لاقى منشور نشره رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد عبد الله اليدومي في وقت متأخر من الليلة الماضية استياءً واسعاً في صفوف من اطلع على المنشور من أعضاء حزب الإصلاح، وكذا من خارج الإصلاح. ووصف متابعو صفحة اليدومي منشوره الأخير الذي كتبه شخص يدعى " خالد زويل"، وحمل عنوان « اعلم وفقني الله وإياك أن من رفعوا شعار إصلاح الإصلاح من المحبين وغيرهم أصنافٌ أربعة »، بأنه نكسة أخرى تضاف إلى رصيد النكسات التي مني بها الحزب في ظل القيادات التي أكل الدهر عليها وشرب، وتعبيرا عن العقلية المستبدة التي لا تقبل بالرأي الآخر، بل وتخون كل من يخالفها.
واستغرب صحفيون وكتاب ومفكرون وناشطون من ذلك التقسيم الذي تضمنه المقال لأعضاء الإصلاح الذين قدموا الكثير من التضحيات خلال مسيرة الحزب، وبالتحديد خلال السنوات الثلاث الماضية، كما عبروا عن استغرابهم كيف أقدم رئيس هيئة الإصلاح على إعادة نشر هذا المقال المسيء لقواعد الإصلاح، ولمنهجه الوسطي القائم على الحرية واحترام آراء وقناعات الأفراد والجماعات.
وفي هذا السياق أوضح رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث عبد السلام محمد بأن قادة الإصلاح يقومون بانتهاك « حق أعضاء الحزب الناقدين، حين يكون أول رد على الحراك الشبابي للمطالبة بالتغيير هو مشاركة رئيس الحزب لبوست (مهستر دعوي ) يقسم الناقدين الى أقسام غبية شبيهة بطريقة تفكير هذا الناصح الملوجي».
وأضاف محمد في منشور على صفحته : «حين ننتقد الإصلاح.. ننتقده لأننا نعتبره بقايا أمل وليس لأننا جزء من حملات المغرضين، ننتقد الايدلوجيا التي لا زال البعض ينمق كلماتها كأنشودة الموت ، ومع ذلك حين يخطو الإصلاح خطوة سياسية يحقق إعجابا منقطع النظير».
وأوضح بأن على قادة الإصلاح احترام أعضاء الحزب والسماع منهم فأعضاء الإصلاح قاعدة ذهبية تحتاج للاهتمام لا الإهمال، لأنها تضحي وتدفع الثمن حين تحل الكوارث.
من جانبه أشار الكاتب الصحفي عبد الرزاق الجمل إلى أن منشور رئيس الهيئة العليا للإصلاح " يقسم الإخوان في اليمن إلى أربعة أقسام ويشيد بقسم القطيع ".
أما الكاتب الصحفي عبد الحكيم هلال فقال أنه «أصبح أسوأ من موقف الإصلاح الأخير ( لقاء وفد من الإصلاح بقيادة جماعة الحوثي )، ذلك المنشور الذي تبناه الأستاذ اليدومي ونشره على صفحته الشخصية، ردا على المنتقدين».
وأضاف بأن مضمون المنشور « ليس فقط يعيدنا إلى ما قبل سنوات من ثورة فبراير 2011، بل وأيضا يلتزم بقولبة النقاد إلى أصناف أربعة كل صنف أسوء من الأخر ، وأقلها سوء ذلك الذي لا يمس عقيدة الناقد الاصلاحي بالتصريح، وإنما بالتلميح».
وأكد بأن «المنشور بحد ذاته انتكاسة وكارثة حقيقية، من حيث أنه يوجه اتهامات دامغة، ويقرر قرارات عملية (لا تسامحيه ) لوجهات نظر نظرية لأفراد الحزب المنتقدين، في الوقت الذي يقدم نفسه متسامحا مع خصم لدود لم يرقب فيه إلا ولا ذمة، ولأجل موقفه التسامحي معه، يضحي بمن تألموا حبا في حزبهم».
هذا وقد أعادت صفحة الأستاذ محمد عبد الله اليدومي رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح نشر مقال لكاتب يدعى " خالد زويل " قسم فيه منتقدي الإصلاح من أعضاءه إلى أربعة أقسام، الأول، " مؤمنٌ صادقٌ مُسّدَد "، والثاني، "صادقٌ مخرّب"، والثالث، " نرجسي كلامولوجي "، والرابع، "حاقدٌ متحاملٌ".
وقد لاقى ذلك التصنيف استياءاً عارماً لدى كل من قرأ المنشور وهم بالمئات، حيث عبر الكثير منهم عن صدمته من مضمون المقال، في حين طالب المتحمسون من ناشطي الإصلاح في تعليقاتهم بضرورة مغادرة اليدومي مربع القيادة وترك الفرصة لجيل أكثر حيوية وتبصر.