أسقطت اللجان الشعبية الجنوبية علم دولة الوحدة من بوابات القصر الجمهوري في منطقة المعاشيق بمحافظة عدن عقب إسقاطها منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وفرض سيطرتها على مداخل ومخارج القصر الرئاسي فجر أمس الثلاثاء، وشوهدت عدد من عناصر اللجان الشعبية وهي تسقط علم الجمهورية اليمنية، وتستبدله بعلم الجنوب. إلى ذلك نفت مصادرة مؤكدة تعرُّض الرئيس عبدربه منصور هادي لمحاولة اغتيال في عدن، فجر أمس الثلاثاء، من قبل ضباط وجنود ينتمون إلى المحافظات الشمالية، ويتبعون الحرس الجمهوري.. وأفاد المصدر بأن ما حدث هو قيام اللجان الشعبية بمهاجمة منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الكائن في عدن، والذي كان سابقًا منزل الرئيس السابق علي سالم البيض.. ووفق المصدر فإن حماية المنزل وينتمون الى حاشد رفضوا تسليم المنزل بالقوة، واستعانوا بعدد من أبناء حاشد الذين يعملون في حماية الحرس الجمهوري في المعاشيق بعدن، خصوصًا وأن منزل الشيخ الأحمر يقع بجانب القصر الجمهوري، وهو ما تسبب بإطلاق نار بين الجانبين، انتهى بخروج حماية المنزل مع الجنود بأسلحتهم.. ووفق المصدر فإن قائد حماية الرئيس هادي في القصر الجمهوري بعدن استدعى اللجان الشعبية الجنوبية، وقامت بمحاصرة مداخل ومخارج القصر، وطلب من الجنود والضباط الشماليين، والبالغ عددهم 150 ضابطًا وجنديًّا، ومعظمهم - وفق المصدر - ينتمون إى آنس وحاشد وسنحان بالخروج، ووفق المصدر فإن الجنود رفضوا تسليم حماية القصر الجمهوري للمليشيات، وطالبوا بتسليمه للشرطة العسكرية، إلا أنهم توصلوا لاتفاق بتسليم الحماية لجنود جنوبيين من اللواء 31 مدرع، ووفق مصدر عسكري فإن الضباط والجنود الشماليين تم منحهم إجازة مفتوحة، وتم السماح لهم بالمغادرة بأسلحتهم الشخصية. وقالت مصادر أخرى: إن من بين المرافق التي تم تسليمها للحراسة الجديدة لمنزل الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، الواقع تحت سيطرة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، والذي يقع في جبل المعاشيق، وأظهرت صورًا للجان الشعبية وهي في داخل منزل الأحمر تعبث بمحتوياته، وتمزق الصور الشخصية المثبتة على جدران المنزل. ووفق مصدر مؤكد فإن نجل الرئيس هادي جلال عبدربه منصور وجه بأن يتم تقسيم منزل البيض إلى قسمين، قسم سكن وقسم آخر مركز إعلامي خاص بوسائل الإعلام التي يديرها، وهو ما أثار استياء عناصر من الحراك الجنوبي التي وصفت ما حدث نهبًا جديدًا، ودعت إلى تسليمه للبيض. إلى ذلك قالت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر وصفته بالمسؤول تأكيده بأن ما حدث هو إطلاق نار عقب صدور أوامر للحرس بإخلاء القصور الرئاسية. وقال المصدر، الذي قالت الوكالة إنه فضّل عدم ذكر اسمه: إن هناك إجراءات أمنية اعتيادية يتم اتخاذها حول سكن الرئيس هادي في المحافظة، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس هادي من مقر إقامته بعدن، الذي وجه بتغيير الحراسة الخاصة في منطقة المعاشيق، والتي كانت مشكّلة من الحرس الجمهوري "سابقًا". وكانت مصادر إعلامية قد نقلت عن مصادرها في عدن، فجر أمس، أن 150جنديًّا من الشمال حاولوا الانقلاب على الرئيس هادي، وأشارت إلى أن اللجان الشعبية التي تنتمي إلى أبين، مسقط رأس هادي، تدخلت وألقت القبض على الخلية، ليتضح فيما بعد أنها سرية كانت مكلفة بحماية القصر الجمهوري منذ سنوات. وفي الوقت الذي تنامى دور اللجان الشعبية في محافظة عدن تم تغييب دور الأمن في الآونة الأخيرة في محافظة عدن، وبدت اللجان الشعبية تتحكم بمداخل ومخارج محافظة عدن، كما تمارس تفتيش دقيق على الداخلين إلى المدينة على المواطنين الذين ينتمون للمحافظات الشمالية، وخصوصًا الذين ينتمون لمحافظات عمران وصعدة وحجة. إلى ذلك، وفيما غادر عدد كبير من الصحفيين والناشطين المحسوبين على الإصلاح إلى عدن، خلال الأيام القليلة الماضية، نقل موقع "عدن الغد" عن مصادر عاملة بمطار عدن الدولي أن عددًا من قيادات ونشطاء حزب الإصلاح اليمني الذين فروا في سبتمبر من العام المنصرم إلى عدد من الدول الخليجية والعربية وتركيا عقب سقوط العاصمة صنعاء بيد جماعة الحوثي، عادوا يومي الاثنين والثلاثاء إلى عدن.. وقال المصدر: إن عددًا من الرحلات التي وصلت إلى عدن قادمة من القاهرة ودبي واسطنبول كان على متنها قيادات ونشطاء في حزب الإصلاح. وكان محافظ عدن السابق قد عاد - مؤخرًا - إلى مدينة عدن عقب هروب اختياري له في تركيا. وعزت المصادر قدوم نشطاء حزب الإصلاح إلى عدن، ومن بينهم إعلاميين لاستخدام "عدن" موقعًا لنشاطهم المتزايد ضد جماعة الحوثي. وفي حين قالت وسائل إعلام: إن الحوثيين تقدموا باتجاه يافع الحدودية مع البيضاء، نفت مصادر قبلية بمنطقة الحد يافع صحة الأنباء التي ترددت أمس الثلاثاء، وقالت فيها: إن قوة من الجيش اليمني ومسلحين من جماعة الحوثي تقدموا صوب منطقة الحد بيافع.. وقال: "عبدالرب الحدي" - وهو الناطق الرسمي باسم التحالف القبلي بيافع ل"عدن الغد" - إن هذه الأنباء غير صحيحة.. مؤكدًا أنه لم يتم رصد أي تحرك لأية جماعات مسلحة من الحوثي أو الجيش اليمني بالقرب من مدينة الحد، وأكد استعداد مسلحي قبائل يافع منذ أسبوعين بمنطقة جبل العر للتصدي لأي تقدم لجماعة الحوثي التي سيطرت على أجزاء واسعة من البيضاء.