 مباراة مع الفريق قبل أن يعار إلى سلتا فيغو ومورسيا، وفي سن الخامسة والثلاثين مايزال لاعب الوسط الأوروغوياني ضمن صفوف باوك اليوناني منذ عام 2008. 11- كارلوس ديوغو (من 2005 إلى 2006): برز الظهير الأيمن الأوروغوياني ديوغو بشكل لافت مع ريفر بليت الأرجنتيني قبل أن يتعاقد مع ريال مدريد، لكنه فشل في مواصلة تألقه هناك حيث لعب 13 مباراة في الدوري الاسباني قبل أن ينتقل إلى سرقسطة حيث كان لاعبا أساسيا طوال المواسم الماضية، واشتهر بمعركة "اللكمات" الشهيرة مع مهاجم اشبيلية حينها لويس فابيانو في موسم 2006-2007، وهو الآن لاعب في صفوف سسكا صوفيا البلغاري. 12- جوليان فوبير (2009): استعان ريال مدريد بالفرنسي فوبير على سبيل الإعارة في موسم 2008-2009 لسد النقص الذي أحدثه رحيل الجناح الأيمن ديفيد بيكام، لكن لاعب وست هام أثار الغضب والضحك في آن واحد، لعب مباراتين فقط، وظهر ثقيلا وبطيئا، كما أنه غاب عن أحد التمارين لاعتقاده أنه يوم إجازة، والتقطت العدسات التلفزيونية لقطات له وهو نائم على دكة الاحتياطيين، ويذكر أن فوبير أول من ارتدى الرقم 10 في صفوف المنتخب الفرنسي، بعد زين الدين زيدان، وأحرز هدفا في مباراته الدولية الأولى.. والأخيرة.!
