طالب برلماني يمنيبسرعة التحقيق في حادثة سقوط الطائرة بناء على محتويات الصندوق الأسود، وآخر مكالمات الطيار مع برج المراقبة. وكشف الشيخ محسن علي البحر، عضو مجلس النواب عن الدائرة 44 بمديرية ماوية، ل"الأولى" عن معلومات تفيد بوجود 3 طيارات "سوخوي 22" أجريت لها صيانة في الخارج (عمرة)، وأنها في طريقها إلى اليمن، مبدياً تخوفه من أن تلاقي هذه الطائرات مصير الطائرتين اللتين سقطتا في "الزراعة" و"الخمسين"، جالبة الموت لطيارين آخرين. وأضاف: "تحدثت مع بعض زملاء الكابتن المرحوم هاني الأغبري، وأفادوا بأن الطائرة التي استشهد جراء سقوطها، كانت حالتها الفنية أفضل مقارنة بنفس النوع من الطائرات الأخرى الموجودة في القوات الجوية. أنا أعرف الكابتن هاني، وحضرت حفل تخرجه عندما أحرز الترتيب الأول على دفعته. لم تخسره أسرته فقط، بل يعتبر خسارة على الوطن بأكمله". وأكد البحر أن موضوع سقوط الطائرات ستتم إثارته، خلال الأيام القادمة، في مجلس النواب، كون حوادث سقوطها قد أوشكت على أن تتحول إلى ظاهرة، ولما ينتج عنها من "خسائر كبيرة للوطن على مستوى الكادر البشري المؤهل من خيرة شباب اليمن، وعلى المستوى الاقتصادي للبلاد أيضاً". وأشار إلى أن قضية مقتل الطيارين ال3 في لحج، أواخر الأسبوع الماضي، تثير التساؤل حول استهداف الطيارين الحربيين. وفي نفس السياق، طالب الشيخ عبدالسلام الدهبلي، عضو مجلس النواب عن الدائرة 43 بمديرية ماوية، بالتحقيق في الحادثة، محملاً "القيادة السياسية ووزارة الدفاع" مسؤولية سقوط طائرة "سوخوي" في شارع الخمسين، وحوادث السقوط السابقة لها. وقال: "وزارة الدفاع لم تهتم بالحوادث السابقة، وكأنه لا يهمها الخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات التي يسببها سقوط الطائرات". اجزاء الطائرة تناثرت على مسافة 200 متر وقُتل الطيار نقيب ركن هاني علي عبده الأغبري، وأصيب 4 أشخاص، بينهم امرأة، أمس السبت، في حادثة سقوط طائرة حربية في شارع الخمسين بمنطقة "بيت بوس"، جنوب العاصمة صنعاء. وتناثرت قطع الطائرة الحربية "سوخوي 22"، ظهر أمس، على مسافة 200 متر على الأقل، في محيط سقوطها، فيما اخترقت بعض أجزاء الحطام منازل المواطنين في موقع السقوط. وأفادت "الأولى" مصادر متخصصة بأن طائرة "سوخوي 22" التي كان يقودها الطيار الأغبري، خضعت لإجراءات الصيانة قبل إقلاعه بها، كما خضع هو للفحص الطبي المعتاد. الطائرة المدمرة دخلت اليمن 2007م وتطابقت إفادات زملاء للأغبري تحدثوا ل"الأولى" بأن الطائرة التي أقلع بها في طلعته الأخيرة، دخلت اليمن في 2007، دون أن يوضحوا إذا ما كانت دخلت البلاد بعد إعادة عمرتها في دولة أخرى. غير أن مصادر عسكرية قالت للصحيفة إن الطائرة ذاتها دخلت ضمن صفقة مختلفة عن الصفقة التي دخلت فيها طائرة "سوخوي" التي تحطمت في حي الزراعة بصنعاء، مطلع العام الجاري. وقالت المصادر نقلاً عن شهود عيان، إن الطائرة شوهدت وهي تحترق في الجو، مرجحة رواية شهود العيان بالنظر إلى تناثر أجزاء الطائرة على مسافات متباعدة. وفي تحليل الصور التي التقطت لحطام الطائرة، تظهر بعض الصور دخول الحطام محترقاً إلى فناءات المنازل وشقق في الطابق الرابع لإحدى البنايات، كما تظهر إحدى الصور حفرة عميقة مكان الارتطام، وصورة أخرى تظهر ثقوباً متفاوتة الحجم تشبه الثقوب التي تحدثها ذخيرة الأسلحة المتوسطة في المعادن. وقال مصدر عسكري تحدثت إليه "الأولى"، مساء أمس، إن الأجزاء الكبيرة من الحطام الذي خلفه سقوط الطائرة، يمكن أن تحدث حفرة بذلك العمق، مرجحاً هو الآخر رواية شهود العيان حول انفجار الطائرة في الجو، مشيراً إلى أن غالبية الحطام الذي تناثر، كان بفعل الانفجار الناجم عن ارتطام الطائرة بالأرض. وبالرغم من أن المنطقة التي سقطت فيها الطائرة، ليست خالية من السكان، كما أفادت الرواية الرسمية، إلا أن الطائرة لم تسقط مباشرة على أي من البنايات المجاورة.
الطيار الشهيد الاغبري فقد التواصل مع القيادة في الخمسين وفي التفاصيل الفنية، قال مصدر عسكري إن الطيار الأغبري أقلع بالطائرة عند الساعة ال10، ونفذ طلعة تدريبية على أجواء مأرب وخولان، وإنه كان ضمن برنامجه فتح حاجز الصوت "الفرساج"، فوق منطقة الخمسين، مشيراً إلى أن الطيار بمجرد أن دخل أجواء منطقة الخمسين، انقطع الاتصال بينه وبين برج المراقبة. وفي حين قال المصدر العسكري إن الأغبري طلب الإذن بالهبوط في آخر تواصل له مع برج المراقبة، قالت المصادر المتخصصة إن الاتصال فُقد مع الأغبري قبل أن يطلب الإذن، وإن المنطقة التي سقطت فيها الطائرة ليست ضمن دائرة الهبوط. واحتشد مئات المواطنين في مكان سقوط الطائرة، رغم النداءات الرسمية المتكررة في التلفزيون والإذاعات، بعدم الاقتراب من مسرح الحادثة، وقال ل"الأولى" شهود عيان إن قوات الأمن والجيش اضطرت لإطلاق النار في الهواء لتفريق الحشود. وأظهرت الصور أجزاء من حطام الطائرة في أيدي مواطنين، فيما أكد شهود عيان أن بعض المحتشدين في المكان أخذوا أجزاء كثيرة، سيما الأجزاء التي يسهل حملها باليد أو في سيارة. وأكدت جميع المصادر العسكرية أن الصندوق الأسود للطائرة، ما يزال مفقوداً حتى لحظة كتابة الخبر (منتصف ليل أمس الاثنين)، مبدية تخوفها من أن يكون قد وقع في أيدي المواطنين الذين استولوا على أجزاء الطائرة المتناثرة. وتأتي هذه الحادثة بعد أقل من أسبوع من إطلاق نار تعرضت له مروحية إنقاذ واستطلاع عسكرية (نوع توتويلف) في منطقة "همدان" القريبة من قاعدة الديلمي الجوية. وقالت مصادر إن الشرطة الجوية احتجزت، عقب الحادثة، أكثر من 7 أشخاص من قرية "حطاب" في "همدان"، كمتهمين في إطلاق النار على الطائرة، مشيرة إلى أن هؤلاء الأشخاص ما زالوا محتجزين في قاعدة الديلمي الجوية للتحقيق، وأن مشائخ ووجهاء تدخلوا في القضية بأخذ تعهدات بعدم إطلاق النار في الأعراس والمناسبات. وفي السياق ذاته، أكد مصدر في القوات الجوية ل"الأولى" أن 3 طائرات على الأقل تعرضت لإطلاق نار "خلال الشهور الماضية"، وأن آثار إطلاق النار شوهدت على هذه الطائرات بعد عودتها من تنفيذ طلعات تدريبية. محطة رادار عسكرية تخرج عن الجاهزية وكان مصدر آخر تحدث للصحيفة أمس، بأن محطة الرادار المختصة بكشف ومراقبة الطيران المدني والحربي، والواقعة على "جبل النبي شعيب"، "خرجت عن الجاهزية قبل يومين"، إثر حصار فرضته مجاميع قبلية مسلحة على الموقع، مطالبين بمبالغ مالية من وزارة الدفاع، حسب قول المصدر. وفي أول رد فعل رسمي على الحادثة، قال أركان حرب القوات الجوية اللواء الركن عبدالملك الزهيري، في تصريح بثه التلفزيون الرسمي (قناة اليمن)، عقب الحادثة، إن سبب حادث سقوط الطائرة "لا يمكن أن يكون خللاً فنياً، لأنها عادت من مهمة، واخترقت سرعة حجز الصوت", واصفاً الحادثة بأنها "استهداف للقوات الجوية"، كما أبدى استغرابه من سقوط الطائرات تحديداً في أجواء صنعاء فقط. وتساءل الزهيري: "أين الحكمة اليمانية؟ نحن نتجنب الكوارث... ضربتين في الرأس.. نحن والشركة التي استوردنا منها الطائرات ما زلنا في صراع, حيث إن الضمانة لم تنتهِ بعد". وفي وقت متأخر من مساء أمس، نشرت وكالة الأنباء الحكومية "سبأ"، بيانا عن وزارة الدفاع حول سقوط الطائرة. وجاء في البيان: "إنه وبعد رحلة تدريبية قامت بها اليوم طائرة عسكرية من نوع سوخوي 22، وهي في جاهزية كاملة، بقيادة النقيب طيار هاني علي عباد الأغبري، خارج العاصمة صنعاء، وأثناء عودة الطيار ومحاولة الهبوط، وعند وصولها أجواء منطقة دار سلم، وكما أفاد شهود العيان، انفجرت الطائرة وسقطت في شارع ترابي، دون سقوط ضحايا من المواطنين، عدا إصابة امرأة بجروح خفيفة، وحدوث أضرار بسيطة في المنازل المجاورة لسقوط حطام الطائرة". وأضاف البيان: "أدى الحادث إلى استشهاد الطيار النقيب هاني الأغبري.. ووزارة الدفاع وهي تعزي أسرة الشهيد، فإنها قد أمرت بتشكيل لجنة فنية للتحقيق في أسباب الحادث، وستعلن النتائج حال وصول اللجنة لمعرفة الأسباب الحقيقية لسقوطها". وقال شقيق الطيار هاني الأغبري، ، إن قيادات القوات الجوية لم يحضروا أمس لتعزيتهم، وإن الكثير من هذه القيادات "أغلقوا تلفوناتهم، ولم نستطع التواصل معهم لمعرفة الملابسات". وطالب عبدالرحمن الأغبري، بالتحقيق الفوري في أسباب سقوط الطائرة، ومقتل أخيه، وكشف نتائج التحقيق للرأي العام. وحسب المعلومات" فقد شكلت وزارة الدفاع لجنة من 8 أشخاص، وأن اللجنة باشرت بالتحقيق منذ عصر أمس الاثنين. - التقرير نقلا عن صحيفة الاولى