خلال السنوات الأخيرة لم تعد مدرجات كرة القدم في بلادنا تشهد ذلك الحشد الجماهيري الكبير الذي كان يسبقه تزاحم على أبواب الملاعب، والسعيد من دخل أولاً حتى يجد مكانا مناسبا ليرتص في مدرجاتها الخرسانية بعد أن يكون دفع مقابلا ماليا لدخوله إلى هناك، ومع ذلك نجده فرح مسرور عاشق لفريقه متفاعلا مع المباراة يبدع ويمتع بهتافاته التي تهز المدرجات، وتنعش الهمم عند اللاعبين لتثير فيهم روح الحماسة وتحثهم على تقديم أفضل ما يمكن تقديمه من مستوى بالرغم من ضعف الدعم، وقلة الراتب، وسوء أوضاع الرياضة على مستوى البنية التحتية من ملاعب وأدوات وخلافة. لكن وكمعادلة بدت عكسية اليوم لم تعد ملاعبنا حية كما كانت، فمع تطور الملاعب وتحسن أحوال اللاعبين – نسبيا – من حيث الراتب والاهتمام، لم نعد نرى ذلك المستوى، وذلك لأن مدرجاتنا أصبحت شبه خاوية على عروشها بخرسانتها أو حتى بمقاعدها التي أصبحت تغطي أغلب الملاعب في كل المحافظات التي تستضيف بطولات الدرجة الأولى ماعدا العلفي في الحديدة، فما هي الأسباب التي أدت إلى ذلك الصمت المخيف الذي بات يخيم على ملاعبنا وكأن سكونها أصبح يحاكي سكون أهل القبور!!. بحثاً عن الأسباب التي أدت إلى نفور الجمهور اليمني من مدرجاتهم التي كانت تسعد بحضورهم، سألني الزميل عبداللاه سُميح ضمن استطلاع لصالح شبكة "ارم" الإماراتية، وقد أجبت بسرد ما أراها أسباباً أدت لتحول ملاعبنا إلى مساحات خاوية من الجمهور، ومن هذه الأسباب الجانب المعيشي للمواطن اليمني خصوصا عشاق الرياضة الذين أغلبهم من البسطاء وكلفة المواصلات التي أصبحت تؤثر على ميزانية الفرد خصوصا بعد أن تنوعت الملاعب، وبعدت عن مركز المدينة " صنعاء وعدن"، ويضاف إلى ذلك ضعف المستوى العام للفرق واللاعبين المتلازم مع ضعف أداء الإعلام الرياضي اليمني الذي أصبح يخدم الإداريين وغير قادر على صنع نجوم من الرياضيين – اللاعبين – القادرين على جذب الجمهور بسمعتهم وبإبداعهم. كما لا يمكن أن نغفل وجود القنوات الفضائية الناقلة لأقوى البطولات العالمية إلى المنازل وبثمن مقدور عليه – في المدن التي تعتمد على الشبكات رخيصة الاشتراك -، ما دفع المتابع اليمني للهجرة بعيونه إلى مشاهدة البطولات العالمية بما فيها من إبهار في النقل وارتفاع في المستوى، مع فشل الاتحاد اليمني لكرة القدم في ابتكار وسائل لجذب الجمهور إلى الملاعب. وأخيراً وهي من وجهة نظري أهم الأسباب، الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد، وما يصاحبها من قلق وخوف يدفع كثيرين للبقاء في البيت. اليمن اليوم الرياضي