الخبير العسكري / احمد الاهدل: المتمرد محسن رقم خدم المخابرات الاجنبية في تدمير الجيش واليمن في السبعينات من القرن الماضي نجح السفير السعودي "صالح الهذيان" في فرض الجنرال علي محسن كذراع ملكي للتحكم باليمن بعد تمكينه من الانقلاب على قائد الفرقة الاولى "محسن سريع". و في الثمانينات نجحت الولاياتالمتحدة في صناعة قيادة يمنية عليا للجماعات الارهابية بتسليم الجنرال علي محسن ملف "العائدين من أفغانستان"، ثم تضافرت جهود واشنطنوالرياض معاً في دعم "محسن" سياسياً ومادياً لتحويله إلى الذراع الأقوى في نظام الرئيس صالح، الذي تصنع من خلاله الرياض صيف اليمن وشتائها، وتصنع من خلاله واشنطن سلام اليمن وفوضاها. وفي التسعينات جاءت المقاطعة الخليجية لليمن إثر غزو العراق للكويت لتعزز نفوذ الجنرال علي محسن من خلال ثلاثة أمور، أولها: توليه مهمة القضاء على "الاشتراكية" باليمن باعتبارها نافذة للعلمانية "الكافرة"- بحسب المفهوم الخليجي.. وثانياً من خلال أدواره في إعادة تنقية الأجواء السياسية اليمنية الخليجية واعادة ترسيم الحدود مع المملكة.. وثالثاً من خلال إيلائه رئاسة "الصندوق السعودي" الذي تشتري المملكة بمرتباته الشهرية ذمم كبار مشائخ اليمن وقبائلها فجعلت المصالح المالية للمشائخ رهينة رضا أو غضب الجنرال علي محسن! كما لعب الجنرال محسن بورقة الجماعات الارهابية داخل اليمن باتجاهين: الأول- لتمكين واشنطن من ابتزاز نظام الرئيس صالح والضغط عليه لتقديم تنازلات أمنية خاصة بعد تفجير السفارة الأمريكية الذي تم تنفيذه بسيارات تابعة للجنرال محسن... والثاني- بتوريط صالح بحروب مع "الحوثيين" في صعدة لتتولى واشنطن ترهيب السعودية بفزاعة "المد الشيعي الايراني" وابتزازها، فكسبت واشنطن أكبر صفقة سلاح بالتاريخ ب(62) مليار دولار، وقواعد عسكرية وامتيازات نفطية هائلة أنهت المشكلة المالية التي كانت تواجهها واشنطن .. كما كسبت الرياض ملعب احتياطي للجماعات الارهابية السعودية تدفعهم إليه كلما شعرت بخطر ثوري من الداخل. وفي موسم الفوصى العربية 2011م، نجح الجنرال المترد العجوز علي محسن في الاستيلاء على ما سمي ب"ثورة الشباب"، وإحياء نفوذ القوى الرجعية (التيار الأخواني، والتيار القبلي) وضرب كل القوى المدنية الأخرى، ليتحول من خلال هذين التيارين إلى القطب القوى في اليمن ، وذلك بعد اعلانه تمرده العسكري الذي بثته القناة القطرية (الجزيرة) في مثل هذا اليوم 21 مارس 2011م . الجنرال الهارب .. لطالما كون الإخوان ومن دار في ركابهم هالة كبرى حوله معتبرين أياه رجلاً للمرحلة السابقه و عنوان للخلاص والوطنية ، متناسين تاريخه الدموي والعمالة التي ينتهجها .. في مثل هذا اليوم اعلن الجنرال الهارب الإنقلاب والتمرد العسكري فسن سنة سنة عسكرية سيئة انتهجها ومن خلفه قادة الجيش والأمن المنتمين للأخوان ، فكان الخراب عنوان له والدمار للوطن سمة بارزة لمتلازمة الإرهاب والعنف الدموي الذي يدعمه الإخوان بالإفتاء الديني لتبرير كل ما يريدونه تحت جلباب الدين .. في مثل هذا اليوم كان اليمن على موعد مع بداية الفوضى الإخوانية الإرهابية المعتمدة على جناح عسكري يمثله الجنرال والقشيبي و فتوى دينية يقدمها الزنداني وغيره