الأرصاد: برودة شديدة في المرتفعات وطقس معتدل في السواحل مع اضطرابات في البحر    الوزير بحيبح يعلن عن عقد أول مؤتمر حول النظام الصحي    جامعة عدن تعيين الدكتور علي باقطيان نائب أكاديمي لكلية الإعلام    تركيا تريد احتلال #غزة    بحضور باكريت والجفري: اختتام فعاليات مهرجان شباب الغد للمحالبة والمزاينة بالمهرة    صحيفة دولية: الشرعية اليمنية أمام منعطف خطير الإصلاح العاجل أو تحمل التبعات    توقيع مذكرة تفاهم بين كليه الاعلام وشبكة اريج.    جامعة عدن والمحسوبية السياسية والقبلية؟    مصرع قيادي (سعودي) بارز في تنظيم القاعدة بغارة أمريكية في شبوة    السعدي لمجلس الأمن: التساهل مع الحوثي سيقود لفوضى إقليمية وأزمة إنسانية واسعة    الوزير الزعوري يناقش الأزمة الإنسانية في اليمن مع نائب المنسق المقيم للأمم المتحدة    الرشيد يتخطى السهام ويستعيد صدارة دوري الناشئين    "وثائق".. مخالفات في الانتداب والتوظيف في هيئة المواصفات بصنعاء وتوجيهات بخرق القوانين    لقاء يمني سعودي يؤكد على توسيع آفاق التعاون الثقافي بين البلدين    قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 12 فلسطينيًا من الضفة الغربية و مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى    التدهور السريع.. والصمت المريب!؟    جرائم "هائل سعيد": السطو على ثروات الجنوب ودعم الاحتلال والتهرّب الضريبي    الكشفية العربية تمنح الوزير البكري عضويتها الكاملة    صنعاء.. المالية تصرف نصف راتب لفئة محددة والخدمة المدنية تصدر كشوفات راتب كامل    هيومن رايتس تدين هجمات المليشيا على المدنيين في البيضاء وتقول إنها ترقى إلى جرائم حرب    منتخب الشباب يخسر أمام أوزبكستان في مستهل مشواره بنهائيات كأس آسيا    هيئة الشورى المحلية للإصلاح بسقطرى تعقد دورتها الاعتيادية وتطالب بتحسين أوضاع المحافظة    مجلس الأمن يعقد جلسة مفتوحة يعقبها مشاورات مغلقة لمناقشة الأوضاع في اليمن    عاجل: إيقاف بيع وشراء العملات الأجنبية في عدن بعد إنهيار الصرف    صنعت قبل 2600 عام.. مبخرة نادرة من آثار اليمن القديم تباع في مزاد بلندن    ترامب: سألتقي بوتين في السعودية وأستبعد انضمام أوكرانيا للناتو    عدن.. العملة الوطنية تواصل الانهيار رغم بيع البنك المركزي ملايين الدولارات خلال اسبوع    البنك الدولي يتوقع نمو اقتصادات منطقة الخليج ب3.4% في 2025    الطلاب في تعز بين عدالة مطالب المعلمين والحرمان من الدراسة    - لماذا معرض البن في صنعاء استبعد ورفض مشاركة عدد من الشركات؟    بمناسبة الحديث الإسرائيلي عن قصف السد العالي    ترامب إن لم يُعزل فسيقتل لأنه كارثة على أمريكا والعالم    ماشي عشاء.. قال كزوا في تنارين    سحر الخولاني تعلن الافراج عن احد اقاربها    مأرب.. افتتاح مركز تعليمي بتمويل كويتي    ديكو يشيد بمستوى رافينيا مع برشلونة    الدوري الإنكليزي الممتاز: ايفرتون يخطف تعادلا قاتلا امام ليفربول في ديربي الميرسيسايد    الفساد في القضاء اليمني: حادثة صفع المواطن في قاعة المحكمة نموذجا    فريق تقييم الحوادث ينفي مزاعم استهداف مواقع مدنية في عدد من المحافظات    فيما يلعب منتخبنا الوطني للشباب غدآ : المهدي رئيس البعثة (مجموعتنا صعبة وندعو الجماهير لمؤازرة المنتخب    - منظمة الصحة العالمية في مأزق في اليمن وغيرها بعد اعلان الرئيس الأمريكي الانسحاب منها    شعب حضرموت يواصل الصدارة وشمسان يعقد مهمة سيئون للبقاء في دوري الدرجة الأولى لكرة السلة    بسبب التخاذل العربي والتآمر : هل يدفع العرب ثمن أخطائهم التاريخية؟    العراسي: الحافز سيقتصر على فئة محدودة من المعلمين وصرفه مرتبط بالنقل من فئة إلى أخرى    أراوخو من صخرة دفاع برشلونة إلى نقطة ضعفه    العلامة حسين الهمداني    صنعاء توقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة اردنية في مجال الادوية    حديث القرءان عن السلاح    يا حلف الديزل.. "اتقوا الله فينا وخلو صومكم يصح!"    "دحباش" يعود للعمل الدرامي في رمضان القادم في عمل درامي جديد    لاتناول هذه الفواكة كونها مع البسباس الحار والبهارات تهيج القولون لدى اغلب اليمنيين    فريق طبي تابع للمقاومة الوطنية يُجري عملية جراحية معقدة لاستئصال ورم وإعادة بناء الفك السفلي لمريض في المخاء    عبد الاله القدسي الباحث عن وطن مرسوم في المخيلة    من اجرام الانسان فى حق نفسه هجرانه لكتاب ربه:    وباء الكوليرا يهدد النازحين ومنظمة الهجرة تقول إنها افتتحت مراكز علاجية بمارب    وزارة الأوقاف تطلق خدمة إلكترونية للحجاج وتمدد التسجيل حتى 9 فبراير الجاري    أهل عدن .. وعلي أفندي    حقائق جاء بها الإسلام (2)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أهمية الجندية في الاسلام
نشر في يمن لايف يوم 12 - 02 - 2015


الخبير العسكري /احمد عمر الاهدل:
لكي نتعرف على حقيقة هذا المصطلح العسكري المشهور يجب ان نتعرف على حقيقته بصورة دقيقة ومايرتبط به من مصطلحات عسكرية أخرى كمصطلح الرباط ومصطلح العسكرية والجهاد ،فهي كلها مصطلحات عسكرية مرتبطة بعضها بعضا ، تؤدي نفس الغرض الذي يهدف اليه حقيقة مفهوم الجندية ،
الجُنْدِيّة : لغة الجمع والحشد ، تقول :جنَّدَ الجند ، أي جمعها وحشدها وجهّزها بوسائل الدِّفاع ، وهي مشتقة من جند يجند تجنيدا وجندية ،
المفعول به مُجنَّد : تقول فلان مجنَّد أدرج اسمه في القوّات المسلّحة :
والجُنْدِيِّ هو الذي اِنْخَرَطَ فِي الجُنْدِيَّةِ ، وهو مفرد جُنودِ ، جمعه : جنود وجُنْد وأجناد: وهم الأنصار والأعوان. والجُنْدِيِّ : ووَاحِدُ لِلْعَسْكَرِ ، جمعه الجَيْشُ والعَسكَريّ: لغة : هو الجندي وهو اسم منسوب إلى عَسْكَر : جمعه : عسكر وعسكريّون و عَسَاكِرُ ، ويأتي من الفعل الرباعي عسكر: ع .س,ك ,ر. الذي يفيد القوة والشدة . عسكر يعسكر عسكرا وعسكرةً ,. تقول : عسكريعسكر، الجنود على الحدود أي خيَّموا ، وأقاموا معسكرًا . والعسكر : جمع عسكري ،وعساكر منتهى الجمع ،والعَسْكرُ : بالجَمْعُ فارِسِيٌّ عُرِّبَ وأَصلُه لَشْكَر ويُرِيدُون به االجيشُ ، ومجتمعُه ، ويَقْرُبُ منه قول ابنِ
الأَعْرَابِيّ إِنّه الكَثِيرُ من كُلِّ شيْءٍ . كقولك َعسْكرُ الليلِ : ظُلْمَتُهُ ، وانْجلَت عنه عساكرُ الهموم : زال هَمُّهُ . والعَسْكَرَةُ : الشِّدَّةُ والجدب ، يقال : وقَعُ القوم في عَسْكَرةٍ أي في شدة . كما يأتي من الفعل الخماسي : تعسكَرَ يتعسكر ، تعسكُرًا ، عسكرية ، فهو مُتعسكِر ، المفعول به ، من هذا الفعل : مُتعسكَر فيه ، واسم الظرف منه : معسكر : تقول / تعسكر الجيشُ في المكان عسكر فيه ؛ تجمَّع فيه . كما تقول: معسكر الجنود أين مكان اقامتهم وتجمعهم . والصفة من الفعل الخماسي هي عسكرية :وهي القوة المجتمعة
. والخدمة العسكريَّة : وقت زمني معلوم ينبغي للمواطن البالغ أن يقضيه في الجيش . والتدريب العَسْكَريّ : هو تعليم المجنَّدين والمتطوِّعين الجدد استعمال السِّلاح وأساليب القتال وفنون الحرب .أما السَّيطرة العسكريَّة فهي : هيمنة القوى العسكريّة على سياسة أو إدارة دولة ما .
اذن العسكري لغة هو الرجل القوي الشديد. واصطلاحا هو الرجل الذي انطبقت عليه شروط التجنيد : وانخرط وانسلك في الجنديّة ، تطوّعا فيها ،ولازم السلك العسكري خلال المدة الزمنية المقررة للخدمة العسكرية . وقانونا هو الرجل المخول باستخدام قوة العنف لحماية التراب الوطني ، وترسيخ النظام والقانون وحماية المنشئات العامة لتحقيق المصلحة العامة والامن والاستقرار.
وتأخذ الجندية في التعريف الاصطلاحي الكثير من التعاريف حيث يعرفها البعض فقيول : الجندية هي :عَمَلُ الجُنْدِ وَنِظَامُهُ أو نظام الجُنْد ،
ويعرفها البعض الاخر فيقول : بأن الجندية في حقيقتها ، تضامن النفوس الطامحة في اندفاعها نحو هدف سام ،وهو الذود عن الوطن وشعبه وتراثه وكيانه ومقومات، وجوده .ويقول آخر: الجندية هي تلك الرسالة االسامية التي تجعل صاحبها مستعدا لبلوع اقسى درجات التضحية دفاعا عن وطنه وهذه الرسالة ترتبط بأسمى المشاعر واعمقها والا فما الذي يجعل فكرة الموت من اجل الاخرين مقبولة ؟ انها تلك القيم والفضائل العسكرية المتمثلة في التضحية والرجولة والشجاعة والنزاهة وروح الفريق الجماعية هذه القيم والفضائل العسكرية ، يعيشها العسكري في حياته اليومية ويجسدها في سلوكه فيما الاخرون اكثر انشغالا بالوقائع الآنية للحياة . وبذلك فالجندية اكثر بكثير من وظيفة أووسيلة للكسب والعيش ، وقد اعطى الاسلام للجندية مفهوما عسكريا اشمل يحتوي كل اجزاء المعرف به وهو الرباط ولكي نتعرف على حقيقة الترابط بين مفهوم الجندية ومفهوم الرباط من الناحية الشرعية يجب ان نتعرف على حقيقة مفهوم الرابط من الناحية العسكرية،
معنى الرباط لغة واصطلاحا وشرعًا
الرباط: بالمعنى العام هو حبس النفس على الشيء، لأنه حبس للنفس على الطاعة، وهو مصدر ربط يربِطُ رَبطاً. وله معاني:
منها: الرِّباط: هو الشَّيءُ الذّي يُرْبَطُ به، وجَمْعُه: رُبُط.
ومنها: أنه مأخوذ من الحبس، كما في قوله تعالى: ﴿ومن رباط الخيل﴾.
ومنها: ما تشد به القِرْبَة والدابة وغيرهما.
ومنها: ملازمة الأمر، والدوام عليه.
ومنها: الفؤاد كأن الجسمَ رُبط به، يقال: فلان ثابت الرباط أي: النفس.
ومنها: الشد والقوة، ومنه قوله تعالى: ﴿وربطنا على قلوبهم﴾ أي: شددنا عليها وقويناها.والحاصل: أن الراء والباء والطاء أصل واحد يدل على شد وثبات.
وأما اصطلاحا : فهو ملازمة المسلم المكان الذي بين المسلمين والكفار، لحراسة المسلمين من شر أعدائهم.
وأما شرعًا: فهو المكان الذي يتوجب على المرء ملازمته لأمر يتوجب تحصيله ، كالتدريبات العسكرية والمهارات القتالية ، والتحصيل العلمي ومنه انتظار الصلاة في الجامع ،كما في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط. أولأمر يتوجب أداءه كملازمة الثغورالعسكرية لحراسة المسلمين ، ، وقد ورد بهذا المعنى الحديث الذي رواه البخاري عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها. ورواه مسلم عن سلمان رضي الله عنه. ويطلق على المكان الذي يتم فيه تحصيل التدريبات معسكر ، وبالمكان الذي يجري الحراسة فيه بالثغر أوالموقع العسكري ، ويطلق على القائم بهذه العبادة بصفة عامة : مرابط أو جندي أو عسكري . وأَصل الرباط: أَن يَرْبِطَ كلُّ وَاحِدٍ مِنَ الفَريقين خيلَه، ثُمَّ صَارَ لزومُ الثَّغْرِ والميادين العسكرية رِباطاً، وَرُبَّمَا سُمِّيَتِ الخيلُ أَنفُسها رِباطاً باعتبار أنها احد اسلحة الحرب .
وبالتالي فالجندية في المفهوم الاسلامي هو حشد أبناء المجتمع في ميادين الجندية لتدريبهم على فنون القتال ،واخضاعهم لانظمة عسكرية بحته ،وتلتقي الجندية بمفهومها العسكرية الاسلامي ، مع مصلح عسكري آخر هو العسكرية ،
والعسكرية لغة القوة المجتمعة : واصطلاحا العمليات العسكرية الحربية وقد اعطى الاسلام لهذا المصطلح العسكري مصطلحا عسكريا واسعا اشتهر في المفهوم العسكري الاسلامي بالجهاد والجهاد كما يعرفه علماء اللغة والشرع على النحو التالي : الجهاد لغة : مصدر جاهد يجاهد ، قال ابن منظور : الجهاد محاربة الأعداء وهو المبالغة واستفراغ ما في الوسع والطاقة من ، أو فعل .وأصله من الجَهد ،بمعنى بذل كل ما في وسع الإنسان للوصول إلى غاية سواء كان هذا البذل قولاً أو فعلاً ،
سواء كان جسمياً أو عقلياً ، ومن هنا يمكننا القول بأن الجهاد لغة : هو استفراغ الطاقة لنشر الاسلام ، والدفاع عنه لازهاق الباطل ودفع الشر والفساد بكل الوسائل المتاحة : النفس ، والمال ، واللسان ، وجميع وسائل البيان والدفاع
أما اصطلاحا فهو العمليات العسكرية الحربية التي يقوم بها الجنود ، ضد العدو، وبالتالي يلتقي مصطلح العسكرية بمفهومها القوة المجتمعة، مع مفهوم الجهاد في المفهوم الاصطلاحي وهو : العمليات العسكرية الحربية التي يقوم بها الجنود ، ضد العدو،
أما لماذا اختير هذا المضطلح العسكري ؟
--------------
فقد جرت عادة الافرنج في تسمية غزواتهم بالحرب المقدسة ، في حين أن الله تعالى قد سمى كفاح المسلمين في هذا المجال بالجهاد ،وذلك لأن لفظة الحرب كانت ولا تزال تطلق على القتال الذي نشب لهيبه بين الأفراد والأحزاب والجماعات والشعوب لمآرب شخصية وأغراض ذاتية ، أو استكبارية ، فاختير للحرب التي تكون لأجل دين الله الحق ، وإعلاء كلمته ولسعادة جميع البشر وحقوقهم ولتعمير الكون كله على ضوء منهج الله : اسم الجهاد لما يدل على شمولية الجهد لكل الأحوال واستمرار الكفاح للوصول إلى ذلك الغرض ، وذلك لأن لفظ الجهاد لغة وشرعاً شامل لكل الجهود التي تبذل بل هو استفراغ أقصى الجهد لتحقيق نلك الأهداف السامية ، فالقتال ليس هو الهدف ، وإنما إقامة شرع الله هو الهدف بأية وسيلة سواء كانت بالفكر والدعوة أم بالقتال ونحوه . ومن جانب آخر لم يكتف الإسلام أن يسميه بالجهاد فقط بل قيده بأن يكون في سبيل الله وحده ، وليس في سبيل فرد ، أو جماعة ، أو شعب ، أو أمة ، أو فكر معين في حين أن جميع الحروب السابقة والحالية ما دامت لم تكن في سبيل الله ، فهي في سبيل الأهواء ، وقد ارتبط الجهاد في الإسلام بغايته ، وهي ( وفي سبيل الله ) حتى يكون مبرءاً عن كل هوى ، أو نزعة شخصية ، أو جاه أو سمعة ، فقال تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ..
وقد تكرر لفظ الجهد ) ومشتقاته في القرآن الكريم 41 مرة تدور حول هذه المعاني السابقة ، فجاء أكثرها بمعنى القتال في سبيل الله ، وبعضها بمعنى بذل الوسع والطاقة ، فمن الأول قوله تعالى : (انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وقوله تعالى : وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ، وبمعنى الثاني قوله تعالى : وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا ، وقوله تعالى : وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ، قال ابن تيمية : وإنما جاهدهم باللسان والبيان ، لأن هذه الآية نزلت في مكة ،وكذلك الأمر في السنة المشرفة حيث استعمل لفظ الجهاد ، بقصد القتال في سبيل الله مثل قوله صلى الله عليه وسلم : تكفل الله تعالى لمن جاهد في سبيله ... بأن يدخله الجنة . وبمعنى غير القتال مثل قوله صلى الله عليه وسلم : ما أمير يلي أمر المسلمين ، ثم لا يجهد لهم ولا ينصح إلاّ لم يدخل الجنة ،كما سمى النبي صلى الله عليه وسلم الحج بالجهاد ، فقال : الحج جهاد كل ضعيف.
ولأهمية الجندية في الاسلام وشرف أعمالها العسكرية في ميادين القتال فقد جاء التفقه ، وتعلم الأحكام الشرعية وفنون القتال مصاحباً للقتال في قوله تعالى : (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَافَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ .
وقد اختلف المفسرون في سبب نزولها ، فقال بعضهم : إن المؤمنين لما سمعوا آيات الأمر بالنفير العام ، وتشجيع أهل البادية للجهاد نفروا إلى المدينة جميعاً ، فنزلت هذه الآية مبينة : أن لا ينبغي أن ينفروا جميعاً ، وإنما يبقى فريق مع النبي صلى الله عليه وسلم ليتفقهوا في الدين ليرجعوا للدعوة ، ثم يأتي فريق آخر ، وقال آخرون : يكون التفقه في الغزو في السرايا لما يرون من نصرة الله لدينه ، ولما يحتاجون إليه أثناء الجهاد والحركة ، حيث يتكشف لهم أسرار الدين من خلال الجهاد ، وبما يتجلى لهم من آياته وتطبيقاته في أثناء الحركة به ، فقوام هذا الدين هو العمل ، والنزول إلى ساحة الحركة ، والاندماج العملي معه ، ففقه هذا الدين لا ينبثق إلاّ في أرض الحركة والعمل ، ولذلك فدراسة الكتب دراسة جادة بعيدة عن الواقع لا يجعل صاحبها فقيهاً.
وأياً ما كان فهذه الآية تدل دلالة واضحة على مدى أهمية الفقه مع الجهاد ، ولذلك كان لفظ الجهاد بمفهومه العسكري يشملهما


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.