قال الناطق الرسمي بإسم الجيش العقيد سعيد الفقيه أن القوات المسلحة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء الاستفزازات والاعتداءات التي تتعرض لها وحدات الجيش من قبل الجماعات المسلحة سواء في عمران أو الضالع أو أي محافظة أخرى. وأضاف الفقيه في أول ظهور إعلامي له منذ تعيينه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده صباح اليوم بأن القوات المسلحة لن تقف مكتوفة الأيدي وسوف تواجه تلك الاستفزازات والاعتداءات بكل قوة وحسم وصلابة، متمنياً أن يكون الجميع مدرك لهذا الأمر. وأوضح بأنه تم خلال الفترة الماضية بعد أن بدأت القوات المسلحة والأمن في التعافي تحقيق الكثير من الإنجازات، أهمها باقتلاع الإمارات التي أنشأها الواهمون من الإرهابيين في محافظتي أبينوشبوة وغيرها من المحافظات الأخرى عام 2012م, مشيراً إلى أن القوات المسلحة تخوض حالياً معركة متواصلة ضد الإرهاب في محافظتي أبين وشبوه بعد أن بات خطرها يهدد أمن الوطن والمنطقة ودول الإقليم العربي المجاور. وأشار إلى أنه سقط من تنظيم القاعدة خلال المواجهات الأخيرة مع الجيش والأمن واللجان الشعبية في أبينوشبوة ما يقرب من 500 قتيل وعشرات الجرحى، في حين تم القبض على 39 من تلك العناصر، مشيراً إلى أن هناك عشرات من قتلى القاعدة غير معروفة الهوية دفنتها القاعدة في قبور جماعية.
وأوضح بأن عدد الشهداء من منتسبي الوحدات العسكرية التي شاركت في عملية الحرب ضد القاعدة منذ بدء العملية العسكرية 40 شهيدا و 100 جريح .
ولفت إلى أن الحملة العسكرية اقتلعت وأزالت معسكرات ومراكز تدريب ومعاقل الإرهابيين في مديرية المحفد بأبين وعدد من مديريات محافظة شبوة بعد أن بقيت مأوى لهم حوالي أربع سنوات, حيث توافد إلى هذه المناطق والمعسكرات أعداد كبيرة من الأجانب الذين اعتقدوا بأن اليمن يمكن أن تكون حاضنة للإرهابيين ومشاريعهم التوسعية الخبيثة بما تشكله من أخطار على اليمن والدول المجاورة والعالم بشكل عام.
وقال الفقيه «لقد أخفقوا في خططهم ونواياهم لأن اليمن تاريخياً هي مقبرة للطامعين وأن الشعب اليمني هو شعب الإيمان والحكمة ولن يقبل بمثل هذه المشاريع المقيتة وسوف يقف إلى جانب قواته المسلحة والأمن واللجان الشعبية كما أثبت ذلك على ارض الواقع ».
ودعا المتحدث باسم القوات المسلحة الأشقاء في دول الجوار إلى تطوير وتعزيز الجهود المشتركة والتعاون الواسع مع اليمن في مكافحة الإرهاب والتهريب والتخريب ولما فيه أمن واستقرار المنطقة، مؤكداً بأن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من التحسن الملحوظ في القدرة على مواجهة التحديات والأخطار الأمنية لأن القوات المسلحة والأمن اليوم تكتسب الخبرات والتجارب وتعمل بمستوى عال من الشعور بالمسئولية لمواجهه التحديات والتهديدات.
كما طالب الفقيه وسائل الإعلام إلى الإلتزام بما فيه مصلحة الوطن وجعلها فوق كل اعتبار، مشيراً إلى أن الطرح الإعلامي الذي يتسبب في تثبيط الروح المعنوية لجنود القوات المسلحة إنما يصب في مصلحة أعداء الوطن.
واستعرض في المؤتمر صحفي اليوم ما مرت به القوات المسلحة خلال أزمة العام 2011م من انقسام في صفوفها, مشيرا إلى أن قوى الإرهاب استغلت الفراغ الأمني الذي حدث وتمكنت من السيطرة على أجزاء كبيرة من بعض المحافظات وأعلنتها أمارات تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي, كما ظهرت اختلالات أمنية ونتؤات كبيرة مكنت المخربين وقطاع الطرق والمهربين والسرق وكذا العناصر التي فقدت مصالحها من إحداث حالة من الفوضى والإرباك في الجانب السياسي والأمني والاقتصادي والذي أضر كثيراً بحياة الناس المعيشية والخدمية والاقتصادية جراء قطع خطوط نقل الطاقة وضرب أنابيب النفط وقطع وإعاقة وصول إمدادات المشتقات النفطية.
وأوضح الفقيه أنه تم اتخاذ تدابير لمكافحة تهريب الأسلحة والمتفجرات والذخائر والمخدرات وكل الممنوعات التي لا تقل خطورة عن الإرهاب نفسه، بالإضافة إلى إيقاف التداعيات المسلحة والتمترس الذي شهدته العاصمة وإعادة الوحدات إلى معسكراتها الدائمة والشروع في عملية هيكلة القوات المسلحة وفقاً لرؤية علمية ووطنية سليمة, وكذا إجراء عملية التدوير الوظيفي للقادة والتنقلات لبعض الوحدات وفقاً لمقتضيات الضرورة العملياتية ومسرح العمليات وإعادة بناء الثقة بين أبناء القوات المسلحة, واستعادة الجاهزية القتالية والفنية للوحدات العسكرية ووفقاً والإمكانات المتاحة.
ونوه إلى أنه تم وضع مصفوفة للإجراءات والأنشطة التنفيذية لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل على صعيد بناء الجيش على أسس ومبادئ ومضامين جديدة وفقاً ومتطلبات بناء الدولة اليمنية الاتحادية الجديدة.