طوقوا المدينة ب3 نقاط واستحدثوا عشرات النقاط في الشوارع والأحياء سيطروا على الميناء والمطارين المدني والعسكري وبوابة مبنى المحافظة مصدر أمني: مسلحو الحوثي استولوا على يخت سياحي لعلي محسن ونقلوا أسلحة إلى ذمار انقسام في "الحراك التهامي" بسبب اللجان الشعبية وأحد القيادات يعلن تعليق عضويته الحديدة في قبضة الحوثي (يمن لايف): الحديدة- صنعاء: الاولى: أحكم مسلحو جماعة الحوثي أمس سيطرتهم على مدينة الحديدة بعد السيطرة على المواقع الحيوية فيها ونشر عشرات النقاط الأمنية في المدينة وعلى مداخلها. وبدأ الحوثيين بإسقاط الحديدة فعلياً أمس الأول، حيث سيطروا على مخازن أسلحة تابعة للمنطقة العسكرية الخامسة، ونهبوا محتوياتها قبل أن يتجهوا لفرض نقاط أمنية على مداخل المحافظة والمدينة. وتوج الحوثيون انتشارهم وسيطرتهم على مدينة الحديدة بالسيطرة على مبنى السلطة المحلية بالمحافظة والمطار المدني والمطار العسكري، ونشروا حولهما دوريات خاصة بهم. وقال ل"الأولى" مصدر أمني إن مسلحي الحوثي سيطروا بشكل كامل على الميناء وميناء المنشآت الذي يستقبل المشتقات النفطية كالبترول والديزل والمازوت والغاز، بعد أن كانوا يشاركون في حراسة الميناء منذ أيام وبعد فرض ما سموهم مراقبين إثر اجتماع لهم مع قيادة الميناء. وأكد المصدر أن مسلحي الحوثي دخلوا المطارين دون اعتراض، مشيراً إلى أن المسلحين بدأوا بتفتيش كل من يدخل المطارين، فيما ظلت الحراسة تراقب ما يفعلونه وتوقفت عن أداء مهامها. وإلى جانب المصدر الأمني، أكد مصدر محلي مطلع ل"الأولى" أن مسلحي الحوثي ينتشرون في مدينة الحديدة منذ اكثر من شهر، حين بدأوا بتجنيد الموالين لهم ضمن ما سموه باللجان الشعبية في الحارات. وقال المصدر إن الحوثيين شكلوا قيادات ميدانية في كل حارة وكلفوهم بتشكيل لجان شعبية، منوهاً إلى أنهم بعد استكمال تشكيل اللجان الشعبية قاموا على الفور باستحداث نقاط أمنية على مداخل المدينة. وأكد المصدر الأمني أن مسلحي الحوثي كانوا متواجدين منذ ما قبل إجازة عيد الأضحى في المدينة وانتشروا فيها بسلاحهم دون أي اعتراض، مشيراً إلى أنهم قبل أيام بدأوا بنصب نقاط أوكلت لمسلحين تابعين لهم وزودوهم بطقمين في كل نقطة. وحسب المصدر قام الحوثيون بعد اقتحام ونهب مخازن الأسلحة التابع للمنطقة العسكرية الخامسة التي يقودها اللواء محمد راجح لبوزة، باستحداث نقاط جديدة؛ الأولى في باب الناقة مدخل مدينة الحديدة من جهة العاصمة صنعاء، ونقطة في كيلو 16، ونقطة ثالثة في الخط الساحلي. ومساء أمس الأول، قتل مسلحو الحوثي شخصاً بالقرب من المحكمة التجارية بالمحافظة أثناء مرورهم من هناك على متن 3 سيارات. وحسب مصدر مطلع تحدث ل"الأولى" أن مسلحي الحوثي أطلقوا النار أثناء مرورهم من أمام المحكمة التجارية ما أدى إلى إصابة شخص توفي على الفور ونقل إلى مستشفى العلفي حيث أدخلت جثته ثلاجة المستشفى. وبدءًا من صباح أمس انتشر مسلحو الحوثي بكثافة في عدة مواقع حيوية منها المطاران المدني والعسكري والميناء وبعض الشوارع بعد أن استكملوا انتشارهم مساء أمس، في مداخل المدينة والمحافظة. وكان محافظ الحديدة صخر الوجيه اجتمع أمس الأول بممثلين عن الحوثي قالوا له إن لديهم "توجيهات عليا" (لم يحددوا مستواها) للتواصل مع المحافظ، ومشاركة الأجهزة الأمنية في حفظ الأمن ونشر نقاط تفتيش. وحسب مكتب محافظ الحديدة فقد دخل الحوثيون إلى الاجتماع مجردين من أسلحتهم الشخصية، مشيراً إلى أن الصور التي تشرت بعد اللقاء لأحد الأشخاص وهو في مكتب الوجيه، تم التقاطها أثناء ذلك الاجتماع. وتابع: "لا صحة للأنباء التي تقول إن مسلحي الحوثي سيطروا على المحافظة". ونفى مصدر بمكتب صخر الوجيه في اتصال هاتفي أجرته "الأولى" مساء أمس، أن يكون مسلحو الحوثي انتشروا بالقرب من المبنى أو سيطروا عليه، غير أن مصدراً أمني أكد ل"الأولى" أنهم سيطروا أمس، على البوابة الرئيسية لمبنى المحافظة، وأن حراسة البوابة لم تقاوم وجودهم. ومساء أمس، قال للصحيفة مصدر أمني آخر، إن مسلحي الحوثي الذين سيطروا على مخزن الأسلحة التابعة للمنطقة العسكرية الخامسة بباجل قاموا بنقل شاحنتين (نوع ديانّا) محملة بالسلاح من مقر المنطقة الخامسة إلى مدينة ذمار، مشيراً إلى معلومات تفيد بأنهم سينقلونها من ذمار إلى البيضاء. وأوضح المصدر أن مسلحي الحوثي في ميناء الحديدة استولوا على "يخت سياحي" تابع للواء علي محسن كان راسياً في الميناء، وصعد عليه مسلحون منهم بدعوى حراسته، مشيراً إلى أنه لا يستبعد أن يتم نقل اليخت إلى "منطقة أخرى". وذكر أن اليخت الذي وصفه بالكبير والمطور، كان يستخدمه علي محسن الأحمر أثناء تواجده في الحديدة للتنزه في البحر. وحسب ذات المصدر قام الحوثيون أمس، بإدخال طقمين عسكريين إلى الميناء ونصبوهما أمام البوابات الداخلية، مشيراً إلى انهم كانوا في السابق متواجدين فقط أمام البوابة الرئيسة. واستولى الحوثيون في وقت سابق أثناء إجازة عيد الأضحى على منزل اللواء علي محسن المجاور لجامعة الحديدة، فيما أفاد المصدر أن المنزل كان قد أخلي من الأثاث حين دخله المسلحون. وأحدثت سيطرة الحوثي على الحديدة انقسامات في صفوف الحراك التهامي، حيث أيد فصيل منه ما سماها سيطرة اللجان الشعبية على الأمن، فيما فصيل آخر رفض هذا التوجه وطالب بأن يكون الحراك وحده المعني بالمحافظة وان يشكل هو اللجان الشعبية. وقال ل"الأولى" المسؤول الإعلامي للحراك التهامي عبد الكريم دمدم إن العميد علي هندي أحد قيادات الحراك اعلن تعليق عضويته في الحراك بسبب هذا الانقسام. وأضاف دمدم أن العميد هندي أيد ما تقوم به اللجان الشعبية وطالب الحراك بأن يلتحقوا بهم، فيما رفضت بعض القيادات ذلك وقالوا إن الحراك يجب أن يكون هو المسؤول وأن يشكل اللجان الشعبية بنفسه لا أن يكون تابعاً للحوثي- حسب تعبيره. وذكر أن قيادات في جماعة "أنصار الله" "تواصلت مع الحراك ومع العميد هندي وطلبت منهم التعاون مع اللجان الشعبية في حفظ الأمن"، مؤكداً أن هندي "أعلن موافقته" قبل أن يعود ويجمد عضويته في الحراك بسبب ما سماه تعنت بعض القيادات، ورفضها الانضمام للجان الشعبية التابعة للحوثيين. وامتدح دمدم دور اللجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثي، وقال إنه يعول عليها في "حفظ الأمن وعدم تحويل تهامة إلى ساحة صراع سياسي طائفي"- حسب قوله. واقترح أن يكون تشكيل اللجان مشتركاً بين "الحراك التهامي" و"أنصار الله". وبحسب مقربون من جماعة الحوثيين، فإن مدينة الحديدة تعتبر من أهم المناطق التي كانت تقع تحت نفوذ اللواء الفار علي محسن الأحمر، أثناء وبعد قيادته للمنطقة العسكرية الشمالية الغربية.