أطلق تنظيم الإصلاح، آخر رصاصة إلى جسده السياسي، بهرولته إلى تأييد مشاريع تفكيكية للجغرافيا اليمنية، بدافع الثأر لنفسه، من هزائم مُني بها جناحه المتطرف في محافظات شمال اليمن. وأعلن التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون)، تأييده المطلق للقضية الجنوبية و«حق أبناء الجنوب في تقرير المصير». وكشفت هذه الخطوة انتهازية إخوان اليمن، ومدى جاهزيتهم للمجازفة بمصير بلد، حال بروز تطورات سياسية وميدانية، لا تخدم حساباتهم وترتيباتهم الخاصة؛ لاسيما وأن قيادات التنظيم، سبق وأن استخدمت سلاح الفتوى في وجه الجنوبيين. ودعا الإصلاح، في بيان رسمي، أنصاره في مدينة عدنجنوبياليمن، للمشاركة في فعالية احتفالية تنظمها فصائل في الحراك تحت شعارات تدعو إلى الانفصال، بالتزامن مع الذكرى ال51 لثورة 14 أكتوبر. وقال تنظيم الإصلاح الإسلامي، وهي المرة الأولى التي يؤيد فيها مطالب «تقرير المصير»، إن دعوته إلى المشاركة في فعالية تأتي «تأييداً مطلقاً للقضية الجنوبية وعدالتها وحق أبناء الجنوب في تقرير مصيرهم». ويعتقد إخوان اليمن أنهم تعرضوا لخيانة من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي، وزعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي، ترتب عليها سقوطهم المريع شمال اليمن. ويتهم الإصلاح، الرئيس هادي وقيادات عسكرية عليا في الجيش، بالتنسيق مع الحركة الحوثية لتحجيم نفوذهم في مؤسسات الدولة، والقضاء على أذرعه القبلية والعسكرية والدينية المتطرفة. لكنها ظلت اتهامات، إذْ لم تتجاوز ذلك إلى مواقف عملية للإصلاح إزاء ما يقول إنها لعبة متشابكة تهدف إلى إنهاكه. وأثار موقف الإصلاح، جدلاً واسعاً في أوساط المتابعين، في وقت اعتبره كثيرون محالة ثأرية من الخسائر التي لحقت به في صنعاء، خاصة أنه تحدث عن حق تقرير المصير، بعد هزيمة جناحه العسكري والقبلي المتطرف في المحافظات الشمالية. وقوبل البيان بانتقادات لاذعة لم تخلُ من السخرية والتهكُّم، في المحافظاتالجنوبية والشمالية على حد سواء، حيث اعتبره القيادي في جماعة الحوثي المسلحة علي البخيتي «إسلام بعد الفتح». وفي المقابل اشترط نشطاء في الحراك الجنوبي عزل القيادات الإصلاحية المتهمة بإصدار فتاوى تحريض على الجنوبيين مطلع عقد التسعينيات. وبعكس موقف إخوان اليمن وانزلاقهم إلى مستنقع إسناد التشطير، بدافع ثأري وانتقامي من الخصوم، أكد الرئيس الأسبق، علي ناصر محمد، أن المشكلة ليست في الوحدة اليمنية، مشيراً إلى «أن العالم يتقارب ويتوحد من خلال المنظمات الإقليمية والدولية كمجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، ونحن مازلنا اليوم نناقش هل نحن يمن جنوبي أم جنوب عربي أو حضرمي أو مهري... وغيرها من التسميات التي نسمعها مؤخراً والتي تسيئ للجنوب وتاريخه ووحدة ترابه وحراكه». واعتبر الرئيس علي ناصر محمد، ما أسماه «انتصار حركة أنصار الله في ال21 من سبتمبر» انتصاراً على الفساد والفوضى الأمنية والظلم والاستبداد». مؤكداً في حوار صحفي أن سبب انحياز الشعب لهذه المطالب السياسية والاقتصادية هو «تخلي بعض الأحزاب في الحكومة الانتقالية عنها». وفيما اعتبر رداً على محاولات الإصلاح لتعويض خسائره عبر التماهي مع الأصوات الحراكية المطالبة بتقرير المصير، قال ناصر إن «الجنوب ليس مكاناً للثأر أو الفساد والصراعات الطائفية»