لم يعد ثمة مايجعلنا ندلل به فرضية ان "صنعاء" لن تسقط في ايدي جماعة الحوثيين , وان انتصارات خارقة من نوعا ما ستحدث . لا احد يمتلك القوة التي تمكنه من إيقاف هذا الطوفان الذي يقتلع كل شيء يقف في طريقه ليصل إلى صنعاء , الأمر لا يحتاج للكثير من التعمق لفهم كيف ان الأيام القادمة بصنعاء ستكون مصيرية . في قرية صغيرة المساحة شمال غرب العاصمة صنعاء , خاض مقاتلي الحوثي مواجهات عنيفة مع الخصم الذي منحهم عدائه تسهيلات لم تكن في حسبانهم , تفجر القتال صباحاً وامتلىء سوق "القرية" بجثث القتلى , الجميع لا يأبه لكونه سيموت في هذه المواجهات ام لا, بالنسبة للإصلاح الحرب مع الحوثي مصيرية وهي ترسم ملامح بقائه من عدمه . لذلك يدفع بالمزيد من مسلحيه إلى الجبهة للموت , فيما خصمه القوي يحشد مقاتليه في وضعية هجومية غير قابله للإنكسار والهزيمة , حتى ان محاولاتي لوضع مقاربة تمكن الطرفين من تقبل الواقع والعيش المشترك باءت بالفشل الذريع . بالنسبة لي شخصياً إستكمال بسط الحوثي لسيطرته على صنعاء لم يعد سوى مسألة وقت فقط ريثما ينجز مقاتليه تصفيه جيوب المواجهة في بعض المحافظات , المؤاشرات والوقائع على الأرض تؤكد ذلك , ما سيحدث لاحقاً بصنعاء سيكون مفجعاً جداً ودموياً للحد الذي لا يمكن لأحد تصوره . نحن على بعد خطوة من الجحيم ايها السادة , والموت سيكون هو الوحيد الذي يتجول في شوارعنا بحرية . انا اقولها بقلب مقبوض وعينان تقطران دماً ليس لي سوى دعوات اطبعها على ابواب السماء وإيمان مُطلق بأن الله لن يتخلى عنا . الأخبار التي ينشرها الإعلام الإلكتروني واكذوبة بأن صنعاء ليست صعدة وليست حاشد وليست عمران وليست الجوف لا تمت للواقع بصلة , صنعاء هي كل ماسبق ايها الحمقى, صنعاء لا تُنصر بالفبركات وتسويق الكذب على حساب دماء الناس وامنهم , انتصاراتكم العنكبوتية ضعوها جانباً واعترفوا ولو لمرة واحدة بأنكم خسرتم ولنبحث معاً عن حل يحفظ ماء وجوهكم ويحقن دمائنا جميعاً , لأن إشعال الوضع بصنعاء لن يكون سوى تقريب للنهاية وتقديم لليوم الذي يؤرخ لسقوطها . ذات يوم وقبل ان تسقط محافظة عمران ويُقتل العميد القشيبي , كتب إعلامي حوثي بأن عمران ستسقط بيد مسلحي الجماعة ولا حاجة لأن يذكرهم احداً بأن هذه المنطقة او تلك ستكون المقبرة التي توقف تقدمهم, لقد كتب كلماته في منشور "فيسبوكي" اختتمه بأن الإصلاح يمد جماعته بإنتصارات وقائمة ولاءات لا حصر لها . كان ما كتبه ذلك الإعلامي صحيحاً . فجماعته اعتمدت على كراهية الناس لأسرة آل الأحمر للإنتشار والتوسع , علاوة على فجور ابناء الشيخ في خصومتهم للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي يحظى بشعبية كبيرة وإستهداف انصاره ومحبيه في كل مؤسسات ومرافق الدولة , وهو ما وفر للحوثيين عاملاً مهماً وجوهرياً في حربهم على الإصلاح , حيث ان القاعدة الشعبية المناصرة لصالح قدمت كل التسهيلات لجماعة الحوثي كراهية في الإصلاح وابناء الأحمر وليس حباً في سيد "مران" . فيما يتعلق بصنعاء لا يمكننا حتى ان نتقبل كذبة واحدة , لا يمكن ان نصطف من اجل هذا او ذاك على حساب مدينة مكتظة بالبشر , تقبلنا ترهاتهم كثيراً والتي كان اخرها سقوط مديرية "الغيل" بمحافظة الجوف بأيدي الحوثيين , قرأنا عن انتصاراتهم الكترونياً فقط ولم نجدها على ارض الواقع . اخبرونا بأن حسين الأحمر ومقاتليه يطاردون "المجوس" في"دماج" و"وادي خيوان" .. حدثنا محمد الخامري عن هاشم الأحمر بأن ساعات فقط تفصل عن إنتصار حاشد .. خطبَ فينا العميد القشيبي عن "عمران" مقبرة "الرافضة" وتوعد الشيخ قناف القحيط الحوثي بِموقِعه لن تقم له قائمه بعدها . لا اريد إيراد المزيد , وإذا كانت ذاكرة اليمنيين قصيرة فمحرك بحث "جوجل" سينعشها بمئات المقاطع والأخبار التي تؤكد صحة ما اقوله . لقد سقطت صنعاء ايها السادة وقضي الأمر , فأنظروا ماذا انتم فاعلون من الآن ..