كل ما سمعته عن الحوثي أنه يعشق خط اللعنات على الجدران، وحين آوى إلى الكهف زحف الجنود مرددين "الوحدة أو الموت"، الوحدة ماتت مصلوبة على الأشجار و الجدران، والموتُ وحده صار "حيّاً يرزق" ويمشي على الأقدام، صعدة سكنت شمال الشمال من قلبي وصفحات على الفيسبوك وصديقٌ منها يعشق الأمن والرمّان، في صعدة وحدهم "الأموات" يلقون السلام على "الأحياء"، وفي "عاهِم" يتساءلون: "أما زلتم في غيِّكم تعمهون" الحوثي ليس أنا.. أبحرتُ بين سطور السيرةُ العظمى وَجَدتُني مسلماً، وحين التقى المسلمون سراً في "دار الأرقم" اتفقوا على إطلاق اللحية وحلق الشارب كي يتعرف بعضهم على بعض في الأسواق والمجالس ماعدا أنا كنتُ حليقاً ومازلت، "إنما الأعمال بالنيات.." ولم تكن هجرتي للثورة لامرأةٍ أنكحها، وفي المدينةِ لم أحمل السلاح ضد "ابن أبي"، لكني لم أرتدْ لعبادةِ الأصنام، وتبسمتُ لاحقاً لدهاءِ "ابن العاص" في روايةِ "الخاتم"، كما أني لم أجدْ سيفي في موقعة "الجمل" كون أبي لم يعلمني الرماية وركوب الثورة الحوثي ليس أنا..هي ليست تهمة ملصقة على وجهي هي فقط حجر تُرمَى -عادةً- من الخلف على مؤخرة الرؤوس والأصواتِ الخارجة عن الطاعة، اقتربتُ في الماضي من الشجرة وطردتُ من الجنة بأمرٍ من الله وهبطتُ إلى الدنيا، فلا داعي لطردي من الدنيا بأمرٍ من أوصياء الله، أنا منذ ولدتُ مسلماً وليس شرطاً أني نطقتُ الشهادتين في تلك اليوم، يكفي أذان أبي في أذني اليمنى، والسماء اليوم ما عادت تهتم بأهلِ الأرض، وأمريكا التي تقول للشئ "كن" لم تأمر باعتناق دينٍ جديد، وجبريل لم يعد قادراً على حملِ رسالةٌ أخرى، الحوثي ليس أنا..أنا من "أنصار الشريعة"، شريعة الحب التي تجعلني أتسلل خفية إلى الحديقة المجاورة للجامع مرتدياً لباساً أحمر -في عيد الحب- للقيام بعملية حبٍ كبيرة مع فتاة مكتملة الحسن تماماً ك "حور الجنة"، أيضاً أنا لست حلقة مفرغة في جماعةٍ تقليدية متكئة على وسادة الدين وفرش المشاعر، كما أني لستُ مسجوناً بأغلالِ القبلية، أنا في الطريق المخالف لأفكار الشيخ "ذو النطاقين" ولست كائناً من المُشاةِ أنا مستعد للسير مع حبيبتي "يدأً بيد" في مظاهرة "الشعب.."، وفي سيري البطئ من مظاهرةٍ طويلة أعود إلى "مرقص الديسكو" الذي "..يريد إسقاط النظام" أنا صاحب الهوية الرومانسية واقعٌ في شباك السائحة الشقراء التي تتردد على المطعم وان همس في أذني أحدهم بأنها "أمريكية" وقيل "يهودية".