تنوعت اهتمامات الصحف الصادرة اليوم الاثنين في أوروبا، ما بين زيارة الرئيس الفرنسي للولايات المتحدةالأمريكية، والتصويت بسويسرا على مبادرة تحد من حرية تنقل المهاجرين، والانتخابات الأوروبية المقبلة، واستقالة وزير بريطاني بعد اكتشاف تشغيله لخادمة أجنبية مقيمة في بريطانيا في وضعية غير قانونية، علاوة على وقف روسيا تحويل الدفعة الثانية من المساعدات المالية لأوكرانيا.ففي فرنسا تطرقت الصحف لزيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس فرانسوا هولاند للولايات المتحدةالأمريكية ،حيث كتبت صحيفة، (ليبرلسيون) أنه "من أجل نسج روابط قوية، وتجاوز خلافات الملف السوري، يهدي أوباما لهولاند زيارة دولة وجولة على متن الطائرة الرئاسية (إير فورس وان)" مشيرة إلى أن هذه الزيارة تعتبر بمثابة اعتذار من أوباما على الطريقة"المتعجرفة" التي نهجها عبر عدوله المفاجىء في غشت الماضي عن توجيه ضربة عسكرية لسوريا كان يحضر لها مع فرنسا.
وأضافت الصحيفة أن اوباما يرغب في الحفاظ على ثقة فرنسا على الرغم من تقاعسه في الملف السوري ، وأيضا من أجل مواصلة المفاوضات مع إيران .
من جهتها قالت صحيفة (لوفيغارو) أن هذه الزيارة تأتي في الوقت الذي يعاني فيه الرئيس أوباما من تبعات إفشال الكونغرس للإصلاحات التي كان يعتزم القيام بها ،فيما يواجه نظيره الفرنسي تحدي إنقاذ البلاد من الإفلاس.
واعتبرت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة خرجت من الأزمة بفضل دينامية مقاولاتها التي تمكنت من استئناف النمو والتقليص من حجم البطالة فيما تظل فرنسا تعاني من الركود في انتظار أن يعطي رئيس الدولة مضمونا ملموسا لاستراتيجيته الاجتماعية الديمقراطية.
أما (لاتريبون) فأكدت من جهتها أن الرئيس الفرنسي سيكون مرفوقا خلال هذه الزيارة بالعديد من رجال الاعمال من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين ،مشيرة إلى أن هولاند سيحاول إقناع الأمريكيين بالمساهمة في استعادة النمو الاقتصادي بفرنسا.
وفي سويسرا كتبت صحيفة (لوتون) أن أغلبية صغيرة من الشعب تفرض على البلاد تغييرا في السياسة المتعلقة بالهجرة وهو ما يعني أن جزء من سويسرا يخشى من التطور الجاري مشيرة إلى أن أصحاب هذه المبادرة نجحوا أساسا في التشكيك في مزايا التنقل الحر.
من جانبها اعتبرت (لاتريبون دو جنيف) أن الموافقة على هذه المبادرة التي كان وراءها حزب الشعب اليميني ، تشكل صفعة للحكومة والأحزاب الأخرى والفيدراليات الاقتصادية الكبرى مشيرة إلى أن الأغلبية لم تعر في هذا الصدد أي اهتمام لمخاطر إلغاء الاتفاقات الثنائية ، فيما رأت صحيفة (لومتان) أن الجسم الانتخابي أراد إعطاء إشارة قوية في مواجهة التأثيرات السلبية لضغط الهجرة .
وفي بلجيكا ذكرت صحيفة (ستاندارد) بشأن الموضوع نفسه أن أغلبية متواضعة تمكنت من إلغاء التنقل الحر للأشخاص الذي يستهدف أساسا الاوروبيين الحاصلين على دبلومات، معتبرة أنه "إذا كان التعايش غير ممكن فليلزم كل واحد بلده وهو ما يدق ناقوس الخطر قبل الانتخابات الاوروبية المقررة في 25 ماي المقبل".
في السياق نفسه أبرزت صحيفة (لاليبر بيلجيك) أن السويسريين لم يعودوا يرغبون في استقبال الاوروبيين، معتبرة أن هذا التصويت سيجمد مستقبل ونمو العلاقات بين هذا البلد والاتحاد الأوروبي لفترة، كما سيؤدي إلى إعادة التفاوض بشأن الاتفاقات الموجودة.
وفي الاطار نفسه اعتبرت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) في تعليقها على هذا الاستفتاء أنه يمكن توقع نفس نسبة الذين يعارضون الهجرة التي أسفر عنها استفتاء سويسرا أو أكثر في كل مكان تقريبا في أوروبا مشيرة إلى أن هذه المبادرة التي قادها حزب الشعب السويسري اليميني، الذي ركز في حملته عبر وسائل الإعلام بأن هذه الهجرة غالبا ما ترتبط بظواهر غير مرغوب فيها كارتفاع معدلات الجريمة، وارتفاع عدد طالبي اللجوء إلى جانب القلق المتزايد من تقويض ثقافة البلاد والإسهام في ارتفاع الأجور وازدحام وسائل النقل وزحف تغريب الحكومة والأحزاب.
وأشارت الصحيفة إلى أن ممثلي أرباب العمل والنقابات العمالية الرافضين لهذا التصويت الذي يعتبر أسوأ هزيمة منذ رفض انضمام سويسرا إلى الفضاء الاقتصادي الأوروبي سنة 1992، يعتبرون أن هذه الخطوة قد تقلص بشكل كبير استقدام العمال المهرة إلى سويسرا.
من جهتها ترى صحيفة (دي فيلت) أن التصويت أظهر أن سويسرا بلد منقسم مشيرة إلى أن الجزء الناطق بالألمانية دعم بشكل واضح تقييد الهجرة ، في حين صوت الجزء الفرانكفوني ضد المبادرة، وبالتالي حصول تفاقم بين الشمال والجنوب. واعتبرت الصحيفة أن على سويسرا أن تدعم قربها من الاتحاد الأوروبي ، لافتة إلى أن الحزب الذي تقدم بالمبادرة ربما لا يدرك مدى صعوبة موقف البلاد خصوصا إزاء المعاهدات الثنائية مع بروكسل فضلا عن كونها ستغضب الشركات الغربية متعددة الجنسيات.
أما (هانوفرشه أليغماينة تسايتونغ) فترى أنه بعد هذا التصويت فإن على السويسري ألا يتوقع من الأوروبيين أنهم سيفتحون له الطريق بسهولة لمنتجاته ولخدماته مشيرة إلى أن سويسرا أخطأت الطريق فهي تتلقى من خلال بنوكها أموالا طائلة بأذرع مفتوحة، لكن عندما يتعلق الأمر باحترام السياق الأوروبي وقواعده المشتركة أو حتى إظهار التضامن فإنها تؤكد دائما رفضها للعضوية في الاتحاد الأوروبي.
من جهتها كتبت (ترينغه لانديستسايتونغ) أن الثروة التي تحظى بها سويسرا حققتها بفضل انفتاح اقتصادها لكن بعد أن عبرت عن رغبتها في إغلاق الحدود، فذلك بالتأكيد سيضر بشركاتها العالمية المتعددة الجنسيات التي تعتمد على موظفين من الخارج وسيثير مشاكل مع الاتحاد الأوروبي قد تصل إلى فرض عقوبات.
لكن صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) أعربت عن تفهمها لمخاوف العديد من السويسريين معتبرة أن الحد من حرية التنقل لا يعني بالضرورة كراهية الأجانب، مشيرة إلى أن القلق من الهجرة هو قلق عام من فقدان نوعية الحياة التي يحظى بها السويسريون من خلال عدد من الظواهر كالنقص في المساكن، والازدحام في القطارات، وتخصيص أجور لعمال أجانب قد تكون أفضل مما يتقاضاه السويسري.
أما في إسبانيا فاهتمت الصحف باختيار الشخصية الثانية في الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني إيلينا فالنسيانو على رأس لائحة الحزب للانتخابات الأوروبية التي ستجرى في 25 مايو المقبل، وجوائز غويا السنوية للسينما الإسبانية.
وهكذا كتبت صحيفة (إلباييس) تحت عنوان "إيلينا فالنسيانو تقود لائحة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني للانتخابات الأوروبية التي ستجرى في 25 مايو المقبل" أن الأمين العام للحزب، ألفريدو بيريز روبالكابا سيوقع على هذا الاقتراح في اللجنة الاتحادية.
وأضافت اليومية أن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني يبحث منذ أسابيع على مرشح لتلميع صورته في الانتخابات الأوروبية المقبلة، وأنه وجد في إيلينا فالنسيانو الحل الأفضل، في الوقت الذي لا زال الحزب الشعبي لم يقرر بعد بشأن مرشحه.
من جهتها كتبت صحيفة (إلموندو) أن الشخصية الثانية في الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني ستقود لائحة الحزب في الانتخابات الأوروبية المقبلة، مضيفة أن فالنسيانو ستحافظ على منصبها داخل الحزب إلى غاية الاجتماع المقبل للجنة التنفيذية لهذه الهيئة السياسية.
وأضافت اليومية أن إيلينا فالنسيانو سعت، منذ سنوات، لأن تصبح نائبة أوروبية وأن روبالكابا منحها هذه الفرصة نظرا لعدم وجود شخصيات من العيار الثقيل داخل الحزب يمكنها قيادة لائحة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني في هذه الاستحقاقات.
وبدورها ذكرت صحيفة (أ بي سي) تحت عنوان "روبالكابا يختار إيلينا فالنسيانو وكيلة للائحة في الانتحابات الأوروبية المقبلة" أن زعيم الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني أثار مسألة اختيار إيلينا مع جميع الأمناء العامين لاتحادات الحزب.
وفي السياق ذاته كتبت صحيفة (لاراثون) أن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بات يتوفر بالفعل على وكيل للائحته في الانتخابات الأوروبية المقبلة، ولن يكون خوان فرناندو لوبيز أغيلار ولا رامون ياوريغوي، وإنما الشخصية الثانية في الحزب إيلينا فالنسيانو.
كما تطرقت الصحف الإسبانية وبالتفصيل لجوائز غويا السنوية التي تتوج أهم الإنتاجات السينمائية بإسبانيا. وقد حاز على جائزة الفيلم الطويل لهذه السنة المخرج ديفيد ترويبا عن فيلمه "بيبير إس فاسيل كون لوس أوخوس سيرادوس" (سهل أن تعيش بعيون مغلقة).
وفي بريطانيا سلطت الصحف الضوء على استقالة الوزير البريطاني المكلف بقضايا الهجرة مارك هاربر في أعقاب الكشف عن تشغيله عاملة نظافة منزلية من جنسية أجنبية مقيمة في بريطانيا في وضعية غير قانونية.
وأشارت صحيفة (الديلي تلغراف) إلى أن الوزير المستقيل كان يؤدي أجرة الخادمة إيزابيلا أسيفيدو من التعويضات البرلمانية والعمومية المخصصة له باعتباره عضوا في الحكومة ونائبا في البرلمان.
وأضافت أن الوزير السابق أكد أن عاملة النظافة المنزلية، وهي من جنسية كولومبية، كانت قد أدلت له بوثائق تثبت وجودها ببريطانيا في وضعية قانونية لدى تشغيلها سنة 2007 في شقته بلندن، مشيرة إلى مارك هاربر لم يتردد في تقديم استقالته من منصبه الوزاري بمجرد علمه بأن إيزابيلا أسيفيدو مقيمة في وضعية غير قانونية وأنها تتوفر على تأشيرة دخول ورخصة عمل مزورتين.
من جانبها، أبرزت صحيفة (الغارديان) أن الوزير الذي كان قد أطلق حملة (عد إلى منزلك) المثيرة للجدل التي سعت إلى تحفيز المهاجرين غير القانونيين على العودة إلى ديارهم بطريقة إرادية، استفاد هو نفسه من خدمات مهاجرة في وضعية غير شرعية لمدة سبع سنوات.
وأبرزت أن مارك هاربر، صاحب مشروع القانون الذي ينص على تشديد شروط الدخول إلى المملكة المتحدة، قدم يوم الجمعة استقالته لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون، معبرا عن الأسف للإحراج الذي تسبب فيه للحكومة.
أما صحيفة (الاندبندنت)، فأشارت إلى أن وزير الهجرة السابق يواجه خطر الخضوع لمتابعات قانونية ودفع غرامة بقيمة 5000 جنيه إسترليني بسبب خرقه لقوانين الهجرة.
وأضافت أن نواب حزب العمال المعارض في البرلمان، حرصوا في إطار استخلاص الدروس من هذه الواقعة، إلى الدعوة إلى مراجعة قانون الهجرة من أجل سد الثغرات وتجنب تكرار مثل هذه الحالة.
وفي روسيا ذكرت صحيفة "نيزافيسمايا غازيتا" أن روسيا أوقفت تحويل الدفعة الثانية من المساعدات المالية الموعودة لأوكرانيا لأنها تنتظر من هذه الأخيرة تنفيذ التزاماتها في مجال تسديد قيمة الغاز الروسي المورد لها.
ونقلت الصحيفة عن وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف، قوله "نحن ننتظر من أوكرانيا تسديد الحسابات المتراكمة عليها لقاء الغاز الذي حصلت عليه مبرزا انه يتعين على كل طرف تنفيذ الالتزامات المترتبة عليه.
نفس الصحيفة وتحت عنوان "الولاياتالمتحدة تصيب سياسة بروكسيل بالاحباط" أشارت إلى أن فيكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الأوروبية عادت لتشغل اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية الواسعة في القارة الأوربية بسبب تهجمها على الاتحاد الأوروبي خلال مكالمة هاتفية مع سفير بلادها لدى كييف وهو ما أثار إزعاج ألمانيا التي تقود العمل الأوروبي فيما يخص كييف.
ومن جانبها قالت صحيفة "نوفيه إزفيستيا" إن موسكو تعتزم دخول المنافسة فيما يخص السوق الإيرانية بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها ، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يتم رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة على إيران، قريبا. وتريد روسيا ،تضيف الصحيفة ، المشاركة في المشاريع المتعلقة بإيران ،حيث تبين أن موسكو وطهران تتفاوضان حول صفقة مقايضة النفط بالسكك الحديدية.