في حرب لاتنسى في التاريخ العربي ؛ يتناقلها الصغار والكبير وانتشرت واشتهرت على شاشات التلفاز ... انها حرب البسوس (ابو ليلى المهلهل الزير سالم ... نموذج للصلف والكبرياء والحمق والطيش يظهر في احد المشاهد وتتجلى العنجهية بابشع صورها ... لقد ارسل الحارث ابن عباد ابنه الى الزير سالم لكي يصلح بين العرب ويوقف الحرب التي دمرت الاهل وفرقت بين الاخوان .. فلما عرض على الزير الامر ...رسول الحارث ابن عباد يبلغ الزير انه يريد انهاء الحرب وانك لو اردت ان تقتل ابني باخيك فاقتله ؛ هنا تاتي الغطرسة والعنجهية التي نتحدث عنها...الزير يقتل الجبير ابن الحارث بن عباد ويقول بل بشسع نعل كليب !!! في غرور وصلف وكبرياء ... وكانت هذه الكلمة هي من اشعل حرب اخرى ابشع من التي قبلها وكان اخرها كسر ظهر المتغطرس الزير سالم ... ماذكرناه سابقا ليس سردا تاريخيا وليس رغبة مني في الحديث عن حكايات المسلسلات ولكن كما يقال التاريخ يعيد نفسه ... فابناء اليمن اليوم يعيشون في توتر وقلق ؛ العقلاء يعرضون السلام ... ويطرحون خيارات مختلفة للخروج من الازمة ... ان يتنازل الاطراف المتخامة والمتصارعة في صنعاء عن بعض من اشتراطاتهم .. وان يتخلوا عن بعض غرورهم من اجل مصلحة الوطن ... لان البديل عن السلام هو الحرب ... والبديل عن البناء هو الدمار والخراب .. لانريد ان ترتكب اي حماقات في هذه المرحلة ...لابد ان نسمع اصوات العقلاء تتعالى وتتنادى ... لابد ان نسمع اصوات الاكاديميين والمثقفين وان يقفوا صفا واحدا ليقولوا لا والف لا للغطرسة التي نراها من قبل فلان او علان كائنا من كان ... ان لم نستجيب لصوت العقل فالعواقب وخيمة ؛ وخصوصا في اليمن ؛ فاليمن قنبلة لو انفجرت لما تلملمت ولما استقرت ... اليمن تحري في احضانها كل عوامل السقوط المدوي وكل عوامل دوام الصراع ... اليمن تحوي ... الجهل ... التخلف ... الفقر ...السلاح .. الطوائف ... الاحزاب ... القبائل .. شمال جنوب ... وكل هذه المكونات كفيلة بدمار كل لبنة وكل طوبة موجودة على الارض اليمنية فلنحذر من هذا التعنت التي ربما يفخر به البعض ويشعر بالارتياح يوم يرى فلان يصرح ويستفز وفلان يرد ويستفز والمواطن ضحية بين هذا وذاك ... فهؤلاء سيغادرون سيرحلون سيتركون الوطن خلف ظهورهم عند سماعهم اول طلقة نارية تخرج من فوهة بندقية ... العقلاء من ابناء اليمن مطالبون بالالتفاف ورص الصفوف لمجابهة هذه المواقف المتشنجة وحلحلت الامور بالعقل والحكمة قبل فوات الاوان .... حفظ الله البلاد والعباد
