قال محمد عايش رئيس تحرير صحيفة الاولى اليومية انه لن يستطيع أي رئيس قادم أن ينتزع من أنصار الله مكاسب لمصلحة استقلال مؤسسة الرئاسة عن نفوذهم المطلق... مثلما يستطيع هادي أن ينتزعه الآن. كيف؟ بقليل من جدية القوى السياسية يمكن الوصول بالحوثيين وهادي إلى حلول وسط بحيث يخفضوا هم من سقف مطالبهم ويلتزمون بمساحة عازلة بين قوتهم وبين صلاحياته كرئيس جمهورية، مقابل أن يعدل هو عن استقالته. الحوثيون يعرفون أن لمغادرة هادي في هذه اللحظة كلفة ستضعهم في مواجهة حرجة مع استحقاقاتها داخليا وخارجيا، لذلك أبقوا الباب مواربا حتى اللحظة ولم يتخذوا موقفا نهائيا بشأن الترحيب أو عدم الترحيب بالاستقالة. كنت أقول: على هادي البقاء وعلى القوى السياسية أن تساند بقائه وتساند أي انتزاع لأي قدر من استقلال مؤسسة الرئاسة عن الحوثيين، وإن لم يحدث ذلك؛ ولو ذهب هادي بالاستقالة إلى النهاية، فلن يأتي بعده رئيس خارج الجاهزية للتبعية المطلقة لصعدة أبدا. حتى المؤتمر الشعبي وصالح، ليس من مصلحتهما أن يظهرا في حال الدفع برئيس من قبلهما مجرد "واجهة" ضعيفة.. (الحوثيون أيضا ليس من مصلحتهم أن يكون الحل الوحيد بعد رحيل هادي هو الحل القادم بإمضاء صالح، أومن عوالم صالح، ولكن إذا لم يستعينوا بالمؤتمر وصالح عبر البرلمان أو غيره فمن سيكون شريكهم في حل هذه المعضلة؟؟) بغض النظر عن كونه هادي أو حتى مسعد أو سعيد، فالأصل هنا أن نبقي على "موقع" الرئيس فاعلاً، حيث الطريقة التي ستنتهي بها الأزمة القائمة ستحدد نهائياً ما إذا كنا سنمتلك خلال السنوات القادمة رئيسا يتمتع بالحد الأدنى من الاستقلال أم رئيسا تابعا بالمطلق.