الذين علَّقوا على مقال "أدعياء الديمقراطية" لكاتبه محمد اليدومي- رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح- توقفوا عند الكلمات النابية الكثيرة التي استخدمها، واستغربوا صدورها من رئيس حزب، وكأنها زلة عفيف لسان، كما أنهم لم يلاحظوا أن الرجل المريض كان يُسقط ما عليه هو وجماعته على الآخرين، ففي حقيقة الأمر خاطب نفسه وجماعته في اليمن ومصر، وأينما وجدت الجماعة. اليدومي هاجم الذين "تعودوا لحس بيادات العسكر لعشرات السنين".. بينما لليدومي نصيب وافر من هذه السنين ظلَّ خلالها يلحس بيادات العسكر.. ربما لم يلعق بيادته، وهو العسكري وضابط المخابرات، بل تطوَّع للعسكر بتعذيب وقتل منتقديهم، وبمبادرة ذاتية منه ومن جماعته، ولما وُجِّه إليه اللَّوم قال: وماذا في ذلك، فقد كنت أخدم رئيسي؟ في حين أن رئيسه لم يطلب منه خدمات من هذا النوع، إذ كان يؤديها لجماعة الإخوان المسلمين، حيث استغل وظيفته في المخابرات لتصفية اليساريين والقوميين خصوم جماعته. قيادات الإخوان المسلمين في مصر واليمن وغيرهما، كانوا على الدوام أحذية سلاطين، وليس مجرد "ملحِّسين" أحذية وأشياء أخرى.. في مصر عبدوا الملك، وسمُّوا قصره "القصر الملكي الإسلامي"! وبعده لعقوا جزمة عبدالناصر، وقالوا له نحن طوع بنانك، ونعطيك مفتاح مقر الجماعة فافعل ما شئت، فقط خلينا بجانبك، ولما شبعوا لحس، ولم يحصلوا على شيء، كفَّروه وحاولوا قتله، ثم لحسوا أحذية السادات، ولقَّبوه بالرئيس المؤمن، ثم لعقوا أحذية مبارك ما شاء الله لهم أن يلعقوا.. وعندنا لحسوا أحذية علي عبدالله صالح، وقالوا له: نحن حزبك فما حاجتك لتأسيس المؤتمر الشعبي؟ "جر لك حزب جاهز"، ونحن جيشك فما حاجتك لتأسيس جيش وطني؟، ونحن أولو بطش وبأس شديد على معارضيك، فبنا ابطش بمن شئت وحين شئت وكيف شئت. ويقول اليدومي في مقاله إن قناعات الناس تحررت من كلِّ ما أُجبروا عليه في ظل حكم الطغيان، وكان عليه أن يستثني الإخوان المسلمين، فقد تغيرت قناعات أحزاب وأفراد وجماعات، بينما اليدومي هو هو، وحزبه هو هو، وجماعة الإخوان في مصر وغيرها هي هي، لم تتغير.. إذا كان أحد لم يتغير تحت تأثير المتغيرات والمستجدات فهم الإخوان المسلمون.. نفس التفكير ونفس البيادات ونفس الثقافة. ويقول اليدومي: "ولم يعد أحد يقبل بأساليب الدجل والكهنوت".. طيب كلِّم نفسك يا صاحبنا، لأن الدجل عقيدتكم، والكهنوت ملَّتُكم، والنازية طبيعتكم، والجماعة الفاشستية مرضعتكم.