تناولت عدد من الصحف توجهات القيادة السياسية بإجراء تعديل وزاري أو بإعادة تشكيل الحكومة بعد الانتهاء من مؤتمر الحوار الوطني الشامل، في ظل المطالبات المستمرة والمتلاحقة التي تطالب بإسقاط حكومة باسندوة، التي يصفها الجميع بحكومة الفساد المتهم وزراؤها بالكثير من الفساد والعبث بالمال العام خلال السنتين الماضية. وتابع الكثير من المنتمين للحركتين الشبابية والرياضية ما يهمهم من التشكيل أو التعديل الوزاري القادم، ما بين إعادة الثقة للوزير الحالي لوزارة الشباب والرياضة معمر الأرياني واستمراره لتحمل حقيبة وزارة الشباب والرياضة، كونه الوزير الوحيد الذي يعمل لصالح برنامج الرئيس هادي ويواكب تحركاته.. وتربطه كما يقول للمقربين منه علاقة كبيرة مع رئيس الجمهورية والمقربين من الرجل ومكتبه، وما أكد ذلك تفاعل سكرتير رئيس الجمهورية الإعلامي يحيى العراسي مع الكثير من الفعاليات التي يقيمها الوزير الإرياني، وحضور سكرتير الرئيس هادي الإعلامي وجبة الغداء التي أقامها وزير الشباب والرياضة على شرف تكريم أبطال المنتخب الوطني للكونغ فو، ورفض الوزير تناول طعام الغداء مع اللاعبين وقيادات الوزارة وانتظاره حتى وصل سكرتير الرئيس الإعلامي. واعتبر البعض ارتهان بقاء الوزير الإرياني في الحكومة القادمة لتلك العلاقات صفعة قوية من قبل رئيس الجمهورية لكل المنتمين للحركتين الشبابية والرياضية، فيما استبشر البعض الآخر بذلك، كون المكلف الجديد قد يتطلب وقتاً طويلاً للتعرف على طبيعة المهام وعمل الكوادر، وسيهتم في الفترة التي سيقضيها بتحسين وضعه المعيشي والالتفات إلى أقاربه وأصدقائه، كما فعل الإرياني خلال السنتين الماضيتين في تحسين وضعه ووضع المقربين من كنَب مكتبه في إدراج اسمه وأسمائهم في كل كشوفات الصرف المستحقة وغير المستحقة، إلى حد أنه يحصل على المستحقات المتكررة من المكافآت وبدل المواصلات وعلاوات ومزايا أخرى من وقود وبدل سفر داخلي وخارجي من مجلس الوزراء وديوان الوزارة والمرافق التابعة للوزارة منها صندوق رعاية النشء، جوائز رئيس الجمهورية، الكشافة والمرشدات، اتحاد الطب الرياضي، المعهد العالي للتربية الرياضية، اتحاد شباب اليمن.. و..و..و إلخ، وبعض الاتحادات الرياضية.. حتى أصبح الوزير يصرف ببذخ كبير له ولأصدقائه المقربين من المسؤولين وموظفين . ومثال على ذلك سفره إلى السعودية الشهر الماضي، والتي كان يفترض أن يسافر لوحده أو شخص آخر مرافق له وألَّا يكون الوفد مكوناً من خمسة أشخاص استلموا بدل سفر لعشرة أيام، مع أنهم قضوا ليلتين فقط في المملكة وصرف لهم أكثر من 8 ملايين ريال على حساب أموال الشباب والرياضة، شاملة تكاليف الهدايا وغيرها، وكذا سفرياته الكثيرة التي جعلته يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية خلال السنتين الماضية، ومنها ما هو وهمي. وكذلك ما يستلم من مخصصات مالية شهريه ل19 مرافقاً، مع أن مرافقيه لا يزيدون عن خمسة أشخاص مع السائق.. وتمكن خلال فترة بسيطة من استكمال بناء الفيللا "فايف استار" التي كان يطمح لها، بالإضافة إلى صرفه لسيارات للمسئولين واستلامه سيارة صالون آخر موديل، وما خفي كان أشد وأعظم. ولهذا، يرى مراقبون أهمية بقاء الإرياني بعد كل ما تحصَّل عليه، كي يتفرغ ويهتم الوزير القديم الجديد بالعمل الرياضي ويقف وقفة مسؤولة تجاه الاتحادات السيئة، وأهمها اتحاد كرة القدم الذي أوصل سمعة الوطن إلى الحضيض بلا وازع ولا ضمير دون من يتابعه أو يحاسبه، لأن الجهة التي يفترض أن تحاسبه يقوم الاتحاد بصرف المكافآت المنتظمة لمسؤوليها، ويدرجهم في لجانه الهامة، فكيف ستتحقق الرقابة.. علاوة على العُهد الكبيرة التي لم يصفها منذ عشر سنوات دون رقيب.. كما أن الاتحادات والأندية الرياضية شهدت أسوأ المعاناة خلال المرحلة الماضية، إلى حد أن مسئوليها أصبحوا مجرد شحاتين على أبواب الوزارة والصندوق، يبحثون عن مخصصاتهم المالية من العام 2013 ولم تصرف لهم حتى اليوم. وزيرنا الموقر الفرحان يتشدَّق بإنجازه الوحيد في رفع موارد الصندوق من خلال قرار زيادة 1% من موارد الاتصالات في عهده.. ويتضح أنه السبب الوحيد الذي غفر له سيئاته الكبيرة من قبل القيادة السياسية.. ويكفي أن ندلل غيابه الكبير عن العمل في مكتبه الخاص بديوان الوزارة عام 2011 بسبب إضرابات الموظفين وامتناعه عن الحضور لمواجهتهم، وقام بإيجاد حلول وقتية وترقيعية في توفير عدد من الوظائف بقرارات تكليف، حتى في الوظائف التي لا يحق له ولا تقع تحت صلاحياته، مثل التكليف لأشخاص كوكلاء ووكلاء مساعدين ومدراء عموم.. ثم صرف مكافآت شهرية من الصندوق تصل إلى 25 ألف ريال للموظفين وما دونهم، بالإضافة إلى غيرها من المستحقات الشهرية التي تصرف لمدراء إدارات وتصل في الشهر إجمالاً إلى 150 ألف ريال شهرياً للمدير، مع أن الزيادة في موارد الصندوق ترجع إلى حماس واهتمام ومطالبات الرياضيين المستمرة، وجاءت بتوصية من لجنة التعليم العالي والشباب والرياضة وموافقة مجلس النواب عليها، ومازال الجميع ينتظر تنفيذ ما تعهَّد به الوزير الإرياني لأعضاء المجلس من أجل الموافقة لتعديل قانون الصندوق، وطالبهم بمحاسبته في حال حدوث أي فساد بأموال الصندوق. فهل يأتي أي تعديل أو تشكيل للحكومة بصفعة من الرئيس هادي لأبناء الحركتين الشبابية والرياضية من خلال إعادة الثقة للوزير الحالي، أو تعيين شخصية لا تنطبق فيها شروط النزاهة والأمانة والحرص على أموال الشباب؟! وهل يقدّر الوزير التكليف الجديد ويكون في مستوى الثقة التي منحت له من خلال التنفيذ الدقيق لأدائه اليمين الدستوري لينهض بالعمل الرياضي والشبابي وتتحقق الأهداف المنشودة؟! هذا ما ستكشفه لنا الأيام القادمة. اليمن اليوم..