قال خبراء إن إجراء مناورات سعودية مصرية كبرى في هذا التوقيت يوحي بأن خيار التدخل البري في اليمن لم يسقط بعد من حسابات الدول المؤثرة في التحالف العربي. والتدخل البري قد يكون آخر الخيارات في ظل التقدم الذي تحققه المقاومة الشعبية على الأرض في المواجهات التي تجريها مع الحوثيين، فضلا عن الأجواء التي بدأ يوفرها قرار مجلس الأمن الصادر الثلاثاء بخصوص حل سياسي يعيد الشرعية إلى حكم اليمن.
واتفقت مصر والسعودية المشاركتان في الحرب على الحوثيين في اليمن، على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لتنفيذ “مناورة إستراتيجية كبرى” على الأراضي السعودية بمشاركة قوات خليجية.
وأعلنت الرئاسة المصرية في بيان عقب اجتماع بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز “الاتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لبحث تنفيذ مناورة إستراتيجية كبرى على أراضي المملكة العربية السعودية وبمشاركة قوة عربية مشتركة تضم قوات من مصر والسعودية ودول الخليج”.
وفي اجتماعه مع وزير الدفاع السعودي، كرر السيسي أن “أمن منطقة الخليج العربي خط أحمر بالنسبة لمصر وجزء لا يتجزأ من أمنها القومي لا سيما في البحر الأحمر ومضيق باب المندب”.
ويرجح خبراء ألا تصل الحرب في اليمن إلى مرحلة التدخل البري، لكنهم يؤكدون أيضا أن القاهرة تريد إنجاح نموذج هذا التدخل إن حدث.
وتشارك الحكومة المصرية في الحرب على الحوثيين وعينها على ليبيا. كما يرغب الخليجيون والمصريون في أن يتحول نجاح العمليات العسكرية في اليمن إلى مقدمة تسبق تشكيل القوة العربية المشتركة.
ومن المتوقع أن يعقد رؤساء الأركان العرب اجتماعهم هذا في 22 أبريل الجاري.
وقال خبراء في تصريحات خاصة ل”العرب” إن حجم المناورات يرجح أنها تصب في سياق الاستعدادات لتدخل بري في اليمن ربما يكون خاطفا ورادعا، مضيفين أنها تهدف إلى إعداد القوات المشتركة وتأهيلها ميدانيا لأي تدخل فعلي.
وأكد اللواء نبيل فؤاد القائد السابق في الجيش المصري أن المناورة على أراضي المملكة العربية تأتي في إطار مبدأ استعراض القوة وكنوع من أنواع الردع لإخافة العدو.
وتابع فؤاد في تصريح ل”العرب” أن المناورة قد تكون نوعا من الخداع الاستراتيجي، بحيث تتم ناحية الحدود اليمنية السعودية وتتم العملية في اتجاه آخر، بمعنى أن يلتفت الحوثيون للشمال اليمني ثم تكون العملية من ناحية عدن.
وأوضح اللواء حسام سويلم، الخبير العسكري، أن المناورة بين مصر والسعودية تأتي للتأكيد على التعاون العسكري الثنائي لمواجهة أي تهديدات مستقبلية أو حالية للأمن القومي العربي وربما استعدادا لمشاركة فعالة بقوات برية مصرية في حرب اليمن.