كشفت العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الامريكية على محافظ محافظة البيضاءاليمنية نايف القيسي بتهمة دعمه لما يسمى بالإرهاب، حجم العلاقة القوية المشتركة بين جماعة الحوثي المسلحة وبين الحكومة الامريكية ومستوى التنسيق بينهما في اليمن ، كما فضحت زيف الشعارات التي ترددها الجماعة (الموت لإمريكا - الموت لإسرائيل ) لخداع المجتمع واستقطاب الشباب المغرر بهم للزج بهم في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل . وأثار قرار اتهام القيسي باستغلال منصبه، كمحافظ لمحافظة البيضاء، لتقديم تسهيلات بتوسيع “القاعدة” في المحافظة، وتيسير نقل الأموال والأسلحة إلى مقاتلي التنظيم ، الكثير من التساؤلات في أوساط المراقبين والمتابعين للشأن اليمني حول توقيت هذه القرارات واختيار محافظة البيضاء تحديدا دون غيرها ، ما يعيد للأذهان حرص الحوثيين أن تكون محافظة البيضاء احد بنود اتفاق السلام والشراكة الذي كان برعاية امريكية قبل عامين تقريبا حينما سيطرة المليشيا على العاصمة صنعاء وانقلبت على الحكومة الشرعية .
وتعد البيضاء المحافظة الأكثر استنزافا لجماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع حتى بات يطلق عليها الكثيرون (بالثقب الأسود ) الذي ألتهم مسلحي الجماعة ، حيث تقدر خسائر المليشيا ب 12 ألف بين قتيل وجريح خلال أكثر من عام ونصف بحسب مصادر رسمية .
في تصريح لصحيفة أخبار اليوم قال الصحافي والناشط الحقوقي محمد الأحمدي أن اتهامات الخزانة الأمريكية هي سلاح سياسي بامتياز تستخدمه الولاياتالمتحدةالأمريكية لكتم الأصوات والكيانات المناهضة لسياساتها ولو لم تكن قادرة على إثبات إدانتها ، مشيرا إلى أن اختيار محافظ محافظة البيضاء تحديدا ، لإن البيضاء كانت ولا تزال حجر عثرة أمام المشروع الأمريكي في اليمن ، مشروع الهيمنة والاستكبار ومحاولة إذلال المجتمعات القبلية اليمنية السنية ، فمنذ وقت مبكر كان لقبائل قيفة رداع في البيضاء نصيب وافر من الاتهامات الأمريكية وادواتها المحلية بالإرهاب.. وشنت عليها حملات عسكرية متوالية,.
واعتبر الأحمدي قرار الخزانة الأمريكية دعما معنويا للانقلابيين في اليمن متسائلا: هل تلاحظون كيف جاء القرار بعد يومين من سقوط جبل نوفان الاستراتيجي في قيفة رداع بأيدي المقاومة الشعبية والقبائل.
بدوره أكد الكاتب والمحلل السياسي محمد صالح القيفي أن هذه الاتهامات الباطلة من قبل وزارة الخزانة الأمريكية لرأس الدولة في البيضاء يأتي امتدادا لحملات التشويه الممنهجة التي مارسها ويمارسها إعلام المخلوع والحوثيين في حق أبناء محافظة البيضاء وتصويرهم للعالم أنهم عبارة عن تنظيمات إرهابية مسلحة تدعو للعنف وتمارس القتل ، ليوجدوا لإنفسهم مبررا لارتكاب الجرائم في حق أبنائها ، لإنهم يدركون جيدا ماذا تعني محافظة البيضاء ومن هم رجالها.
ويقول القيفي لقد اصبحت محافظة البيضاء كابوسا مخيفا يؤرق قيادات جماعة الحوثي والمخلوع صالح ، فمنذ أكثر من عام ونصف لم تستطع الجماعة الانقلابية بسطت سيطرتها على البيضاء رغم حجم العتاد العسكري والبشري والحشود العسكرية التي دفعت بها إلى جبهات القتال في مختلف مديريات المحافظة ، بسبب صمود وبسالة رجال القبائل المناهضين للمليشيا والرافضين للمد الفارسي ، الذين يقاتلون بامكانياتهم الشخصية البسيطة بعيدا عن أضواء الإعلام ودعم الحكومة الشرعية.
ويشير القيفي إلى مليشيا الحوثي والمخلوع ما كانت لتستطيع بكل ترسانتها العسكرية الثقيلة اقتحام قرية واحدة في قيفة هي قرية ( خبزة ) في بداية الحرب نهاية العام 2014م لولا مساندة الطيران الحربي وطائرات الدرونز الأمريكية (طائرات بدون طيار ) بعد أن عجزت 3 حملات عسكرية كبيرة من احراز أي تقدم حتى بلغ حجم الخسائر البشرية في صفوف المليشيا في هذه القرية فقط أكثر من 372 قتيل و800 جريح بحسب اعتراف أحد قيادات الحوثيين .
وطالب الناشط الإعلامي رئيس تحرير شبكة البيضاء الإعلامية صلاح البرهمي الحكومة الشرعية ممثلة برئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر إلى الوقوف بشكل حازم أمام هذه الاتهامات واتخاذ موقف جاد وصارم ضد هذه القرارات العبثية التي لا تستهدف محافظ المحافظة نايف القيسي فحسب بل تستهدف كل رجالات المقاومة بل تستهدف الأرض والإنسان في البيضاء.
وأشار البرهمي إلى أن قرار الإتهام يأتي بالتزامن مع بدأ الترتيبات في صفوف المقاومة الشعبية بمحافظة البيضاء وانشاء مجلس موحد للمقاومة تحت قيادة واحدة استعدادا لخوض معركة تحرير المحافظة بالكامل وهذا ما اغضب السلطات الأمريكية ومليشيا الحوثي والمخلوع صالح.