كانت مظلمه ونهب اراضي وعندما ضعفت دولة الوحدة واصبح الرئيس جنوبيا قالوا احتلال الاحتلال اليمني وكأن الجنوب كله مسكون الان بوعي سلطان في اقصى المهرة اواخر القرن التاسع عشر .... أمسى واضحا ان العنف الفج هو لغة الحراك ذلك المستوى من تبجح المستقوي ليس بعدالة قضيته ولكن بضعف الدولة التي يرأسها جنوبي ويظنها المتحمسون للعنف حالة ضعف شمالية مع ان البلد واحد لكن هناك دائما بداية جديده ...... كنا أيام علي عبد الله صالح نتجول في مساءات صنعاء بحس ذلك المضيع الذي أضاعه الوطن ونحن ندرك ونتعلم ونراكم اليقين بأنه ليس لنا بدولته كرامة ولا فرصه ،، حيث لم يكن على أحدنا الالتياع على الوطن الجاحد بقدر ما علينا الخوف لأجل اشيائنا الصغيرة المضيعة والتي توشك بقيتها ان تضيع. والآن تبادلنا الادوار والمواقع نحن وهذا الوطن وأمسى علينا الخوف أن نضيعه في أيام ارتباكه وضعفه وكأنه عاد الينا بكل متاعبه وأمراضه وقد أمسى بلا وجهة وقد كان حكرا كله على مجموعة تستخدمه وتبقيه كيانا ولو كان يخصها وكأنه الان -وتلك لعنتنا الوطنية -أمسى مسئولية عامة عندما وجد نفسه بلا محتكر وحيد او قوة واحدة ليتجول معنا بكامل انقساماته النفسية وأنت لا تدري هل تلملم انقسام روحك ام انقسام وطنك الذي تدرك أنه لن يتردد لوهلة في أن يدير لك ظهره يوما. الحكاية اجترار لذات المعارك من جانبنا نحن ابناء المغتربين والفلاحين وصغار الموظفين نتشارك وهذا الوطن بعاطفتنا ونمنحه دفئ العاطفة ومسئوليتها لحظات شروده ونبقى في ولائم يقظته خارجا مناضلين حزانى مغدورين وهكذا لأننا لم نتمكن الى الان من الحصول على معركتنا الطبقية ليختارنا هذا الوطن باسترخاء وقد تعب من العائل الوحيد الحارس والواهب لحصص بقية الأقوياء من حوله. الجنوب يمتحنك كل ليلة أخلاقيا وهو يصرخ بكراهيتك ويتألم من قذيفة أو يطلق رصاصة ويبقيك بين حالتين يعيشهما كل ليلة اما مظلوما أو ظالما وعليك تحديد مكان أخلاقي في وضعية بالغة التشوش والقسوة . قد يلزمك بعض الجنوبيين ان تحبكراهيتهم لك في حين يطلب اليك البعض كراهية انين مظلوم ينوي ان يظلمك . على الانسان الاسترشاد بضميره ومحاولة الادراك ليس لينجو الوطن فحسب ولكن على الأقل حتى لا يجاري أحدنا هذه الهستيريا ويدعها تجتذبه لدوامتها ومزاجها المتحمس للرعونه. سنفكر يوما في مهجر لائق بأيامنا الأخيرة ولكن ليس الآن لكنه خيار من لم يعد بوسعهم مبادلة الصراخ والاصطفافات المسوغة واللا مسوغه هو حظ عاثر في هذه البلاد لم نختره ولكن هكذا حدث الأمر ولقد حاول بعضنا كثيرا بالحلم وبالنزاهة وبالحماسة وبالعقلانية التواجد اللائق والكافي لمبادلة الوطن حبا وبعض الدفئ لكن تبدو القذائف والخرائط الصغيرة عازمة بإصرار على كشف ظهرك لبرد عالم لم ينظر اليك يوما باهتمام .