إيقاف (عاصفة الحزم) كما اعتقد جاء نتيجة لعدة عوامل منها ما هو مرتبط بالداخل السعودي ومنها ما هو مرتبط بالداخل اليمني وأخرى مرتبطة بالبيئة الخارجية، بشقيها الإقليمي والدولي، فيما يخص الداخل السعودي نجد أن هناك انشقاقات داخل أسرة أل سعود خاصة بعد وفاة الملك عبد الله واستبعاد أغلب نخبته من مراكز صناعة القرار داخل المملكة، لحساب نخبة الملك سلمان، هذه الانشقاقات ستزيد وتتفاقم عندما يتم انتقال السلطة من المستوى الأفقي إلى المستوى العمودي.. أما بالنسبة للداخل اليمني فنجد أن العاصفة لم تحقق أهدافها، فالضحايا هم من الأطفال والنساء والأبرياء، وكذا تدمير البنية التحتية للشعب اليمني، كذلك عملت هذه العاصفة على توحيد الشعب اليمني ضد العدوان السعودي، هذا الأخير الذي كان يراهن على انقسام الشعب مذهبياً وتحول الحرب بين أبناء البلد الواحد على غرار ما هو حاصل في سوريا، كذلك هذه الضربة لم تستطع أن تنال من الجيش اليمني الوطني الذي استطاع أن يسيطر على 90 في المائة من أراضي اليمن وتوارى أمامه القاعدة المتحالفة مع المرتزقة من لجان الرئيس المنتهية ولا يته "هادي".. أما على المستوى الإقليمي فالملاحظ هو تفكك حلف العدوان بعد أن أحجمت دوله المشاركة في الحرب البرية على اليمن، فالجميع يعلم أن أرض اليمن ليست مضيافة لأي غزو أجنبي لها، وفي التجربة المصرية في ستينيات القرن الماضي خير مثال، وكذلك تجربة الدولة العثمانية، هذا من جانب ومن جانب أخر اتضح للشعوب العربية أن هذه الضربة غير مبررة إذ كان من المفترض أن يوجه التحالف ضرباته لنصرة الشعب الفلسطيني ضد المحتل الصهيوني.. أما على المستوى الدولي فاليمن مطلة على خليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر وهي ممرات مائية هامة للتجارة الدولية وأي اضطراب فيها سيؤثر على الأمن العالمي، هذا من جانب ومن جانب أخر سيكون استمرار العدوان على اليمن بداية لحرب إقليمية خاصة عندما ترد اليمن وتدافع على نفسها، الأمر الذي سيكون في صالح الجماعات الإرهابية كداعش والقاعدة، وإضرار بمصالح الشركات الأمريكية النفطية في الخليج وشبه الجزيرة العربية... وهو ما سيدفع الولاياتالمتحدة للضغط من أجل وقف العدوان في إطار تفاهمات وصفقات مع روسيا والصين وإيران.. وبالتالي، فإن وقف العاصفة واستبدالها بعمليات "إعادة الأمل" يدخل في إطار صنع انتصار وهمي للعربية السعودية يحفظ لها ماء الوجه ويخرجها من المستنقع اليمني التي تورطت فيه بغباء، خاصة في ظل الانتقادات الكبيرة من قبل منظمات المجتمع المدني الغربية والعربية، المهتمة بقضايا حقوق الإنسان والتي بدأت تنادي بمحاكمة المتورطين في ارتكاب مجازر الإبادة الجماعية في حق الشعب اليمني...