يجمع محللون وسياسيون أن حزب الإصلاح في اليمن يحظى بلقب الفرع الوحيد للإخوان المسلمين في العالم. والذين لم يتعرضوا لملاحقات أو محاكمات طول مراحل نشأته. على طريقته الاعتباطية يذهب حزب الإصلاح إلى مزيد من الغواية، يعلو منحدرات الخيبة والحقد تارة بشتم شركائه بالعملية السياسية وتلفيق التهم وأخرى بتزييف الحقائق. هكذا يظهر حزب الإصلاح كجذع شجرة ضال يتزاحم من الداخل والخارج، إذ يعلن في بيان رسمي له مؤخراً ورد فيه "انه حزب سياسي يمني لا تعنيه أي تسميات أخرى". وفيما هو في صدد نفيه المهزوز الثقة يستدرك النفي "انه مع احترامه لتجربة الإخوان المسلمين التي يصفها ب"العريقة والناضجة"، وهو يبدو مضطرباً ومتناقضاً كما بدا في البيان. تناقضات تثير حفيظة الكثير من الناشطين والصحفيين والسياسيين وتخلو من موقف واضح وشفاف يمكن لها أن تخفف من هول المرحلة المتأزمة التي تمر بها البلاد بل يزيدها تشظياً ونزاعاً. وفي ردود فعل على بيان الإصلاح علق الناشطون على الفيسبوك بينهم الكاتب والصحفي نبيل الصوفي الذي كتب ساخراً على صفحته "طيب قبلنا أن الإصلاح مش إخوان، إذا وقفوا البيعة التنظيمية، وحلقات التمهيد، ورسالة التعاليم. ويهزأ الصوفي معلقاً على ذلك: "بس على كذه، ايش عاد باتكونوا، الإخوان يبقون مشروع وطني من جيز محاولات هذا المجتمع إعادة تنظيم نفسه". ويصف الصوفي ما يقدم عليه حزب الإصلاح بالتقية ذاكراً: "طيب، لما كان الأستاذ القدير محمد اليدومي، في الأمن السياسي، ويقول مش إخوان، كان يمكن القول إنها "تقية"، الآن الإصلاح يقول انه هو الحزب الأول في البلاد، والتقية هنا إلا مرض". في حين قال السياسي والكاتب اليمني، الدكتور ناصر محمد ناصر، في منشور بالفيسبوك، تحت عنوان "الإصلاح مواقف وخفايا": "فاجأني اليوم ما قرأته في صحيفة الأولى من إنكار حزب الإصلاح اليمني صلته بجماعة الإخوان المسلمين حفاظاً على علاقته مع السعودية. لا أدري أهذا تطور فكري في الحزب أم إمعان في تطبيق سياسة التقية؟" الطامة الكبرى! العجيب في الأمر أن الإصلاح ينسى للتو مواقفه السابقة واللاحقة مما حدث ويحدث لجماعته في مصر وسبق وأن تابعنا قيادته على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام ومازلت أتذكر وجه التناقض الذي ظهر عليه رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي في حديث سابق على صفحة "الفيسبوك": والذي أشار فيه إلى اعتبار ما حدث لجماعة الإخوان في مصر يمسهم في اليمن ان لم تكن تمس هويتهم الإسلامية، حد تعبيره. لذا سارع بالقول: ما يحدث في مصر الشقيقة خطب جلل، وأمر يستحق التدبر والمراجعة، وعدم التجاهل أو التهوين من شأنه". وأضاف اليدومي إنها قضية أن نحيا أحراراً أعزاء أو نموت في سبيل الله شهداء..! خبراء ومحللون سياسيون يرون أن حزب الإصلاح في اليمن يحظى بلقب الفرع الوحيد للإخوان المسلمين في العالم والوحيد بين إخوان العالم الذين لم يتعرضوا لملاحقات أو محاكمات طول مراحل نشأته. ويرى المحللون أن الأحداث الأخيرة في مصر والإطاحة بمرسي شكلت بالنسبة لحزب الإصلاح في اليمن قلقاً ومخاوف من انعكاسها سلبيا على نشاطاتهم مستقبلاً، دفعت هذه المخاوف حزب الإصلاح إلى اتخاذ إجراءات احترازية كإعلانه في بيان له مؤخراً عن براءته من الأخوان المسلمين. ويرجح المحللون ان هذا الأجراء عمل تكتيكي مدروس أقدم عليه الإصلاح في اليمن بغرض تخفيف الضغط الشعبي الداخلي – نظرتهم للإخوان المسلمين على أنهم سرقوا الثورة وجزء من جماعة الإخوان في مصر - ودرء أنظار الخليجيين عن نشاطاتهم التي لا يرغب الخليج بتوسعها تحت مسمى الأخوان المسلمين. * أسبوعية "المنتصف"