قال وزير المالية الأسبق الدكتور سيف العسلي إن اليمن على شفا الإفلاس وتدمير القطاع التجاري والاستثماري وهي الشريحة المهمة سواء بالإفلاس أو الهجرة، كما أنها على شفا حرب لا تبقي ولا تذر. وأوضح الدكتور العسلي في حوار مع "الميثاق" أنه إذا كان اليمنيون يعانون من أعلى نسبة فقر على مستوى العالم، فإن هذه النسبة مرشّحة للتزايد خلال الفترة القادمة، وبالتالي فإن عدداً كبيراً من اليمنيين الفقراء مرشّحون للموت المحتّم. واعتبر أن إغلاق العديد من الدول لسفاراتها بما فيها أغلب سفارات الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، هو إقرار بفشل العملية السياسية ونتيجة مباشرة وغير مباشرة للأحداث التي تلت أحداث 21 يناير 2015. وأكد أن الجيش والأمن لم يكن فقط هو من تعرّض لمؤامرة التدمير، بل إن كل مؤسسات الدولة تعرّضت للتدمير، كالنخب الإدارية والأكاديمية والمهنية، والشرفاء في الوطن كلهم تعرّضوا للظلم والإقصاء والتهميش خلال الفترة الانتقامية التي همّشت الناس غير المؤطّرين حزبياً لصالح الغوغائيين الذين كانوا دخلاء على هذه الكفاءات التي كان يفترض أن تخدم الوطن. وخاطب العسلي أنصار الله بقوله: "أقول لكم -في هذه الرسالة وربما تكون الأخيرة- يا أنصار الله بكل صدق وأمانة لقد أوصلتم البلاد إلى خيارين لا ثالث لهما، إما أن تعترفوا بأخطائكم وكل الناس يخطئون ما عليكم إلاّ أن تكفرو عن ذلك الخطأ بأن تدعوا إلى انتخابات حرّة ونزيهة ليقرّر الشعب مصيره بنفسه، وإما الحرب التي ستأكل الأخضر واليابس، فإنّا لا نريد لكم الهلاك". ودعا العسلي القوى السياسية إلى الاعتراف بفشل العملية السياسية بما فيها انقلاب أنصار الله، وأنه لا يمكن إيجاد أي مخارج ولو ظلوا يتحاورون مائة سنة، والحل هو البحث عن عملية سياسية جديدة. وقال إنه يمكن للقوى اليمنية أن تتفق بعيداً عن التأثيرات الخارجية على أن تشكّل حكومة شراكة وطنية من ذوي الكفاءات، والإعداد للانتخابات البرلمانية.