كان الحظ حليفاً لإحدى الأمهات بمدينة إب، والتي تمكنت من انتزاع طفلها من براثن الميليشيات الحوثية ومنعه من التوجه إلى عربة عسكرية تم استدراجه إليها مع 19 طفلاً من زملائه، للزج بهم في الاشتباكات ضد الجيش الوطني بإحدى جبهات الموت. وبشراسة تمكنت والدة الطفل أيمن محمد السقاف، من منع طفلها الذي لا يتجاوز ال15 من عمره من الخروج من المنزل والذي أتى إليه لاستبدال ملابسه فيما كانت عربة عسكرية تابعة للميليشيات الحوثية بانتظاره، والتي تضم داخلها مجموعة تجنيد أشبه بمافيا متخصصة بتوريط الأطفال في الحرب. وأثمر صراخ الأم في وجه الحوثيين الذي ضللوا ابنها «على جثتي» فيما كانت تتشبث بثياب ابنها مستعينة بدموعها التي تفطر القلب. على إثرها، غادرت عربة الموت مثقلة ب19 طفلاً من ضمنهم ربيع علي السقاف، وقاسم أحمد السقاف، أولاد عم أيمن، واللذان لم يجدا أحداً ليمنعهما من المغادرة بعد أن تم استدراجهما من قبل محمد مرشد الملقب بالعاقل، أحد المتعاونين مع ميليشيات الحوثيين في مدينة إب. وتخوفاً من علم الأمهات الأخريات وآباء بقية الأطفال، غادرت العربة المحملة بصيدها الثمين من الأطفال خفية، لكن مع بدء دخول الليل كانت الفاجعة قد سرت من قمة أحد الجبال الشاهقة إلى مدينة إب، بخبر مفاده أن عربة عسكرية تتبع الحوثيين قد انقلبت بالأطفال الذين استدرجوهم في جبل سمارة، ما أدى لوفاة ستة وإصابة الآخرين لتدخل أمهاتهم إثر ذلك في حالة حزن وعويل بددت سكون الليل. توثيق دولي ووثقت منظمات حقوقية عديدة تجنيد الحوثيين للأطفال في جبهات القتال، من بينها منظمة العفو الدولية التي كشفت عن تورط جماعة الحوثيين في تجنيد الأطفال. وأضافت المنظمة أنها تأكدت من عائلات يمنية جرى تجنيد ثلاثة من أطفالها الشهر الماضي في خرق للقانون الدولي. وكشف تقرير أممي صادر عن الأممالمتحدة الأسبوع الماضي أن عدد الأطفال الذين جندهم الحوثيون يتجاوز 1500 طفل، وأن العدد قد يكون أكبر بكثير لأن غالبية الأسر غير مستعدة للحديث عن تجنيد أولادها، خوفاً من التعرض لأعمال انتقامية.