قال المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن المرحلة القادمة من مشاورات السلام اليمنيةبالكويت "دقيقة، وحان وقت القرارات الحاسمة التي ستستند إلى المرجعيات". وفي 21 أبريل/نيسان الماضي، انطلقت مشاورات بين الحكومة اليمنية من جهة، وجماعة "أنصار الله" (الحوثي)، وحزب المؤتمر الشعبي العام (جناح الرئيس السابق علي عبد الله صالح)، من جهة أخرى بالكويت، برعاية أممية، غير أنها لم تحقق أي اختراق في جدار الأزمة نتيجة تباعد في وجهات النظر بين الطرفين، الأمر الذي دفع المبعوث الأممي، لتعليقها في 29 يونيو/حزيران الماضي، لمدة أسبوعين، وحدد أول أمس الجمعة، 15 يوليو/تموز الجاري، موعدًا لاستئنافها، لكنها انطلقت مساء أمس، متأخرة بيوم. وأفاد ولد الشيخ، في كلمة له بالجلسة الافتتاحية للجولة الثانية من المشاورات، مساء السبت، وحصلت الأناضول على نسخة منها، أنه "حان وقت القرارات الحاسمة التي ستبرهن للشارع اليمني عن صدق نوايا ومسؤوليات الوفدين". واشترط الوفد الحكومي للمشاركة في الجولة الثانية من المشاورات، التزام "الحوثيين" و"حزب صالح"، باحترام ثلاث مرجعيات، وهي "القرار الأممي رقم 2216 (ينص على انسحاب الميليشيا من المدن التي سيطرت عليها وتسليم السلاح الثقيل للدولة)، والمبادرة الخليجية (اتفاق رعته دول الخليج قضى بتسليم الرئيس السابق علي عبدالله صالح للسلطة عقب ثورة شعبية في العام 2011)، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني (مارس 2013 يناير 2014 ونص على تقسيم اليمن إلى دولة اتحادية من 6 أقاليم، 4 في الشمال و2 في الجنوب). وفي كلمته، أكد المبعوث الأممي، أن ما وصفها ب" القرارات الحاسمة سوف ترتكز بشكل رئيسي على قرار مجلس الأمن 2216 والقرارات ذات الصلة، و مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني". وأضاف "سنجتمع في الكويت لإسبوعين إضافيين، نركز خلالهما على تثبيت وقف الأعمال القتالية الكامل والشامل، وتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق واللجان المحلية، بالإضافة إلى تشكيل اللجان العسكرية التي تشرف على الانسحاب وتسليم السلاح من المنطقة أ ( في إشارة للعاصمة صنعاء)، وفتح الممرات الآمنة لوصول المساعدات الإنسانية". ولفت ولد الشيخ، أن لجنة السجناء والأسرى والمعتقلين ستواصل عملها، مجددا في ذات الوقت، "تشديد المجتمع الدولي على ضرورة إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين في أسرع وقت ممكن". وقال"الأولوية الآن لتثبيت وقف الأعمال القتالية، وتحسين الوضع الإنساني والاتفاق على الترتيبات الأمنية لنتمكن من التطرق إلى كافة المواضيع الأخرى". وخاطب المبعوث الأممي طرفي المشاورات، قائلا "المرحلة إذن دقيقة وحاسمة وتضعكم جميعا تحت مجهر الرأي العام اليمني والدولي"، لافتا أن "الأممالمتحدة وضعت تحت تصرفكم كل خبراتها السياسية والادارية ودولة الكويت جندت مشكورة فريقا كاملا للدعم اللوجستي والأمني والسياسي". واستدرك قائلا "لكن ذلك كله لا يكفي ان لم تبذلوا كل الجهود الضرورية لضمان الأمن والاستقرار في اليمن، فالناس لا تطلب منكم خطابا سياسيا عن تنازلاتكم ولا شعارات وطنية عن حرصكم عليهم". وذكر ولد الشيخ، أن أمام المشاورات "أسبوعان سيتخللهما استحقاقات عدة، لإبراز حسن النية والمصداقية والحرص على المصلحة الوطنية". وذكر "أسبوعان للبناء على الأرضية المشتركة الصلبة وعلى مقررات الفترة الماضية، وأنا آمل أن تستغلوا هذه الفرصة، التي قد تكون الأخيرة، لتكسبوا ثقة اليمنيين(..) فما أصعب فعل السلام وما أسهل اختلاق الفتن". وتشهد اليمن حربًا منذ أكثر من عام بين القوات الموالية للحكومة اليمنية ومسلحي الحوثي، وصالح، مخلفة آلاف القتلى والجرحى، فضلًا عن أوضاع إنسانية صعبة، فيما تشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات.