شركة الغاز توضح حول احتياجات مختلف القطاعات من مادة الغاز    التصعيد العسكري بين الهند وباكستان يثير مخاوف دول المنطقة    التصعيد العسكري بين الهند وباكستان يثير مخاوف دول المنطقة    كهرباء تجارية تدخل الخدمة في عدن والوزارة تصفها بأنها غير قانونية    استشهاد امرأة وطفلها بقصف مرتزقة العدوان في الحديدة    الحكومة: الحوثيون دمّروا الطائرات عمدًا بعد رفضهم نقلها إلى مطار آمن    مجزرة مروعة.. 25 شهيدًا بقصف مطعم وسوق شعبي بمدينة غزة    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الحاج علي الأهدل    صنعاء تكشف قرب إعادة تشغيل مطار صنعاء    وزير النقل : نعمل على إعادة جاهزية مطار صنعاء وميناء الحديدة    بيان مهم للقوات المسلحة عن عدد من العمليات العسكرية    سيول الأمطار تغمر مدرسة وعددًا من المنازل في مدينة إب    الأتباع يشبهون بن حبريش بالامام البخاري (توثيق)    الاتحاد الأوروبي يجدد دعوته لرفع الحصار عن قطاع غزة    الصاروخ PL-15 كل ما تريد معرفته عن هدية التنين الصيني لباكستان    صنعاء .. هيئة التأمينات والمعاشات تعلن صرف النصف الأول من معاش فبراير 2021 للمتقاعدين المدنيين    صنعاء .. الصحة تعلن حصيلة جديدة لضحايا استهداف الغارات على ثلاث محافظات    وزير الشباب والقائم بأعمال محافظة تعز يتفقدان أنشطة الدورات الصيفية    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على بوينغ    خبير دولي يحذر من كارثة تهدد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي    الزمالك المصري يفسخ عقد مدربه البرتغالي بيسيرو    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    الجنوب.. معاناة إنسانية في ظل ازمة اقتصادية وهروب المسئولين    اليوم انطلاق منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الثانية لكرة السلة    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الاربعاء 7 مايو/آيار2025    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    عشرات القتلى والجرحى بقصف متبادل وباكستان تعلن إسقاط 5 مقاتلات هندية    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    إقالة بن مبارك تستوجب دستوريا تشكيل حكومة جديدة    مكون التغيير والتحرير يعمل على تفعيل لجانه في حضرموت    في الدوري السعودي:"كلاسيكو" مفترق طرق يجمع النصر والاتحاد .. والرائد "يتربص" بالهلال    بذكريات سيميوني.. رونالدو يضع بنزيما في دائرة الانتقام    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    تتويج فريق الأهلي ببطولة الدوري السعودي للمحترفين الإلكتروني eSPL    طالبات هندسة بجامعة صنعاء يبتكرن آلة انتاج مذهلة ..(صورة)    بين البصر والبصيرة… مأساة وطن..!!    التكتل الوطني: القصف الإسرائيلي على اليمن انتهاك للسيادة والحوثي شريك في الخراب    بامحيمود: نؤيد المطالب المشروعة لأبناء حضرموت ونرفض أي مشاريع خارجة عن الثوابت    الرئيس المشاط: هذا ما ابلغنا به الامريكي؟ ما سيحدث ب «زيارة ترامب»!    النفط يرتفع أكثر من 1 بالمائة رغم المخاوف بشأن فائض المعروض    الوزير الزعوري: الحرب تسببت في انهيار العملة وتدهور الخدمات.. والحل يبدأ بفك الارتباط الاقتصادي بين صنعاء وعدن    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    أكاديميي جامعات جنوب يطالبون التحالف بالضغط لصرف رواتبهم وتحسين معيشتهم    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    انقطاع الكهرباء يتسبب بوفاة زوجين في عدن    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس الجمهورية يوجه خطابا هاماً حول التطورات في اليمن بمناسبة العيد ال 49 لثورة ال 14 من أكتوبر
نشر في يمن برس يوم 13 - 10 - 2012

وجه الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية خطابا إلى جماهير شعبنا اليمني مساء اليوم بمناسبة العيد ال 49 لثورة ال 14 من أكتوبر المجيدة.
فيما يلي نصها :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم. الإخوة المواطنون الكرام.. يا صناع فجر الثورة اليمنية الخالدة.. يسعدني أن أخاطبكم في مناسبة عزيزة غالية علينا جميعاً، ممثلة في العيد التاسع والأربعين لثورة 14 أكتوبر الخالدة، الذي يأتي بعد نحو ثلاثة أسابيع فقط من احتفالنا بالعيد الذهبي لثورة 26 سبتمبر المجيدة، لتستمر بذلك فعاليات احتفالاتنا بالثورة اليمنية المترابطة الحلقات والنضالات.
وبهذه المناسبة الخالدة، أتقدم لجميع أبناء الشعب اليمني بأطيب التهاني والتبريكات، داعيا الله -عز وجل- أن تتجدد الاحتفالات بهذه المناسبة المجيدة في السنوات المقبلة، وقد تحقق لشعبنا ووطننا ما يصبو إليه من تنمية واستقرار ونماء.
الإخوة المواطنون الأعزاء..
لقد كللت ثورة 14 أكتوبر، التي انطلقت وثابةً عارمة في 1963م من جبال ردفان، نضالات طويلة شاقة وباسلة خاضها الشعب اليمني، منذ أن وضع الاستعمار البريطاني أولى خطواته في شواطئ عدن في العام 1839م، ورسمت في نهاية المطاف، بدماء الشهداء الطاهرة، وبعرق وشجاعة المناضلين وتضحياتهم وبسالتهم، فجر الاستقلال الذي أطل رائعا في الثلاثين من نوفمبر 1967م.
إن ثورة 14 أكتوبر هي أحد أهم الأحداث التي شهدها اليمن في تاريخه الحديث قاطبة، بل إنها من كبريات ثورات التحرر الوطني في العالم أجمع، حيث كان لها تأثيرها العميق في تغيير موازين القوى في العالم، ومثلت نهاية للحقبة الاستعمارية.
ونحن إذ نحتفل بذكرى هذه الثورة الشعبية الخالدة، فإننا نحتفل بالمآثر العظيمة التي سجلها أبطال النضال اليمني التحرري على مدى 129 عاماً زخرت بمقاومة رجال القبائل والفلاحين والعمال والطلاب للغزاة، واحتشدت بالثورات والانتفاضات المناهضة للاستعمار في مختلف مناطق اليمن المحتل، حتى تتوجت باندلاع ثورة 14 أكتوبر التي أشعلت الكفاح المسلح، ووسعت جبهة النضال ضد الاستعمار، وسطرت أروع ملاحم البطولة والفداء، في مواجهة أكبر آلة حرب استعمارية في العالم آنذاك.
وستبقى ذكرى هذه الثورة حية في نفوس وضمائر وعقول الأجيال اليمنية، تمنحهم الفخر بما تم تحقيقه في سبيل الحرية والاستقلال، وتعزز ثقتهم بالنفس، وإيمانهم بقدرة شبعنا على تحقيق ما يصبو إليه من أهداف وطموحات مهما كبرت التحديات.
ونجدد العهد بأننا سنظل سائرين على درب الثورة اليمنية، متمسكين بمبادئها وأهدافها، أوفياء لدماء وتضحيات شهدائها وأبطالها.
الإخوة المواطنون..
الأخوات المواطنات..
إن احتفالاتنا بالعيد ال49 لثورة ال14 من أكتوبر قد جاءت بعد أن تحققت العديد من النجاحات وبعد أن مثلت التسوية السياسية المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية مخرجاً سليماً لليمن من أزمته وتهيأت لبلادنا مرحلة جديدة بعد أن قال شعبنا كلمته الفاصلة عبر صناديق الاقتراع في انتخابات 21 فبراير التي مثلت علامة فاصلة ومحطة وطنية تاريخية هامة عبرت باليمن من النفق المظلم إلى آفاق أكثر إشراقاً وأمناً واستقراراً، وجسدت الحل المتفق عليه وطنياً والمدعوم إقليماً ودولياً للخروج باليمن من أخطر الأزمات التي كادت أن تفتك به وتدفعه إلى التشرذم والتشظية، فكان الانتقال التدريجي نحو المستقبل من خلال فترة الانتقال التاريخية بدلاً عن التراجع والانحدار إلى أتون الماضي المظلم الذي كان يطل برأسه ويحاول أن يستدعي محركاته ومعوقاته الرجعية المتخلفة..ولكنه اصطدم بالإرادة الشعبية الضاغطة التي انتصرت للحرية والتغيير.
ولم يكن أمامنا وأمام شعبنا سوى الإمساك بمقود الأوضاع الملتهبة والسير إلى الأمام مهما كانت التحديات، حفاظاً على وطن موحد ديمقراطي يكفل لجميع المواطنين حقوق الإسهام في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وصوناً لمكاسب ثورة الشباب السلمية وطموحاتهم المشروعة في التغيير والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
فالشباب هم نواة التغيير، ونحن ننظر إلى مطالبهم وطموحاتهم باهتمام كبير بما يلبي توقهم إلى المستقبل المشرق ليمن جديد قائم على الدولة المدنية الحديثة وعلى المساواة والعدالة الاجتماعية.. ولا شك بأننا جميعاً نؤمن بأن مسيرة التغيير التي فجرها شبابنا وانتصر لها جاءت لتعيد للنظام الوطني أصالته وللدستور والقانون مكانته وقيمته وحرمته كما نؤمن بأن التغيير بدأ يحقق ثماره وبدأنا فعلاً ننتقل إلى ترسيخ سيادة الشعب وإقامة دولة النظام والقانون والمؤسسات التي تصون الوحدة الوطنية وتكرس قيم التآزر والتسامح وكل ما يبلور مضامين وأهداف ثورة التغيير بإبعادها الوطنية والإنسانية الحقيقية.

الإخوة المواطنون..
لقد اجتزنا - بحمد الله تعالى- الكثير من الأخطار والتحديات وقادرون اليوم وبإرادة شعبنا الجبارة وبمساعدة ودعم الأشقاء والأصدقاء على استكمال الطريق والسير بالوطن إلى بر الأمان وبناء اليمن الجديد.
وأستطيع التأكيد أن اليمن اليوم بفضل الله تعالى وإرادة الشعب وحكمائه السياسيين وتفاعلهم مع جهود الأشقاء والأصدقاء قد اجتاز النفق الرابض على فوهة الانفجار..ومهما حاول البعض أن يعرقل مسيرة الشعب وأن يمثل حجر عثرة في الطريق إلاّ أن اليمن قد أفلتت من مخالب الأمزجة الفردية والشخصية، وتقدمت كثيراً في استعادة هويتها الشرعية والدستورية وسنواصل المضي قدماً بإيمان عميق وقوي بالمصلحة الوطنية العليا دون المصالح الضيقة واثقين من عظمة إرادة شعبنا وحكمة النخب السياسية والفكرية الاجتماعية والطاقة الخلاقة للشباب ودعم المجتمع الإقليمي والدولي بالعبور وتخطي العقبات..والانتصار للوطن الموحد الديمقراطي الآمن والمستقر.

الإخوة المواطنون..
نشكر لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار التي تبذل جهوداً وطنية كبيرة وحققت خطوات مهمة في سياق خارطة عملها، رغم أن مهامها معقدة وشائكة.. ونشد على أيدي أعضائها مواصلة عملها بتفان وإخلاص وبما يعيد
الثقة واللحمة في أوساط القوات المسلحة والأمن وصولاً إلى إعادة توحيد
وهيكلة القوات المسلحة والأمن بصورة كاملة..وندعو جميع الأطراف إلى التعاون الصادق مع هذه اللجنة حتى إنجاز كامل مهامها وأهدافها المرسومة.
الإخوة المواطنون..
الأخوات المواطنات..
إن الظروف الاستثنائية التي يمر بها وطننا من أجل إنجاز المهام المرحلية المهمة التي تخرجه من أشداق أزماته العاصفة تتطلب رص الصفوف لكل القوى الوطنية السياسية والشعبية في جبهة واحدة من اجل استكمال إنهاء كل مظاهر التوتر السياسي والأمني وخلق مناخات ملائمة لتواصل التسوية دوران عجلتها ويواصل ركب التغيير سيره إلى الأمام، من خلال الخطوات والقرارات التي نتخذها لإنهاء الانقسام الحاد في القوات المسلحة والأمن وإعادة هيكلة هذه المؤسسة الوطنية
الدفاعية والأمنية ليكون ولاؤها لله والوطن والشعب وليس لأي فرد أو أسرة أو حزب والعمل على تحقيق تكامل هذه المؤسسة الوطنية تحت قيادة وطنية مهنية واحدة موحدة في إطار النظام والقانون، ووفقاً لروح دستور الجمهورية اليمنية ومضامين المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المتفق عليها من جميع الأطراف السياسية.
هذه هي المسالك العملية التي يمكن أن تقودنا إلى فضاء الحوار الوطني الشامل وإنجاحه، والذي نريد له أن يضع أسس بناء اليمن الجديد من خلال مشاركة الجميع ودون أن نستثني أحداً من اليمنيين في الداخل أو الخارج ولا أن نحجر التعبير عن أي رأي أو موقف في بحث ومناقشة صياغة الدستور الجديد للبلاد، ومعالجة هيكل الدولة والاتفاق على شكل النظام السياسي للبلد وبحث القضية الجنوبية وإيجاد حل وطني حقيقي وعادل لها والوقوف أمام القضايا الوطنية الأخرى ومنها أسباب التوتر في صعدة، فضلاً عن إصلاح القضاء والخدمة المدنية وتحقيق المصالحة الوطنية وتحقيق العدالة الانتقالية وإرساء خطط وبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، والمضي خطوات متقدمة نحو البناء الديمقراطي المتكامل.
وفي سياق جهودنا لإنجاح هذا المؤتمر فقد حرصنا حرصاً شديداً على مشاركة كل القوى والفعاليات الوطنية في لجنة الحوار واللجنة الفنية بما فيها الشباب والحراك الجنوبي والحوثيين والمعارضة في الخارج وسائر الأحزاب وممثلي منظمات المجتمع المدني والقطاع النسائي لتحقيق أوسع مشاركة سياسية تشهدها اليمن في تاريخها المعاصر.
الإخوة المواطنون..
لقد استطاعت قواتنا المسلحة والأمن أن تحقق انتصارات مهمة على عناصر القاعدة وما يسمى بأنصار الشريعة في أبين وشبوة وغيرها من خلال تلك الملاحم البطولية المشرفة التي سطرتها خلال المواجهات..وهي اليوم تواصل توجيه ضربات موجعة لهذه الجماعات الإرهابية المأفونة في أي مكان تتواجد فيه وسنواصل التعامل بحزم مع هذه الشراذم حتى نستأصلها تماماً من كل تراب وطننا الحبيب ونكفل استتباب الأمن والاستقرار والطمأنينة للموطنين.
الإخوة المواطنون..
الأخوات المواطنات..
نوجه حكومة الوفاق بأن تواصل تحقيق استقرار وتقدم الاقتصاد والتنمية والتركيز قبل كل شيء على تلبية الاحتياجات الفورية للمواطنين وحشد كل الطاقات والإمكانات المتاحة لتحسين مستوى الإنتاج وإتباع سياسة مبادئ الحكم الرشيد وترشيد الانفاق والشفافية والمساءلة والحد من الاستهلاك الترفي، وتثبيت الأسعار ومراقبتها وتنمية الموارد والاستفادة القصوى من الثروات النفطية والمعدنية والسمكية والزراعية والحيوانية والصناعية وضمان أداء الحكومة والسلطة المحلية على نحو منظم وفاعل يحقق تفاعل جميع القطاعات العام والخاص والمختلط في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والتنموي.
كما نحث الحكومة على مزيد من الاهتمام بإخواننا وأبنائنا المغتربين في المهجر وتقديم الرعاية المطلوبة لهم والتسهيلات الكافية ليسهموا في بناء اليمن الجديد.
إن شعبنا اليمني العظيم قد شبَّ عن الطوق وتعلم الكثير من أزماته واكتسب خبرات نضالية متراكمة تؤهله للخروج من هذه الظروف العصيبة ولذلك فنحن نثق بهذا الشعب المكافح لتجاوز إفرازات وسلبيات الماضي المتراكمة والموروثة منذ عقود طويلة، وهو ما يتطلب مشاركة جميع الأطراف، كما يتطلب إخلاص النوايا ومراجعة الذات والكف عن العبث والنزول عند مشيئة وإرادة الشعب في التغيير وصدق التوجه نحو المستقبل.
الإخوة والأخوات..
تعلمون حقيقة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها وطننا نتيجة عوامل عدة أهمها أحداث العام الماضي وما ترافق معها من انهيار البنية التحتية وارتفاع كلفة مواجهة الإرهاب وتخريب أنابيب النفط والغاز ومضاعفة أعداد النازحين بين المحافظات، وبالتالي تفاقمت الأوضاع الاقتصادية والإنسانية والمعيشية للسكان بصورة حادة.

وزاد من سوء الأوضاع، تجميد معظم مشاريع البرنامج الاستثماري العام للدولة، وتعليق كثير من المانحين للقروض والمساعدات الخارجية.
ومن أجل التصدي لهذه التحديات تبنت القيادة السياسية والحكومة برنامجاً للنهوض التنموي والاقتصادي للمرحلة الانتقالية استطاع، في وقت قصير، أن
يعيد بعض الاستقرار المنشود للبلاد وأن يوقف النزيف في الموارد الاقتصادية ويضع اليمن على بوابة التنمية الحقيقية ويعيد الثقة في مؤسسات الدولة.
وقد حظيت المشكلة الاقتصادية بقسط وافر من المباحثات والنقاش خلال جولتنا الخارجية الأخيرة والتي أثمرت نتائج طيبة ستنعكس إيجابا على تحسين الوضع الاقتصادي في الفترة القادمة، ومنها حشد موارد مالية تصل إلى 1,5 مليار دولار في مؤتمر أصدقاء اليمن في نيويورك تضاف إلى 6,4 مليار دولار تعهد بها المانحون في مؤتمر الرياض، كما تم الاتفاق على تعديل أسعار بيع الغاز اليمني لتتضاعف موارده العام القادم إلى حوالي 500 مليون دولار.
لقد لمسنا من الأشقاء والأصدقاء حماساً وتفاعلاً جيداً لدعم البرنامج الانتقالي للتنمية والاستقرار 2012-2014م، وبرنامج الإنعاش الاقتصادي متوسط المدى.
ونعتبر أن النتائج المتميزة التي خرج بها المؤتمران تدشينا لمرحلة جديدة من الشراكة المثمرة والعمل المشترك بين اليمن والمجتمع الدولي قائمة على الشفافية والإصلاحات ومحاربة الفساد والوفاء بالالتزامات المتبادلة.ولا شك أن هذه التعهدات المعلنة سيكون لها آثار اجتماعية واقتصادية كبيرة في توفير فرص العمل للشباب والتخفيف من الفقر والبطالة وتطوير البنى التحتية والارتقاء بوضع الخدمات بشكل عام.
ولهذا وجهنا الحكومة بتبني مسار سريع لاستيعاب المساعدات الخارجية يقوم على آليات عمل أكثر كفاءة وسرعة لتنفيذ وتمويل المشروعات الممولة خارجياً، ويرتكز المسار على حزمة منتقاة من السياسات والإجراءات ذات الأولوية بهدف تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، وخلق فرص التشغيل، وتعزيز الحكم الرشيد وفرض سيادة القانون وحماية حقوق الإنسان.
وبهذه المناسبة نثمن عاليا دور الأشقاء في المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ومساندته السخية ودعمه الكبير لإخوانه في اليمن لتجاوز الظروف الراهنة التي أفرزتها تداعيات الأحداث الماضية، كما نثمن عاليا دور الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي وكل شركاء اليمن في التنمية من الدول والمنظمات المانحة على مساندتهم للشعب اليمني في الجوانب السياسية والتنموية والإنسانية.
وفي الوقت الذي نتطلع فيه إلى أن تسرع الدول والمنظمات بتخصيص تعهداتها المالية خلال الأشهر القادمة، فإننا نأمل أن تتدفق الاستثمارات الوطنية والخارجية على اليمن في الفترة القادمة باعتبارها عاملاً أساسياً لتحقيق الاستقرار من خلال توفير فرص عمل للعاطلين ورفع مستوى معيشة المواطنين وتنشيط قنوات التنمية في مختلف المجالات، وستجد كل الشركات الرعاية والاهتمام وتذليل كافة العقبات وسنقدم كافة التسهيلات اللازمة لإقامة المشاريع، فاليمن بلد استثماري واعد ويمتلك ثروات كبيرة تتطلب استغلالها بما يعود بالفائدة المشتركة على الشعب اليمني والمستثمرين.
والأمل كبير في أن يبدأ الرأسمال الوطني في زيادة وتوسيع استثماراته حتى يكون قدوة ونموذجا للرأسمال العربي والأجنبي، كما نتطلع إلى دور إيجابي لمنظمات المجتمع المدني في دفع عجلة التنمية وإقامة شراكة حقيقية مع الدولة والحكومة في مختلف المجالات.

الإخوة والأخوات..
لا يسعني إلا أن أعرب عن الامتنان والشكر الجزيل للأشقاء والأصدقاء ونخص بالذكر دول مجلس التعاون الخليجي وفي الطليعة المملكة العربية السعودية الشقيقة على مواقفهم المشرفة والداعمة لليمن والمساندة للشعب اليمني للخروج من أزمته وكذلك الدول الصديقة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي الذين يقدموا كل الرعاية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية سيراً نحو كامل أهداف التسوية السياسية التي تلتقي مع أهداف مطالب الشباب السلمية ومصالح وأهداف الشعب اليمني بصورة عامة.
كما أعرب عن الارتياح للتنامي الحاصل والمستمر في علاقات بلادنا مع محيطها الإقليمي والدولي ونؤكد بأننا سنولي مزيداً من الاهتمام لهذه العلاقات وسبل تطويرها وتعزيز التعاون المشترك مع هذه الدول الصديقة والشقيقة وسنظل نقدر الدور العظيم لدول مجلس التعاون الخليجي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ودول الاتحاد الأوروبي في معالجة الأزمة وتجنيب اليمن ويلات الحرب والاقتتال، ونقدر حرصهم المستمر على مساعدتنا والتزامهم الكامل نحو عملية الانتقال السياسي السلمي، ولا نزال ننتظر منهم المزيد لدعم خطوات وقرارات التغيير التي يعبر باليمن بعيداً عن أية احتمالات للانتكاس أو الارتكاس.. وهم يدركون يقيناً بأن أمن واستقرار اليمن يعد شأناً إستراتيجيا لدول المنطقة والعالم.. وإننا لعلى ثقة بمواقفهم الداعمة لبلادنا..ونثق ثقة تامة بان التعاون الأهم بين اليمن والدول الشقيقة والصديقة سيكون عنواناً بارزاً للعملية الانتقالية في مرحلتها الثانية سواء لمواجهة إفرازات الأزمة أو لدعم عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.. التي تم ترجمة هذه المواقف عملياً في مؤتمر المانحين الذي عقد بالرياض مطلع سبتمبر الماضي وكذا مؤتمر أصدقاء اليمن في نيويورك الذي عكس موقفاً داعماً لليمن من قبل الأشقاء، والأصدقاء والمؤسسات والصناديق والمنظمات المالية.

الإخوة المواطنون..
في هذه المناسبة الوطنية العظيمة نحيي بحرارة وإجلال الدور النضالي الكبير لأبطال القوات المسلحة والأمن، وتضحياتهم الجسيمة في سبيل حماية الوطن واستقراره، وصون الشرعية الدستورية.. وكلنا ثقة بأن هذه المؤسسة الوطنية الدفاعية والأمنية، ستظل مؤسسة الوطن والشعب، من أجل حمايته وحماية خياراته.
فلكم التحية أيها الإبطال في كل مواقع الشرف والبطولة والفداء ولكم التهاني القلبية الحارة ولكم كل العرفان والمحبة والوفاء.
أكرر التهاني الخالصة لكل أبناء شعبنا..وأسال الله جل شأنه أن يسدد خطانا على درب التغيير والأمن والاستقرار.. فهو نعم المولى ونعم النصير.
الرحمة والغفران لشهداء الثورة اليمنية الأبرار.. والتقدم والازدهار للوطن والشعب..
وكل عام والجميع بخير..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
*سبأ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.