قال رئيس اليمن الجنوبى السابق حيدر أبوبكر العطاس، الذي يشغل الآن منصب مستشار للرئيس عبدربه منصور هادي "إنّ مقاتلي ما يسمّى تنظيم داعش في اليمن هم بالأساس قوات الأمن السياسي اليمني (المخابرات) التي يحرّكها علي عبدالله صالح". وأشار العطاس في حديث له خلال استضافته بالقاهرة في صالون الإعلامي المصري أحمد المسلماني أيضا إلى تنظيم القاعدة في اليمن معتبرا إياه “صناعة محلية ويستخدم لخدمة أجندات سياسية”.
وبدأ تنظيم داعش يثير الخوف في عدن ثاني أكبر المدن اليمنية بعد العاصمة صنعاء في وقت تحاول السلطات احتواء حالة انعدام الأمن المتنامية مع أعمال ترهيب واعتداءات، بحسب ما يقول سكان ومسؤولون.
واستغل التنظيمان الحرب الأهلية بين السلطات الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي، والمتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران، لتوسيع مناطق نفوذهما بجنوب اليمن.
وانتشر في الأيام الأخيرة المئات من الجهاديين المسلحين وبعضهم ملثم في حي التواهي في وسط عدن، حيث قتل المحافظ جعفر سعد وستة من حراسه الأحد في اعتداء تبناه تنظيم داعش.
وقال أحمد، أحد سكان المدينة “نحن نعيش وسط الخوف. ولا نعرف من أين يأتي هؤلاء الناس الذين يجوبون شوارعنا”.
وأقامت مجموعات مسلحة حواجز في التواهي، وهي تجوب أحياء أخرى مثل المعلا ودار سعد والمنصورة والشيخ عثمان، بحسب ما يقول السكان.
وتستهدف هذه المجموعات في الغالب رموز الدولة من عناصر الجيش والشرطة والقضاء، على غرار رئيس المحكمة المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب محسن علوان الذي اغتيل السبت في المنصورة. لكنها تستهدف أيضا مواطنين بسطاء مثل عبدالعزيز أحمد الذي قتل الاثنين في التواهي بتهمة ممارسة “الشعوذة”.
وقال صالح أحمد وهو من سكان حي المنصورة “مع حلول الظلام يشيع هؤلاء الرجال الرعب وهم يجوبون الشوارع بسياراتهم”. وأضاف أنهم “من رجال داعش أو أنصار الشريعة”، الفرع اليمني لتنظيم القاعدة.
ويلوم الكثير من سكان عدن السلطات الشرعية على تأخرها في استيعاب المقاتلين الذين ساهموا في تحرير المحافظة من الحوثيين وميليشيات علي عبدالله صالح، بالأجهزة الأمنية، معتبرين أنها وفرت بذلك للقاعدة وداعش مقاتلين جاهزين.
وتقول مصادر أمنية إن التنظيمين يجندان مسلحين من المقاومة الشعبية المناهضة للمتمردين الحوثيين، والذين خاب أملهم في وعود السلطات بإدماجهم في الجيش والشرطة وانتهى بهم الأمر إلى الانقلاب على الدولة.
وأوضح مسؤول كبير في جهاز الأمن القومي أنه تم “تقديم قوائم تتضمن أسماء 59 ألف شخص، وتم تشكيل لجنة لمراجعة القوائم وأقرت هذه اللجنة انتداب 20 ألفا ثم خفض هذا الرقم إلى 15 ألفا، لكن من تم إدماجهم حتى الآن هم 1500 في محافظاتعدن والضالع وأبين ولحج”، وهي المحافظات الأربع التي استعاد أنصار الرئيس هادي السيطرة عليها.