برس - خاص تاريخ محمد اليدومي كرجل أمني وعسكري ومثقف وصحفي في نفس الوقت يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أننا أمام رجل يمتلك فكراً وخبرة كبيرة أوصلته لقيادة إخوان اليمن الذين قد يختلفون كثيراً عن إخوان مصر حسب مراقبين سيما في العلاقة مع السعودية ومستوى الإنفتاح تجاه القوى الأخرى والتحالف مع الأنظمة وغيره .
اليدومي في تعامله مع ما يحدث في مصر بدا متناقضاً في كثير من الأمور فالرجل أستدعى ذاكرته وخبرته في الكتابة الصحفية التي لا يختلف عليها أثنان ليتحدث عن أحداث مصر والمنطقة عموماً متناسياً تاريخه الشخصي وتاريخ ومواقف تجمع الإصلاح الذي يترأس أعلى مكون تنظيمي فيه .
وبعيداً عن تاريخ الرجل الأمني فقد تمكن اليدومي مؤخراً من إختراع مصطلحات سرعان ما أنتشرت في كل وسائل الإعلام وأستخدمها الكثير من أتباع الإخوان حتى تخطت الحدود اليمنية فكلمة "البيادات" في إشارة الى العسكر ولاعقي وعشاق البيادات في إشارة الى مناصري الإنقلاب العسكري أو كما يقول في منشور له واصفاً مؤيدي الإنقلاب في مصر "حفنة من أدعياء الديمقراطية الذين تعودوا لحس بيادات العسكر لعشرات السنين".
بهذه المصطلحات أستطاع اليدومي مهاجمة خصوم الإخوان بشكل عنيف لكنه عندما أخترع هذه المصطلحات تناسى أنه رجل عسكري وأمني بالدرجة الاولى وأنه عندما يصف عشاق ومحبي العسكر سواءً في مصر أو غيرها يصبح المصطلح شاملاً لليدومي نفسه ولأتباعه .
الكثير من قيادات الإصلاح هم في الأصل ضباط في الجيش اليمني وكان العديد منهم رجال مخابرات وقيادات امنية خلال العقود الماضية وبالتالي فإن حديثهم عن البيادات والعسكر يجعلنا امام حالة من التناقض يعيشها اليدومي وكل من هم معه .
الأمر لم يتوقف عند ذلك فقد أستخدم إعلام الإصلاح والعديد من الناشطين المنتمين للإخوان في اليمن ما كتبه اليدومي حتى أنهم أستغلوا الظروف الحالية في إعادة التغني ببطولات الجنرال علي محسن الأحمر والمليشيات التابعة له والوحدات العسكرية التي ظلت تحت لوائه خلال الثورة الشعبية السلمية .
ولا يخفى على أحد مدى العلاقة الوثيقة بين الأحمر والإصلاح وهو ما يؤكد أن عشاق البيادات وحكم العسكر ليس وحدهم من يقصدهم الإخوان حين يستخدمون تلك الكلمات والمصطلحات بل يقصدون أنفسهم فهم اكثر من تغنى بالعسكر وهم القوة السياسية الوحيدة التي يترأسها ويحكمها عسكر ورجال مخابرات .
اليوم يعود اليدومي من جديد ولكن هذه المرة بمصطلح جديد أستخدمه ضد الإعلام والإعلاميين ألا وهو "النفايات" قاصداً بذلك الإعلام المناهض للإخوان , في الوقت الذي يتساءل فيه الكثير هل مثل هذه الألفاظ تليق بأن يستخدمها كاتب صحفي أو شخصية إجتماعية لها مكانتها في الوسط السياسي بالتأكيد لا فكيف إذا كان الامر متعلقاً بالرجل الأول لحزب سياسي يتطلع للحكم بشكل كامل .