اتهمت هيئة الدفاع عن البغدادي المحمودي الوزير الأول السابق في نظام العقيد الليبي معمر القذافي الخميس السلطات التونسية والمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا بالتآمر ضد موكلهم وبممارسة ضغوط "ترهيبية وترغيبية" ضده وضد عائلته. وانتقد المحامي بشير الصيد رئيس هيئة الدفاع عن البغدادي، في مؤتمر صحفي الخميس، السلطات في تونس بمنع أعضاء الهيئة من زيارة موكلهم ودفعه إلى تعديل قائمة المحامين المدافعين عنه والتخلي عن أسماء محددة من بينهم الصيد. وقال الصيد :"ندين سلوك السلطة السياسية في تونس ونعتبر منعنا من زيارة البغدادي المحمودي خرقا لأبسط حقوق الدفاع عن المساجين السياسيين". وربط رئيس هيئة الدفاع سلوك السلطة بتصريحات سابقة كان أدلى بها في وقت سابق وأقر فيها بتلقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أموالا من نظام العقيد الراحل معمر القذافي لتمويل حملته الانتخابية في عام 2007. ونفى صهر البغدادي تلك التصريحات لكن المحامي أكدها مرة أخرى. وقال بشير الصيد :"ليس هناك أي شك في تمويل الحملة، وهذا ما أقر به البغدادي المحمودي في جلسة 25 تشرين أول/أكتوبر من العام الماضي أمام القضاة". وقال :"رفض القضاء منحنا محضر الجلسة الذي يثبت ما صرح به البغدادي في تلك الجلسة". واتهمت هيئة الدفاع السلطات التونسية بالتآمر ضد قيادات النظام الليبي السابق والزج بهم في "مساومات" مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي. ويقبع البغدادي المحمودي الذي اعتقل في آب/أغسطس 2011 وهو في طريقه إلى الجزائر بتهمة اجتياز الحدود بصفة غير شرعية في سجن المرناقية بتونس العاصمة. وكان القضاء قد أمر بإخلاء سبيله في شباط/فبراير الماضي. لكن الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي وعد بتسليمه إلى المجلس الوطني الانتقالي بعد اتهامه في ليبيا بالتورط مع نظام القذافي، في حال توفر شروط محاكمة عادلة له هناك. وقال المحامي البشير الصيد لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) :"على المرزوقي ان يحترم قرار الرئيس السابق فؤاد المبزع الذي رفض تسليم البغدادي وان يخلي سبيله بعد أن عرضت جمهورية أفريقيا الوسطى استقباله كلاجئ سياسي". وقال محمد بكار أمين عام اتحاد الحقوقيين في مجمع دول الساحل والصحراء وهو عضو في هيئة الدفاع عن البغدادي ل (د. ب. أ):" القضاء في تونس يخضع للسلطة السياسية. والسلطة في تونس تخضع لتوجيهات خارجية تخترق سيادة البلاد". وأضاف بكار :"هناك تربص بشخصيات النظام الليبي السابق من أجل المساومة، والبغدادي الذي تم إيقافه في تونس على بعد أمتار فقط من الحدود الجزائرية ليس سوى حلقة ضمن سلسلة من الإيقافات". وتابع :"تم إيقاف عبد السلام بوزنتان الابن الروحي للقذافي بنفس الأسلوب وأيضا الحميدي الخويلدي أحد قيادات النظام السابق لكنه نجح في المغادرة، قبل تحريك الدعوي ضده ، عبر طائرة خاصة بمساعدة مصر". ووجهت هيئة الدفاع أيضا اتهامات إلى حلف "الناتو" ودولتي قطر والإمارات العربية والداعية المصري يوسف القرضاوي بالتورط في حرب ليبيا والتسبب في سقوط اكثر من 100 ألف قتيل ليبي. وقال محمد بكار "نحن بصدد تحريك دعوي ضد هؤلاء الى محكمة الجنايات الدولية باعتبار تونس طرفا موقعا على اتفاقية روما". وتستند هيئة الدفاع في اتهاماتها إلى شهادات مواطنين تونسيين تقدموا بها الى النيابة العامة في شهر أيلول/سبتمبر من العام الماضي بمدينة جرجيس الساحلية (500 كم جنوب شرق العاصمة) حيث شاهدوا شحنات أسلحة عبر الميناء قبل تسريبها إلى ليبيا.