لقي ثالث معتقل في سجن المنصورة المركزي بمدينة عدنجنوباليمن، حتفه تحت التعذيب، بعد وفاة اثنين من السجناء في الأيام القليلة الماضية، مع تأكيدات مصادر حقوقية عن تعذيب وحشي يتعرض له السجناء في هذه المعتقلات التي تديرها قوات موالية للإمارات. وأكدت مصادر محلية في عدن، أن السجين "أصيل أحمد ناجي (24 عام)" الذي ينتمي إلى مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحججنوب البلاد، والمعتقل منذ عدة أشهر، فارق الحياة داخل السجن، الثلاثاء الماضي. وذكرت مصادر طبية، أنه تم نقل جثة المعتقل إلى مستشفى الجمهورية بعدن، وأن الدلائل الأولية تشير إلى أنه توفي تحت تأثير التعذيب. وأشارت إلى أنه توفي على ما يبدو نتيجة تعرضه للضرب في أجزاء متعددة من جسمه بينها الدماغ. ولفتت إلى وجود كدمات واضحة في رأس المتوفى ورقبته. وبحسب المصادر الطبية، فإن جثة السجين لا تزال حتى الآن في مستشفى الجمهوري. ويشرف القيادي السلفي المدعو أبو اليمامة القيادي في قوات الحزام الأمني غير النظامية، والموالية للإمارات على معتقل خاص في سجن المنصورة المركزي. وتحدثت تقارير حقوقية وصحفية عن تعرض معتقلين للتعذيب في السجن، في حين أن قوة تتبع أبو اليمامة تقوم بعمليات دهم للمنازل واعتقال بعض قاطنيها والزج بهم في سجن المنصورة. وكشفت النيابة العامة بعدن عن وجود عشرات المعتقلين في سجن المنصورة بتهم الاشتباه من قبل أبو اليمامة. وكانت تقارير دولية قد كشفت الشهر الماضي، عن سجون سرية تديرها الإمارات العضو في التحالف، وأخرى خاضعة لإدارة ميليشيات غير نظامية تدعمها الدولة الخليجية، يقبع فيها معتقلون يمنيون، ويتعرضون لانتهاكات جسيمة وصلت حد الشواء. وفي غضون ذلك، نفذت أمهات المخفيين قسرا والمعتقلين تعسفيا في سجون الإمارات السرية جنوباليمن، أمس الأربعاء، وقفة احتجاجية، في ساحة العروض بخور مكسر في العاصمة المؤقتة عدن، للمطالبة بالكشف عن مصير أبنائهن وإطلاق سراحهم. وتأتي هذه الوقفة الاحتجاجية، غداة مقتل ثالث معتقل تحت التعذيب في سجن المنصورة المركزي بعدن، واستمرارا للوقفات التي تنظمها أمهات المختطفين بشكل متكرر للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهن المخفيين قسرا، حيث تعرضن سابقا للاعتداء أثناء تنفيذ وقفة مماثلة أمام معسكر القوات الإماراتية بالبريقة في عدن. وطالبت الأمهات الحكومة الشرعية بتفعيل أعمال النيابات وسرعة إحالة ذويهن إليها، بعد أن مضى على احتجازهم فترات طويلة تصل إلى أكثر من عام، ومنددين بما يتعرض له المعتقلون والمخفيون من أعمال تعذيب وإجراءات غير قانونية. وتشهد عدن وقفات احتجاجية مشابهة بين الفينة والأخرى، حيث تقول مصادر حقوقية إن هناك قرابة ألفي معتقل ومخفي قسرا في السجون السرية والمعروفة، والمقسمة بين إدارة الأمن وقوات الحزام الأمني. وكانت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية قد كشفت في تحقيق نشرته الشهر الماضي، أن نحو 2000 رجل اختفوا في شبكة سجون سرية تديرها الإمارات العربية المتحدةجنوباليمن، وأنهم تعرضوا لانتهاكات وتعذيب. كما أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الدولية في تقرير موثق بالأدلة وجود شبكات تعذيب وسجون سرية تديرها الإماراتجنوباليمن، وأجرت مقابلات مع من تعرضوا للانتهاكات والتعذيب والإخفاء القسري في هذه السجون، في حين طالبت منظمة العفو الدولية الأممالمتحدة بفتح تحقيق عاجل حول هذه السجون.