الخميس المنصرم وعلى مقاعد قاعة المؤتمرات الدولية بمدينة خانجو الصينية استمع رؤساء وأمناء عموم الأحزاب العربية إلى السيد - يونغ تاو - رئيس دائرة العلاقات الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وهو يلقي كلمة الافتتاح لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية ،، سونغ الذي ألقى كلمة أكد فيها على أن الهدف من اللقاء هو تبادل الخبرات وتعزيز الثقة كما نقل باختصار نجاح التجربة الصينية في إدارة مؤسسات الدولة عبر سياسة الإصلاح والانفتاح الذي انتهجها الحزب على مدى ال 40 عاماً الماضية وفِي ضوء نظرية : - الاشتراكية ذات الخصائص الصينية -. ( حوكمة الدولة ، بناء المصير العربي الصيني المشترك ، تفاهم الشعوب وتلاقي المصالح ، طريق الحرير الجديد ) كانت هي المحاور الرئيسيّة لكلمة وزير العلاقات الخارجية للحزب الصيني العريق ، وهي في الحقيقة لغة الدبلوماسية الصينية على مختلف الأصعدة خلال الفترة الحالية . مؤتمر الحوار الحزبي العربي الصيني هو إحدى لغات السياسة الخارجية الصينية التي تحرص على تسويق المشروع الصيني كمشروع قائم على الحوار والتعاون والمصالح المشتركة بعيداً عن اللغة الاستعلائية الغربية وانتهازيتها في التعامل مع المنطقة ، وهي لغة ذكية تسهم بشكل كبير في تنامي دور الصين كلاعب أساسي في المنطقة بما يعجل إسقاط واحدية القطب المؤثر ،وتخدم بشكل كبير مشروع الصين الكبير ( الحزام والطريق ) . وبالوقوف قليلاً على مخرجات هذا المؤتمر ونتائجه يمكننا القول أن الجانبين - العربي والصيني - سيحققان ربحاً إذا ما تم التعامل مع هذه المخرجات بشكل جدي ، فالجانب الصيني هو الكاسب الأكبر بحكم أن هكذا فعالية توفر له : أولاً: بناء علاقات خاصة داخل العلاقات العامة ، وهذا الأمر يضمن بقاء المصالح الصينية قائمة في كل الحالات بما فيها حالات تغير وجوه السلطة في الدول الحليفة . ثانياً: تضمن تسويق جماعي وفردي لمشروع الصين السياسي والاقتصادي الكبير والذي بدا أن الدول الغربية -الولاياتالمتحدة بشكل خاص -بدأت تشعر بالخوف من تمدده مما حدا ب الرئيس الأمريكي لافتعال حربه التجارية مع الصين . و بالنسبة للأحزاب العربية ، فإن استعداد الحزب الشيوعي لنقل تجربته في إدارة الدولة ومؤسساتها لأفراد هذه الأحزاب يسهم بشكل كبير في بناء رجال دولة يطمح كلا حزب لامتلاكهم بين صفوفه ،وبالنظر إلى نجاح التجربة الصينية في المجالات الاقتصادية والتعليمية والتأمين الصحي والبنية التحتية الهائلة ، فإن استلهام هذه التجربة و دراسة إمكانية الاستفادة منها لبناء مؤسسات دولة ذات فعالية وكفاءة أمراً يعد مكسباً في حد ذاته . أختتمت أعمال المؤتمر في خانجو وحرص الحزب الصيني على إقامة برنامج لرؤساء وأمناء عموم الأحزاب العربية يطّلعون فيه عن قرب على نجاح تجربته في إدارة بلاد شاسعة المساحة ومليارية السكان . صالح أبوعسر