| توعدت جماعة الحوثيين في اليمن ما أسمتها "رأس أفعى" العدوان السعودي بمفاجآت وضربات مؤلمة، مشيرة إلى ضرورات اقتضتها التطورات المتغيرة على الميدان إلى إحداث تغيير في الاستراتيجيات والخيارات. وقال رئيس المجلس السياسي للجماعة والقيادي البارز صالح الصماد الأحد 16 أغسطس آب 2015 في مقالة نشرها في صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: الانكفاء من مناطق ومحافظات جنوبية يأتي في إطار الغيرات اللازمة في مواجهة تغييرات ميدانية حدثت، لكنه شدد على أن الحرب لم تبدأ بعد. وأوضح أنه وبالرغم من حجم الجرائم التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي بحق اليمنيين، وما خلفه عدوانه من قتل وجرح عشرات الآلاف من الأبرياء، وتشريد مئات الآلاف، وتدمير كل مقومات الحياة في اليمن، وفرض حصار بري وبحري وجوي ظالم على الشعب اليمني مستنداً إلی الدعم الأمريكي والإسرائيلي اللا محدود، والتواطؤ الدولي الذي سقطت معه كل العناوين التي كان يتشدق بها العالم المتحضر من شعارات حقوق الإنسان واحترام سيادة واستقلال الشعوب، إلا أنه طيلة أربعة أشهر من العدوان، أخفق في تحقيق أي إنجاز يذكر، بل تهاوت جبهاته وجبهات مرتزقته تحت ضربات الجيش واللجان الشعبية وصمود ودعم الشعب اليمني. وأشار إلى أنه ومع دخول الشهر الخامس من العدوان، عمل العدوان على تغيير استراتيجيته، فرمى بكل ثقله ليحقق موطئ قدم على الأراضي اليمنية، فدفع بجنوده ومعداته لاحتلال اليمن، ووطأت أقدامهم النجسة أرض الجنوب، ليجعل من عدن وبعض مناطق الجنوب موطئ قدم يستطيع من خلالها الاستمرار في عدوانه من داخل الأراضي اليمنية، وبنفس الأدوات التي كان يمارس بها عدوانه، منوهاً أن هذه المرة من أراضٍ يمنية، والطائرات التي كانت تفتك باليمنيين ستنتقل إلى مطارات يمنية وتمارس نفس العدوان، بل ستكون بوتيرة أشد فتكاً وضرراً بالشعب اليمني؛ لأن النظام السعودي سيخفف من الحرج الذي يمارس عليه بسبب عدوانه، لأنه أصبح يقتل اليمنيين ويدمر اليمنيين من داخل اليمن، وهو ما كان يريده لولا تدخل الجيش واللجان في بداية العدوان وطرد مرتزقته من عدن، مما اضطره للتدخل بشكل مباشر. وأضاف أن هناك ما يساعد العدوان على مخططه، فالعملاء الذين التقطوا الصور من داخل غرف العمليات في الرياض، لن يخجلوا من التقاطها على ظهور الدبابات الأجنبية في الأراضي اليمنية. وتابع: لأننا أمام عدو يعيش حالة من الترف والثراء الفاحش والتخلف، فإنه سيتلذذ بقتل اليمنيين واقتتالهم، ولن يتحرج من ذلك ولو استمر عشرات السنين، لأنه أصبح يقتل اليمنيين من داخل بلادهم، ولكن بنفس أدوات العدوان ومرتزقته. لذلك، وبعد هذا التغير الذي طرأ في الميدان، كان من الضروري تغيير استراتيجية الحرب، والعمل على تعزيز خيارات يمكن من خلالها ضرب رأس الشر ومصدر الخطر الذي لن يبالي باقتتال اليمنيين وتدمير كل شيء في البلاد. وأكد رئيس المجلس السياسي لأنصار الله، أن كل ما يحصل من تغيير لاستراتيجية الحرب وانكفاء الجيش واللجان الشعبية من بعض مناطق الجنوب يأتي في سياق الاستعداد للدخول في خيارات قوية ومؤلمة لرأس الأفعى ليتجرع آل سعود ما جرعوه شعبنا اليمني، ويمكن من خلالها ردع العدوان وزجره ودفع خطره عن الشعب اليمني. وأوضح الصماد، أن على الجميع أن يطمئنوا وأن الحرب الحقيقية مع العدوان لم تبدأ بعد، وأن أيامه القادمة ستكون سوداء قاتمة. وجدد تأكيده بأن على أبناء شعبنا اليمني أن يكونوا بمستوى الأحداث، وأن لا يصغوا لما يتردد عبر وسائل إعلام العدو، ويروج له ضعاف النفوس، موضحاً أن الأيام القادمة ستكشف للجميع أن كل ما حصل كان ضرورة لتفويت الفرصة على ما يخطط له العدوان والتحرك في مسارات لضرب رأس الأفعى. وشدد بأن الهزيمة لاوجود لها في قاموس الشعب اليمني، وأنه لا خيار أمام الشعب إلا النصر، وأن النظام السعودي أفرط في عدوانه، واغتر بحلم شعبنا اليمني، وركن إلى إمكانياته الهائلة، ودعم أسياده الأمريكان، وتواطؤ العالم معه ودناءة مرتزقته.. وستكشف الأيام القادمة أن النظام السعودي حكم على نفسه بالهلاك؛ لأنه ربط مصيره بمصير شعب يعشق الشهادة، ولاوجود للهزيمة والاستكانة في قواميسه.. واختتم مقاله بالقول: "إذا لم يكن إلا الأسنة مركباً.. فما حيلة المضطر إلا ركوبها"..