لوحظ مؤخراً الاختفاء التدريجي لشعارات جماعة الحوثي سواءً في العاصمة صنعاء أو في المناطق الأخرى، حيث يؤكد الكثير من الشهود أن تركيز عناصر الحوثي على ترديد الشعار وطبعه على الجدران بدأ يقل تدريجيا. وبدا ذلك واضحاً أثناء تشييع جنازة الشهيد عبد الكريم جدبان في العاصمة صنعاء الثلاثاء الماضي، حيث لم يرفع المشيعون رغم أنهم بالآلاف أي شعار من شعاراتهم، رغم أنهم لا يتركون مناسبة من مناسباتهم سواءً كانت احتفالاً أو عزاءً إلا ورفعوا الشعارات وملأوا الجو صراخاً. مراقبون أكدوا وجود ارتباط وثيق بين الأجندة الإيرانية وجماعة الحوثي المسلحة في اليمن، وبعد توصل إيران إلى صيغة اتفاق مع القوى الدولية وعلى رأسها أمريكا حول برنامج إيران النووي بدأت العلاقات تتطبع فيما بين إيرانوأمريكا، وهذا ألقى بظلاله على سلوك جماعة الحوثي، التي يبدو أنها تتجه نحو الكف عن الصراخ في وجه أمريكا. جماعة الحوثي لطالما وارت حماقتها ومشروعها الطائفي تجاه الشعب وراء عباءة العداوة لأمريكا التي لم تتعرض لها ولا لمصالحها جماعة الحوثي بأي أذى منذ ظهور الحركة. وكان السفير الأمريكي بصنعاء قد أوضح أن شعارات الحوثي ما هي إلا أقوال وليست أفعال، وأنها لا تؤذي أمريكا، في حين أجرى ممثل الحوثيين في رئاسة الحوار صالح هبرة لقاءاً مع أحد مسئولي السفارة الأمريكية في قوت سابق. مصادر أكدت أن إيران وجهت الحوثيين في اليمن بالتوقف عن رفع أي شعارات معادية للولايات المتحدةالأمريكية خاصة بعد التقارب بين طهران وواشنطن وهو الأمر الذي حاول قادة الحركة الحوثية إنكار ذلك. ما بين الموت لأمريكا والموت لدماج يتزامن انقشاع الزيف عن وجه جماعة الحوثي المسلحة مع قيامها بشن حرب دامية على أهالي منطقة دماج، مستخدمةً فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مما تسبب في مقتل أكثر من العشرات معظمهم أطفال ونساء. وتغيرت نغمة الحوثي فبدلاً من اتهام المخالفين له في صعدة وخارجها بالعمالة للأمريكا وإسرائيل، تحول للقول بأنه يخوض حرباً لطرد الأجانب من دماج، في الوقت الذي أكدت مصادر وجود خبراء إيرانيين ومن حزب الله يقومون بتدريب عناصر الحوثي على الأساليب القتالية وعلى استخدام الصواريخ والأسلحة التي حصلت عليها الجماعة بتواطئ من قبل رموز النظام السابق. - صور لأخر مسيرة كانت للحوثيين في العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة، حيث خلت من شعارات الموت لأمريكا الموت لإسرائيل
