في الوقت الذي تجاهل فيه مبادرات أخرى قدمها كل من اتحاد القوى الشعبية والمؤتمر الشعبي والتحالف الوطني، أكد بيان لتجمع منظمات الدولة المدنية الديمقراطية (تمدن) تأييده لمبادرة كل من الوحدوي الشعبي الناصري والحزب الاشتراكي اليمني. وقال إنه لن يدخر جهدا في المشاركة الفاعلة إلى جانبيهما. وأضاف البيان ((وفي هذه الأجواء الداكنة التي يسودها الخوف والقلق أطلق الوحدوي الشعبي الناصري والحزب الاشتراكي اليمني مبادرتين لاحتواء الموقف ونزع فتيل الأزمة.. ونحن في تجمع (تمدن) نرى في هاتين المبادرتين مدخلاً جادا لاحتواء الموقف الناشئ. .وعليه ندعو الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني كافة وكذا الشخصيات الاجتماعية وكل اليمنيين واليمنيات إلى التقاطهما والمسارعة إلى بناء إجماع وطني ينزع فتيل التوتر ويجمع كل الأطراف على طاولة واحدة للاتفاق على آلية محددة وواضحة لتنفيذ ما أجمع عليه اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني الشامل.. وعلى الوحدوي الشعبي الناصري والحزب الاشتراكي اليمني المضي قدما لإخراج مبادرتيهما إلى حيز الوجود)). محللون سياسيون أكدوا أن إسهال المبادرات المكررة سمة غالبة في التعاطي السياسي الحزبي مع مشكلات وقضايا الشارع والاختلافات السياسية خصوصاً في مرحلة الوفاق. وتعكس ضيق الأفق السياسي لدى غالبية الأحزاب اليمنية، وهي استنساخ واضح تفتقر إلى آليات أو إجراءات تنفيذية واضحة وتستهدف حشد التأييد الشعبي بعيداً عن واقع الشارع وتناقضات المواقف التي يعج بها المشهد السياسي الراهن. حيث يحاول كل طرف أن يظفر بالمكاسب عبر هذه المبادرات وبعض من الأحزاب تحاول أن تجد لها مكاناً في الساحة خصوصاً مع انحسار التحالفات وتهميش بعض الأحزاب ضمن هذه التحالفات. واستغرب البعض من تراجع مستوى الادراك السياسي لغالبية أحزاب اليسار ووقوعها في فخ الاستنساخ والتكرار، معتبرين أن الأسباب ربما تعود إلى طول فترة ما يمكن أن يطلق عليه (البيات الشتوي السياسي) وغياب مبادرات الشباب في هذه المرحلة. وقال الأستاذ صالح عبدالرحمن الخبير في شؤون منظمات المجتمع المدني أن هذا التوجه المنحاز يكشف الستار عن التوجهات الحزبية لهذه المنظمات التي أصبح عددها بالمئات، وهي في الحقيقة تتبع كثير من الأحزاب السياسية اليمنية رغبة في توجيه المجتمع وفئاته نحو أراء وتوجهات معينة تخدم التوجه السياسي للأحزاب المسيطرة عليها، ولا يوجد إلا عدد ضئيل يتمتع بالاستقلالية الفكرية والسياسية وهذه الأخيرة تحارب من قبل الأحزاب وتحاول بعض منها فرض نفسها بصورة أو أخرى في مناخ طارد للتوجهات المستقلة. وقد تلجأ بعضها إلى الانخراط في أنشطة داعمة لأحزاب معينة بصورة مباشرة وغير مباشرة وهو ما يفقدها الهدف الأبرز وهو خدمتها للمجتمع المدني بغض النظر عن توجهاته.