افادت "الأولى" مصادر مطلعة بعدن أن عناصر من اللجان الشعبية اشتبكت أمس الثلاثاء مع حراسة القصر الجمهوري بعدن، من أفراد الحرس الجمهوري سابقاً، وتمكنت من السيطرة الكاملة على القصر، وانتشرت بكثافة في محيطه وجميع بواباته ومداخله. وقال شهود عيان بمدينة التواهي إن أفراد اللجان الشعبية شوهدت وهي مرابطة على بوابة القصر الجمهورية الرئيسة، إلى جانب أفراد من قوات الجيش التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة. وأوضحت المصادر أن الاشتباكات التي لم تستمر طويلاً لم تسفر عن سقوط قتلى أو جرحى من الجانبين، في حين تم انسحاب كافة حراسات القصر، غير أنه لم يعرف إلى أين توجهت. غير أن مصادر أمنية بعدن تحدثت أن جنود حراسة القصر منحوا إجازة مفتوحة في حين تم تسليم مهمة الحراسة في القصر لجنود جنوبيين، دون التحدث عن تفاصيل أخرى. ويرى مراقبون أن عملية إعفاء ضباط وجنود حراسة القصر الجمهوري بعدن من مهامهم، تندرج في إطار الاحتياطات الأمنية لهادي من حرس القصر السابقين والذي يتبعون، حسب قولهم، الرئيس السابق علي عبد الله صالح. في سياق آخر، هاجمت عناصر من اللجان الشعبية التابعة للرئيس هادي أمس منزل الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض الواقع بمنطقة حقات بمديرية كريتر، واشتبكت مع حراسة المنزل الذي يسيطر عليه، أولاد الشيخ عبد الله الأحمر منذ العام 1994. وأوضحت المصادر أن عدداً من اللجان الشعبية اقتحموا أمس المنزل وحاولوا طرد حراساته الذين قالوا إنهم مقربون من أسرة الأحمر، غير أن الأخيرين رفضوا تسليم المنزل، واشتبكوا معهم دون وقوع إصابات، قبل أن تتمكن عناصر اللجان من السيطرة عليه. وأمس، أصدرت اللجنة الأمنية بعدن قرارات تعيين أمنية، حيث تم تعيين العميد محمد مساعد قاسم مديراً عاماً لشرطة المحافظة، وأحمد عبد الله المصعبي مديراً عاماً للأمن السياسي بعدن، والعقيد عبد الباري عيسى نائباً له. وقالت ل"الأولى" مصادر أمنية إن "قرارات التعيين ذُيلت بتوقيع رئيس وأعضاء اللجنة الأمنية، محافظ عدن عبد العزيز بن حبتور، وقائد المنطقة العسكرية ال4 اللواء الركن عبد ربه منصور الطاهري، ووكيل جهاز الأمن السياسي بمحافظاتلحج، أبين، عدن، اللواء ناصر منصور هادي". ولفتت المصادر إلى أن تلك القرارات صدرت عن اللجنة الأمنية بتاريخ 18 فبراير؛ إلا أنه تم الإعلان عنها في صحيفة 14 أكتوبر الرسمية، أمس الثلاثاء. وبث ناشطون صوراً تظهر اللجان الشعبية داخل منزل البيض، وهي تمزق صور أولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر. في سياق آخر، نقل موقع "عدن الغد" عن محافظ عدن عبد العزيز بن حبتور قوله إن "عدن هي العاصمة الشتوية والاقتصادية للجمهورية اليمنية وفقاً للدستور اليمني, وأن وجود الرئيس فيها أمر طبيعي ليمارس صلاحياته ومهامه منها كعاصمة ثانية لليمن". وكشف عن أن عدداً من المؤسسات ستنتقل إلى عدن فيما ستبقى مؤسسات أخرى في صنعاء, غير أنه استبعد وجود توجه لتشكيل حكومة مصغرة لإدارة الدولة من عدن, لافتاً إلى أن ترتيبات جارية لعقد اجتماع للهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار وفقاً لدعوة هادي في مدينة عدن أو تعز. وأشار بن حبتور إلى أن عدداً من السفراء ممن غادروا العاصمة صنعاء اتصلوا بالرئيس هادي وطلبوا مقابلته وأبدوا رغبتهم في العودة إلى اليمن لنقل سفاراتهم تدريجياً إلى عدن ومزاولة أعمالهم منها وليس من صنعاء. ونفى ما تردد عن عودة مدير مكتب الرئيس هادي الدكتور أحمد عوض بن مبارك إلى عدن قادماً من السعودية, كما نفى أنباء عن إصدار أوامر باعتقال قادة من “الحراك الجنوبي” المطالبين بالانفصال. وكان الرئيس هادي التقى أمس الأول محافظي "إقليم حضرموت" الذي يضم محافظاتحضرموت وسقطرى والمهرة وشبوة. وأوضح بن حبتور في هذا الصدد أن هذه اللقاءات تهدف في الأساس إلى التأكيد على أنه ليس هناك أي توجه للانفصال كما يروج له البعض, مشيراً إلى أن الرئيس سيلتقي خلال اليومين المقبلين بمحافظي "إقليمي الجند وسبأ".